ليلى علوي ، كانت منذ بداية التسعينات لقبا شعبيا يطلق على عربة فارهة يمتطيها
كباررجالات السلطة الاتحادية والولائية والمحلية ، لاندرى كم كان ثمنها عند بدايات
الاستيراد الاولى ، ولكن خبراء الاقتصاد يقدرون أن ثمنها آنذاك كان يكفي لبناء
مدرسة ثانوية في الطينة أو أخرى ابتدائية في القطينة ، غير أن أثمان ماتصرفها وقودا
واسبيرات كانت تكفي لبناء ثلاثة مراكز صحية في وادى حلفا أو ثلاثة مراكز محو أمية
في وادى هور ، وعندما ذهب محافظ لمحافظة وادي حلفا - على ظهر تلك الفارهة - ليتولى
أمر الرعية - هناك سأله نوبي عن سعر فارهته ( ليلى علوى ) ، فأجابه بمئتين وخمسين
مليونا فقط لا غير ، فصاح فيه النوبي مندهشا : " يا ستاااااااااااار ... طيب ماخائف
عربيتك الأغلى من محافظتك دى تتوسخ في التراب ده ..؟؟ " .. عذرا لهذا الجيل ،
فالنوبي أعاد الى ذاكرته اتفاقية السد العالى و التهجير التي قيمت تعويضات الوادى
بمبلغ خمسة عشر مليونا من الجنيهات السودانية ، وليست الاسترلينية ..!!
* على
كلٍ .. تلك السنوات العجاف هي التى أطلقت فيها العامة لقب " ليلى علوي " على العربة
الوسيمة ذات الخدود اليانعة والجمال الفاره و المفاصل الرفيعة و الأطراف الممتلئة (
BMW ) ، جاءت بها سياسات الحكم الاتحادى وتقصير الظل الاداري و ( ترشيد الصرف ..!!!
) ، ولاة أمرنا - حفظهم الله - ولاة ووزراء ومحافظين ، كانوا يجوبون بها طرق المدن
الوعرة ذات الآبار المعطلة ، ويقدلون بها في أزقة الجياع و قرى العطشى وحوارى
الانوفليس والسل الرئوى ، ومن وراء زجاجها المظلل كانوا يدعون الناس للدخول في دين
الله أفواجا ، و يحثونهم كذلك - من خلف هوائها الرطب - على جهاد النفس والرباط و
الصبر و الاحتساب و ربط الأحزمة على البطون حتى يتجاوزوا هذا المنعطف التاريخي
الخطير الذي يمر به الاسلام والمسلمون ، ثم يرتمون في بهو الفارهة ( بت علوي )
ويشدون أحزمتها على بطونهم ويغادرون أمكنة الخطب ، تاركين الجمع الكريم من خلفهم
لتستنشق رئاتهم أدخنة محروقات ( ليلاهم ) و تمتلئ بطونهم بأتربة غبار ( اطاراتها
المتوركة ) ... فيذهبون ويذهب الجمع الكريم ليتوسد لظى الحرب والحصار حالما بعام
النفط والسلام ..!!
* جاء عام النفط والسلام قبل أعوام .. وجاءت ليلى علوى
بالأمس ، ولكنها هذه المرة ليست تلك العربة الباذخة الثمن التى كانت تجلبها سفن
الاستيراد في زمان نزوح الذين فقدوا الطعام الى المدن ولجوء الذين فقدوا الامن
والامان الى المنافى .. لا .. انها - هذه المرة - ليلى علوى ذاتها ، بلحمها وعظمها
وشحمها وابتسامتها .. جاءت - في زمان النفط - مظهرا وجوهرا ، لا لقبا وكنية ، جاءت
بعد جهد بذله مكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة ، واحتفت بمقدمها مؤسسة الشهيد الزبير
وأمانة المنظمات بالحزب الحاكم ، فقدمت لأطفال معسكرات أبوشوك ( خمسة الف علبة لبن
) ثم تكرمت ببعض وقتها لكاميرات حكومة ولاية شمال دارفور و الحزب الحاكم و منظمة
الشهيد الزبير ، تكرمت للوالي والسادة ببعض وقتها الثمين ، فالتقطوا معها صورا
تذكارية و أخرى اعلامية ، ثم قالت من داخل معسكر نازحين " كنت فاكرة دارفور وحشة
... هى مش وحشة ولا حاقة .. دى الحياة هنا كويسة آوي ..!! ) .. وغادرت بعد توضيحها
لسبب الزيارة ..( جئت لجعل المواطن هنا يعتمد على نفسه ويحصل على لقمة العيش دون أن
يحتاج لمعونات دولية .. !!) ... وسافرت تاركة غصة في حلق كرامة شعب وكبرياء وطن
..!!
* شكرا لمكتب الحزب بالقاهرة ، شكرا لمنظمة الشهيد الزبير ، شكرا للعميد
الثائر(م) يوسف عبد الفتاح .. وشكرا لليلى علوى على ( علب لبنها الخمسة الف ) وشكرا
مقدما على دورتها التدريبية المرتقبة والتي سوف تعلم شعب النفط والنيل والأرض كيفية
الاعتماد على نفسه و عدم مد يده لألبان المنظمات و الممثلات ... شكرا لكم جميعا و
... تباً لكل غافل ظن أن الأشياء هي الأشياء
كباررجالات السلطة الاتحادية والولائية والمحلية ، لاندرى كم كان ثمنها عند بدايات
الاستيراد الاولى ، ولكن خبراء الاقتصاد يقدرون أن ثمنها آنذاك كان يكفي لبناء
مدرسة ثانوية في الطينة أو أخرى ابتدائية في القطينة ، غير أن أثمان ماتصرفها وقودا
واسبيرات كانت تكفي لبناء ثلاثة مراكز صحية في وادى حلفا أو ثلاثة مراكز محو أمية
في وادى هور ، وعندما ذهب محافظ لمحافظة وادي حلفا - على ظهر تلك الفارهة - ليتولى
أمر الرعية - هناك سأله نوبي عن سعر فارهته ( ليلى علوى ) ، فأجابه بمئتين وخمسين
مليونا فقط لا غير ، فصاح فيه النوبي مندهشا : " يا ستاااااااااااار ... طيب ماخائف
عربيتك الأغلى من محافظتك دى تتوسخ في التراب ده ..؟؟ " .. عذرا لهذا الجيل ،
فالنوبي أعاد الى ذاكرته اتفاقية السد العالى و التهجير التي قيمت تعويضات الوادى
بمبلغ خمسة عشر مليونا من الجنيهات السودانية ، وليست الاسترلينية ..!!
* على
كلٍ .. تلك السنوات العجاف هي التى أطلقت فيها العامة لقب " ليلى علوي " على العربة
الوسيمة ذات الخدود اليانعة والجمال الفاره و المفاصل الرفيعة و الأطراف الممتلئة (
BMW ) ، جاءت بها سياسات الحكم الاتحادى وتقصير الظل الاداري و ( ترشيد الصرف ..!!!
) ، ولاة أمرنا - حفظهم الله - ولاة ووزراء ومحافظين ، كانوا يجوبون بها طرق المدن
الوعرة ذات الآبار المعطلة ، ويقدلون بها في أزقة الجياع و قرى العطشى وحوارى
الانوفليس والسل الرئوى ، ومن وراء زجاجها المظلل كانوا يدعون الناس للدخول في دين
الله أفواجا ، و يحثونهم كذلك - من خلف هوائها الرطب - على جهاد النفس والرباط و
الصبر و الاحتساب و ربط الأحزمة على البطون حتى يتجاوزوا هذا المنعطف التاريخي
الخطير الذي يمر به الاسلام والمسلمون ، ثم يرتمون في بهو الفارهة ( بت علوي )
ويشدون أحزمتها على بطونهم ويغادرون أمكنة الخطب ، تاركين الجمع الكريم من خلفهم
لتستنشق رئاتهم أدخنة محروقات ( ليلاهم ) و تمتلئ بطونهم بأتربة غبار ( اطاراتها
المتوركة ) ... فيذهبون ويذهب الجمع الكريم ليتوسد لظى الحرب والحصار حالما بعام
النفط والسلام ..!!
* جاء عام النفط والسلام قبل أعوام .. وجاءت ليلى علوى
بالأمس ، ولكنها هذه المرة ليست تلك العربة الباذخة الثمن التى كانت تجلبها سفن
الاستيراد في زمان نزوح الذين فقدوا الطعام الى المدن ولجوء الذين فقدوا الامن
والامان الى المنافى .. لا .. انها - هذه المرة - ليلى علوى ذاتها ، بلحمها وعظمها
وشحمها وابتسامتها .. جاءت - في زمان النفط - مظهرا وجوهرا ، لا لقبا وكنية ، جاءت
بعد جهد بذله مكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة ، واحتفت بمقدمها مؤسسة الشهيد الزبير
وأمانة المنظمات بالحزب الحاكم ، فقدمت لأطفال معسكرات أبوشوك ( خمسة الف علبة لبن
) ثم تكرمت ببعض وقتها لكاميرات حكومة ولاية شمال دارفور و الحزب الحاكم و منظمة
الشهيد الزبير ، تكرمت للوالي والسادة ببعض وقتها الثمين ، فالتقطوا معها صورا
تذكارية و أخرى اعلامية ، ثم قالت من داخل معسكر نازحين " كنت فاكرة دارفور وحشة
... هى مش وحشة ولا حاقة .. دى الحياة هنا كويسة آوي ..!! ) .. وغادرت بعد توضيحها
لسبب الزيارة ..( جئت لجعل المواطن هنا يعتمد على نفسه ويحصل على لقمة العيش دون أن
يحتاج لمعونات دولية .. !!) ... وسافرت تاركة غصة في حلق كرامة شعب وكبرياء وطن
..!!
* شكرا لمكتب الحزب بالقاهرة ، شكرا لمنظمة الشهيد الزبير ، شكرا للعميد
الثائر(م) يوسف عبد الفتاح .. وشكرا لليلى علوى على ( علب لبنها الخمسة الف ) وشكرا
مقدما على دورتها التدريبية المرتقبة والتي سوف تعلم شعب النفط والنيل والأرض كيفية
الاعتماد على نفسه و عدم مد يده لألبان المنظمات و الممثلات ... شكرا لكم جميعا و
... تباً لكل غافل ظن أن الأشياء هي الأشياء
0 التعليقات:
إرسال تعليق