أزف عصرُ فاتنات الشاشة السياسية، في صور
النساء الجميلات أمثال المرحومة بنازير بوتو والأميرة دايانا اللتين حالت المنية
بينهما وبين السياسة وها هي تسيبي ليفني وسارة بيلن وميركل وحرم ساركوزي وهيلاري
كلينتون يرثن أمجاد غولدا مائير، وأنديرا غاندي ، ومسز تاتشر.
فهل أصبحت السياسةُ إحدى منتجات مصانع الألفية الثالثة التحويلية ، أو أن السياسة عادتْ إلى أصلها ،لأن السياسة من مستحضرات التجميل البرَّاقة التي تستعمل لخداع الآخرين ؟
وإذا كان ذلك كذلك فإن السياسة لا تصلح إلا للنساء فقط ، بحكم التشابه الكبير بينها وبين النساء .
فالسياسة في الأصل كما يُعرِّفها كارهو السياسة والسياسيين هي: فن الدهاء والمكر والخداع والتضليل ، وبما أن أن الرجال اغتصبوا هذا الفن من دواهي النساء ؛ إذن فإن عودة السياسة إلى النساء يُُعتبر تحريرا ونصرا مظفرا لفاتنات الألفية الثالثة .
ووفقا لذلك فإن المطربات جميلات الصوت والصورة ، وعارضات الأزياء ذوات القوام الممشوق والممثلات الفاتنات المشهورات ، سوف يكون لهن شأنٌ عظيم في السياسة وفنون الحكم والقيادة في المستقبل القريب ,
استعدتُ بعض الصفحات لأشهر النساء في التاريخ ممن صُغن أوطانهن بأصباغهن ، وجعلن من سيرتهن تاريخا وطنيا وقوميا ؟
فالفاتنة سمير أميس المرأة التي تحولت إلى أسطورة، في الألف الثاني قبل الميلاد، كانت تدمنُ التزين ووضع المساحيق على وجهها ، حتى أنها فتنتْ زوجها حاكم نينوى، ثم وزَّعتْ جيشها لملاقاة الأعداء، وعادت إلى حجرتها لتكمل زينتها ، وهي بانية مدينة بابل، وأول مَن أقامتْ جسراً على نهر الفرات، الفتاة التي أطعمها الحمام بعد أن تُركت في الصحراء بعد ولادتها بيوم ، فوجدها الراعي سمير أميس ، هذه الفاتنة انتزعت المُلك من زوجها بعد أن قتلته وتخلَّصتْ من الذكورية السياسية وخاضت أعتى المعارك وانتصرت ، وتركت للأجيال أسطورتها( الحمامة) وتحولتْ من البشرية إلى الألوهية ، وما يزال أتباعها يعبدونها ويُحرمون أكل الحمام لأنه هو الذي أطعمها وربَّاها .
كذلك كانتْ كليوباترا زوجة قيصر روما، في القرن السادس قبل الميلاد ، فكانت ذات جمال وعقل راجح حتى أنها كانت تتحدث سبع لغات ، فتنت أنطونيو أخا القيصر بجمالها وقوامها ، وصارت ملكة مصر وسوريا وليبيا وقبرص، وخاضت الحروب إلى أن انتحرت بلدغة أفعى في قبرها التي صممته لموتها، حين أيقنت بأنها فشلت في تحقيق أهدافها وآمالها .
وعلى شاكلتها كانت زنوبيا في الألف الأول قبل الميلاد ،فهي الزَّباء ملكة تدمر ، تخلصت من زوجها أغسطس أو أذينة، وحكمت تدمر ، وكانت أيضا عالمة تجيد كل اللغات السائدة وهي أول النساء التي قدَّرتْ واحترمتْ الفلاسفة والأدباء والشعراء واستعانت بهم في مملكتها واستقدمتهم من البلاد الأخرى ليعيشوا ضمن مملكتها ، وخاضت أيضا أعتى المعارك ضد روما إلى أن أسرت ، ويُقال أيضا أنها انتحرت حزنا على خراب وطنها .
واقتدت شجرة الدُّر بمن سبقنها من فاتنات السياسة في القرن الثالث عشر الميلادي ، حين أخفتْ موت زوجها الصالح لكي تتفرغ لمواجهة الأعداء ، ثم تزوجت عز الدين أيبك وتخلصت منه بعد ذلك ، وعندما أصبحتْ هي الملكة المتوجة على مصر أرسل الخليفة المستنصر رسالة احتجاج إلى سادة مصر يقول لهم :
" إن عدمتْ عندكم الرجالُ ، أبلغونا لنرسل لكم حاكما رجلا !"
وتابعت ست الملك أخت الحاكم بأمر الله مسيرة النساء الحاكمات عندما تخلصت من أخيها الحاكم بأمر الله، لأنه اتهمها بشرفها كما تذكر بعض الروايات، وحكمت مصر مقتدية بالملكات السابقات .
أما فاتنات السياسة في العصر الحديث فقد اخترتُ منهن كاترينا العظيمة ملكة روسيا زوجة بطرس الثالث التي عاشت في القرن الثامن عشر ، وهي أيضا قتلت زوجها خنقا ، ثم أعلنت بأنه توفي بسبب مرض عُضال ، وتُعتبر مؤسِّسةَ القوانين والتشريعات ، وراعية الآداب والفنون ، وهي صاحبة القول السياسي الميكافيللي الذي يُعرِّف السياسة والحكم أفضل تعريف، وقد أرسلت هذا القول في رسالة إلى ماري أنطوانيت زوجة لويس السادس عشر فقالت:
" على الملوك ألا يهتموا بجوع شعوبهم ، فالقصور الملكية لا تكترث بنباح الكلاب " !
وقد ظل كثيرُ من الحكام والأمراء والملوك ، يقودون بلادهم بوحي من النساء أيضا ، سواء كن زوجاتهم أم أمهاتهم ، أو أخواتهم ، وكان القول الفصل في كل الأمور لهن ، أما الملوك والحكام والأمراء ، فهم صورُ وأشكال وتماثيل .
ولم يقتصر دور النساء على السياسة المباشرة ، بل كن يؤثرن على المفكرين والأدباء ، فقد ظل برنارد شو والفيلسوف ريكله يأتمران بأمر الفتاة اليهودية الجميلة سالومي ، وظلّ المنفلوطي والعقاد وإسماعيل صبري أسرى لديوان الأديبة مي زيادة ،وظلّ نابليون أسير أفكار آنا بولين ، وكان هتلر الطاغية عبدا لعشيقته التي انتحرت معه ، وقد تمكنتْ الأميرة ناظلي في بدايات القرن العشرين ، وهي من سلالة محمد علي ، تمكنت من اكتشاف سعد زغلول الذي كان من رواد صالونها ، حتى أنها زوجته من صفية وهي ابنة رئيس الوزراء مصطفى فهمي باشا ، وكان محمد عبده من رواد صالونها، وكذلك قاسم أمين والصحفي الفَكِه الشيخ علي يوسف.
وسوف تبقى صورة مونيكا لوينسكي تعمر الذاكرة، بعد أن تمكنت بجمالها من إعادة صياغة جدول الرؤساء في أمريكا .
وقد التصقت بالحكام والملوك الذكور صفات : الظلم والطغيان والسجن والقهر والحرب والموت والتعذيب والغضب والفناء والطعن والنزال ، وليس من قبيل الصدف أن تظلّ الألفاظ السابقة ألفاظا مذكرة في النحو العربي ، خالية من علامة التأنيث .
أما ألفاظ : الحكمة والبلاغة والسياسة والكياسة والرئاسة والحاشية والقيادة والحُنكة والخبرة والإدارة والوزارة والدولة والمملكة والإمارة وحتى الجمهورية والإمبراطورية والسفارة ، ظلتْ ألفاظا مؤنثة مختومة بتاء التأنيث ؟
فهل مجيئها على صيغة التأنيث كان عبثا ؟!
ألا يُشيرُ ذلك إلى أن كل تلك الصفات ، إنما هي من اختصاص المرأة لا الرجل ؟
سأظلُّ أحفظ الحكمة اليابانية التي تقول :
للرجال المكانة ، وللنساء القيادة والسيطرة.
وسأظل أرى في قول الرسول الكريم في حديثه عن زوجته الشقراء أو الحميراء عائشة، مثالا على مكانة المرأة وصحة المثل الياباني السابق ، حين قال :
" خذوا نصف دينكم عن هذه الحُميراء"
فهل أصبحت السياسةُ إحدى منتجات مصانع الألفية الثالثة التحويلية ، أو أن السياسة عادتْ إلى أصلها ،لأن السياسة من مستحضرات التجميل البرَّاقة التي تستعمل لخداع الآخرين ؟
وإذا كان ذلك كذلك فإن السياسة لا تصلح إلا للنساء فقط ، بحكم التشابه الكبير بينها وبين النساء .
فالسياسة في الأصل كما يُعرِّفها كارهو السياسة والسياسيين هي: فن الدهاء والمكر والخداع والتضليل ، وبما أن أن الرجال اغتصبوا هذا الفن من دواهي النساء ؛ إذن فإن عودة السياسة إلى النساء يُُعتبر تحريرا ونصرا مظفرا لفاتنات الألفية الثالثة .
ووفقا لذلك فإن المطربات جميلات الصوت والصورة ، وعارضات الأزياء ذوات القوام الممشوق والممثلات الفاتنات المشهورات ، سوف يكون لهن شأنٌ عظيم في السياسة وفنون الحكم والقيادة في المستقبل القريب ,
استعدتُ بعض الصفحات لأشهر النساء في التاريخ ممن صُغن أوطانهن بأصباغهن ، وجعلن من سيرتهن تاريخا وطنيا وقوميا ؟
فالفاتنة سمير أميس المرأة التي تحولت إلى أسطورة، في الألف الثاني قبل الميلاد، كانت تدمنُ التزين ووضع المساحيق على وجهها ، حتى أنها فتنتْ زوجها حاكم نينوى، ثم وزَّعتْ جيشها لملاقاة الأعداء، وعادت إلى حجرتها لتكمل زينتها ، وهي بانية مدينة بابل، وأول مَن أقامتْ جسراً على نهر الفرات، الفتاة التي أطعمها الحمام بعد أن تُركت في الصحراء بعد ولادتها بيوم ، فوجدها الراعي سمير أميس ، هذه الفاتنة انتزعت المُلك من زوجها بعد أن قتلته وتخلَّصتْ من الذكورية السياسية وخاضت أعتى المعارك وانتصرت ، وتركت للأجيال أسطورتها( الحمامة) وتحولتْ من البشرية إلى الألوهية ، وما يزال أتباعها يعبدونها ويُحرمون أكل الحمام لأنه هو الذي أطعمها وربَّاها .
كذلك كانتْ كليوباترا زوجة قيصر روما، في القرن السادس قبل الميلاد ، فكانت ذات جمال وعقل راجح حتى أنها كانت تتحدث سبع لغات ، فتنت أنطونيو أخا القيصر بجمالها وقوامها ، وصارت ملكة مصر وسوريا وليبيا وقبرص، وخاضت الحروب إلى أن انتحرت بلدغة أفعى في قبرها التي صممته لموتها، حين أيقنت بأنها فشلت في تحقيق أهدافها وآمالها .
وعلى شاكلتها كانت زنوبيا في الألف الأول قبل الميلاد ،فهي الزَّباء ملكة تدمر ، تخلصت من زوجها أغسطس أو أذينة، وحكمت تدمر ، وكانت أيضا عالمة تجيد كل اللغات السائدة وهي أول النساء التي قدَّرتْ واحترمتْ الفلاسفة والأدباء والشعراء واستعانت بهم في مملكتها واستقدمتهم من البلاد الأخرى ليعيشوا ضمن مملكتها ، وخاضت أيضا أعتى المعارك ضد روما إلى أن أسرت ، ويُقال أيضا أنها انتحرت حزنا على خراب وطنها .
واقتدت شجرة الدُّر بمن سبقنها من فاتنات السياسة في القرن الثالث عشر الميلادي ، حين أخفتْ موت زوجها الصالح لكي تتفرغ لمواجهة الأعداء ، ثم تزوجت عز الدين أيبك وتخلصت منه بعد ذلك ، وعندما أصبحتْ هي الملكة المتوجة على مصر أرسل الخليفة المستنصر رسالة احتجاج إلى سادة مصر يقول لهم :
" إن عدمتْ عندكم الرجالُ ، أبلغونا لنرسل لكم حاكما رجلا !"
وتابعت ست الملك أخت الحاكم بأمر الله مسيرة النساء الحاكمات عندما تخلصت من أخيها الحاكم بأمر الله، لأنه اتهمها بشرفها كما تذكر بعض الروايات، وحكمت مصر مقتدية بالملكات السابقات .
أما فاتنات السياسة في العصر الحديث فقد اخترتُ منهن كاترينا العظيمة ملكة روسيا زوجة بطرس الثالث التي عاشت في القرن الثامن عشر ، وهي أيضا قتلت زوجها خنقا ، ثم أعلنت بأنه توفي بسبب مرض عُضال ، وتُعتبر مؤسِّسةَ القوانين والتشريعات ، وراعية الآداب والفنون ، وهي صاحبة القول السياسي الميكافيللي الذي يُعرِّف السياسة والحكم أفضل تعريف، وقد أرسلت هذا القول في رسالة إلى ماري أنطوانيت زوجة لويس السادس عشر فقالت:
" على الملوك ألا يهتموا بجوع شعوبهم ، فالقصور الملكية لا تكترث بنباح الكلاب " !
وقد ظل كثيرُ من الحكام والأمراء والملوك ، يقودون بلادهم بوحي من النساء أيضا ، سواء كن زوجاتهم أم أمهاتهم ، أو أخواتهم ، وكان القول الفصل في كل الأمور لهن ، أما الملوك والحكام والأمراء ، فهم صورُ وأشكال وتماثيل .
ولم يقتصر دور النساء على السياسة المباشرة ، بل كن يؤثرن على المفكرين والأدباء ، فقد ظل برنارد شو والفيلسوف ريكله يأتمران بأمر الفتاة اليهودية الجميلة سالومي ، وظلّ المنفلوطي والعقاد وإسماعيل صبري أسرى لديوان الأديبة مي زيادة ،وظلّ نابليون أسير أفكار آنا بولين ، وكان هتلر الطاغية عبدا لعشيقته التي انتحرت معه ، وقد تمكنتْ الأميرة ناظلي في بدايات القرن العشرين ، وهي من سلالة محمد علي ، تمكنت من اكتشاف سعد زغلول الذي كان من رواد صالونها ، حتى أنها زوجته من صفية وهي ابنة رئيس الوزراء مصطفى فهمي باشا ، وكان محمد عبده من رواد صالونها، وكذلك قاسم أمين والصحفي الفَكِه الشيخ علي يوسف.
وسوف تبقى صورة مونيكا لوينسكي تعمر الذاكرة، بعد أن تمكنت بجمالها من إعادة صياغة جدول الرؤساء في أمريكا .
وقد التصقت بالحكام والملوك الذكور صفات : الظلم والطغيان والسجن والقهر والحرب والموت والتعذيب والغضب والفناء والطعن والنزال ، وليس من قبيل الصدف أن تظلّ الألفاظ السابقة ألفاظا مذكرة في النحو العربي ، خالية من علامة التأنيث .
أما ألفاظ : الحكمة والبلاغة والسياسة والكياسة والرئاسة والحاشية والقيادة والحُنكة والخبرة والإدارة والوزارة والدولة والمملكة والإمارة وحتى الجمهورية والإمبراطورية والسفارة ، ظلتْ ألفاظا مؤنثة مختومة بتاء التأنيث ؟
فهل مجيئها على صيغة التأنيث كان عبثا ؟!
ألا يُشيرُ ذلك إلى أن كل تلك الصفات ، إنما هي من اختصاص المرأة لا الرجل ؟
سأظلُّ أحفظ الحكمة اليابانية التي تقول :
للرجال المكانة ، وللنساء القيادة والسيطرة.
وسأظل أرى في قول الرسول الكريم في حديثه عن زوجته الشقراء أو الحميراء عائشة، مثالا على مكانة المرأة وصحة المثل الياباني السابق ، حين قال :
" خذوا نصف دينكم عن هذه الحُميراء"
0 التعليقات:
إرسال تعليق