عاشق فوق العنان...بقلم /احمد الربيعى
الخميس، 27 ديسمبر 2012
ربما أنا عاشق علي استحياء
أنا من صحبني الحب كالزهر وان أمسيت يقسمنى العناء
أنقشها وفى أدنى البحار أرسيها
مرسلة بواسطة
الشاعرة
في
3:09 م
0
التعليقات
إرسال بالبريد الإلكتروني
كتابة مدونة حول هذه المشاركة
المشاركة على X
المشاركة في Facebook
الجمل والنخلة .....نادية كيلاني
قالوا: الجمل طلع النخلة، هذا الجمل وهذه النخلة
تحنجل أطفالُ القرية، وأنشدوا المثل التاريخي، (الجمل والنخلة)، لحَّنوه،وغنَّوه، ضاربين على دفوفهم، متجولين في الحواري والأزقَّة، وكل بيت في القرية يعرف القصة منذ بدايتها. وبدايتها كانت بالأمس القريب؛ فقد حدَث شيء غريب لَم يتوقعه أحد، وأوقف البلدة كلها في ذُهُول، وهم يشاهدون الجمل الصغير يفلتُ مِن يدِ صاحبه، ويسرع نحو النخْلة، ويتسلَّقها بحرفية وخفَّة ورشاقةَ مُدرَّب، ثم ينزل منها بالسهولة نفسها! حتى إن الجمَّال نفسَه ما كان يعرف أن في جَمَله هذه المهارة الفائقة.
دُهش في البداية، وطلب من الجمل أن يكرِّر الفعل، ففَعَل، فانقلبتْ دهشتُه إلى سرور غامر، وبسملة وحوْقَلة، ورقي الجملُ خوفًا من العُيُون المتَطَلِّعة في تطفُّل شديد. هذه الفِعْلة أنقذتِ الجمل من البيع في السوق غدًا، وأنقذت الجمَّال من الفقر الذي أنشب أظافره، فلم يعدْ لديه أمتعة ينقلها له الجمل، وفي كل بيتٍ تقريبًا نوعٌ من البهائم يستخدمها أصحابها في شؤونهم، فلم يعد لجمله فائدة نقل لا له ولغيره، وبالطبع لن يدخل به في سباق الهجن، كل هذا اضطره للتفكير الطويل قبل أن يقررَ بيع الجمل، فليس معقولاً أن يُبقى على جملٍ يأكل ويرعى من أجل بعض الصوف لعمل الطواقي!
من يومها والجمل والجمَّال في حالٍ منَ النَّشْوة، يرقدان في الظِّلِّ الوارف، وفى الشمس الدافئة، طوال اليوم.
وعند المغرب يجتمع نفر من أهل القرية يريدون أن يروا الجمل وهو يتسلَّق النخلة كالقط السيامي، فيشير لهم الجمَّال بالعصا التي اقتناها حديثًا أن يبتعدوا ويصنعوا حلقة منظمة بدقة وإلا...، فيفعلون صاغرين، وبالطبع هم يدفعون في مقابل هذا المشهد ما يفرضه عليهم الجمَّال.
وهؤلاء المتفرجون لا يدفعون ثمن المشهد فقط، ولكن أيضًا هم يتكفلون بثمن الجلباب الصوف الذي ابتاعه الجمَّال، وثمن تغيير بعض العادات بالنسبة له.
فبمرور الوقت سئِم الجمَّال هذه الحياة البدائية، فقرر أن يطورها.
أولاً: تغيَّر نوع الأكل الذي يتناوله الجمل، فلم يعد يتغذَّى كسائر الحيوانات العُشبيَّة على الحشائش، وأوراق الشجر، والنباتات الشوكيَّة، بل صار يأكل التفَّاح والموز، ويتناول الخبز الإفرنجي، وأنواعًا من التغذية الجيدة والمدروسة بمقادير أُنْشِئ لها مطبخٌ خاص، وعُيِّن لها الخبراء، و.. يشرب العصائر.
ليت الأمر وقف عند هذا الحد، بل أصبح يُفَكِّر في عمليَّة تجميل لرتْق شفته العليا المشقوقة، فما عاد في حاجة إليها الآن، وهي التي تساعد في تجميع الأشواك الجافة، ومضْغها بكفاءَة عالية كما كان.
ولَم يدفع المتفرجون ثمن إطعامه فقط، بل متعته وترفيهه، والعمل على تحسين أدائه؛ فطموح الجمَّال ليس له حد، فكر كيف يحافظ على الجمل من غدْر الأيام، وربما من المتفرجين أنفسهم، فاتخذ له تعريشة من أغصان، ثم صارتْ بيتًا من حجارة، ثم قصرًا منيفًا! ومد القصر بعين ماء زلال يمشي في مواسير، فهو غير سكان القرية الذين يشربون الماء الخام من النهر مباشرة.
ثم لاحظ أن الجمل يتعب بعد كلِّ عرْض يقوم به، فعَيَّنَ مَنْ يقوم بتدليك جسده وعمل (السَّوْنا) له؛ ليظل ليِّنًا قادرًا على مُهمَّتِه؛ ولهذا كله كان حمام البخار، وكان يومٌ للاستجمام. أما بقية الليل فيمضيه الجملُ في صُحبة الجمَّال، أو الجمَّال في معية الجمل، في تراس القصر أمام شاشة العرض التي يسجل عليها مغامرات الصباح بين الجمَل والمتفرجين، ومنها يعرفان مَن حمل نظرات حقدٍ للجمل، ومن ربَّت على ظهرِه في حُنُوٍّ، ويتبادلان أطراف الحديث، وهذا هو طقسهما اليومي قبل أن يخلدا للنوم العميق.
هناك شيء دائمًا يؤرق الجمَّال لا يفصح عنه، ترى لو صعد الجمل النخلة يومًا، ولم يستطعِ النزول، ماذا سيكون الحال؟
أهل القرية أيضًا لهم ما يؤرقهم، يدور الهمس فيما بينهم بأن هناك حديثًا غامضًا يدُور بين الجمَل والجمال نخشى منه على المستقبل، ويقسمون أن الجمل يردُّ على الجمّال بلغة لا يفهمها إلا الجمَّال نفسه، ويؤكدون أن الحوار الطويل الذي يجريه الجمَّال مع الجمل عبارة عن نصائح وتوعية، تضمن لهما الاستمرار في العيش الرغيد والمركز الأبهة الذي تولَّياه. فعلم الصوتيات أثبت أن الجمَّال يقول للجمل:
لا تُفَرِّط في حقٍّ من حقوقك أيها الجمل الشجاع.
لا تكثر الهزار والمزاح مع سفهاء القرية؛ حتى لا يتجرأ أحدهم ويلمس لك ساقًا أو ذيلاً، أو يتجرأ آخر بسبٍّ وقذف، أو يتذكر ثالث أيام بؤسك الطويلة فيعيرك به.
هذه الأسرار بين الجمل والجمَّال بثت القلق للبعض.
وإذا حاول أحدُهم أن يتسلق ليسمع ماذا يقول الجمَّال للجمل، هبَّ الجمل من فوره، ورفسه فأرداه بالقاضية؛ فله أذنان صغيرتان تسمعان دبَّة النملة، وله عينان كبيرتان تُبصران جيدًا في الليل والنهارعلى مداردائرة كاملة، أما أهدابه الكثيفة فبمثابة قرون استشعار يستطيع بها تحديد اتجاه التجسُّس.
ولذلك اضطر الجمَّال إلى بناء سور عالٍ حول القصر، وزَوَّدَه ببعض الحرَس المأجورين، وعاش الجمل في أمان في كنف الجمال يسمع ويخزن ويهز رأسه سمعًا وطاعة واستيعابًا، فكل ما يفعله من أجل صالحه وسعادته.
وذات مساء والجمل والجمّال في حالة من الاسترخاء والحوار، نظر الجمَّال إلى السماء، وقال: يا الله، كيف فاتني هذا الأمر؟!
وهبَّ واقفًا، فهب معه الجمل، وقد أدرك خطورة ما خطر على ذهنِ صاحبِهِ، ففتح عينيه عن آخرهما؛ دليل استعدادٍ لفهم.
قال الجمَّال:
التركة! هذه تركة مميزة لمن نتركها أنا وأنت أيها الجمل؟
لو مات أحدنا تسلق الرعاع إلى بيتِنا، وأخذوا مكانَنَا، فهناك مَن يتربص لذلك، يا جملي الجميل، ولهم حلم وأطماع فيما نحن فيه من صدارة، ونحن الاثنان بلا عائلة، هل تموت كلالةً وأنا مثلك، لا بد أن نتزوج أنا وأنت لينجب كل منَّا وريثًا.
تعلمت القرية كيف تقيم الاحتفالات وتقدم التبريكات.
احتفلت القرية كلها بعُرس الجمل والجمال، فالجملُ تخيَّروا له ناقة من أجود النِّياق، قوة وأصلاً، والجمال تزوَّج جميلة الجميلات، مِن أعرق العائلات.
ولأنَّ كلاًّ من العَرُوس والناقة تعرف دورها بالتمام والمهمة التي جاءتْ من أجلها، ولدتْ له الناقة بعد عام بالتمام -وهي واقفة- سليلاً جيدًا، طوله 90 سنتيمترًا، ووزنه 50 كيلو جرامًا، وأخذتْ تُرضعه، فلمَّا وقف على قدميه بعد ساعتين من ولادَتِه، هلَّل الجمَّال وكبَّر، فتجاوب معه أهلُ القرية، وباركوا للجمل، ودعوا له بطول العمر حتى يرى وريثه في مكانه.
أما العروس فقد سبقتها بثلاثة أشهرٍ، وضعتْ وليَّ العهد سليل المجد، وكان الجمَّال قد أجَّل الاحتفال بِمَوْلُودِه حتى تلد الناقة، وها هي قد ولدتْ ووجب الاحتفال، أقام الجمَّال احتفالاً للمناسبتَيْن.
وكما في كل احتفال يلتفُّ أهل القرية، في رقص وطرب ومرح، لكن هذه المرة كان بينهم متربِّص حاقدٌ أطلق عدة طلقات في الهواء وواحدة قصد بها عن عمْد رأس الجمل. الحزن الذي أصاب الجمَّال كاد يودي به، لولا الأمل الصغير الذي سيكبر ويحتاج رعاية، صارتْ مهمة الجمَّال مُضاعفة بين ابنه وابن الجمل، كان يرضعه الخبرات ويعيد عليه الوصايا، وينظر للسماء داعيًا الله أن يتحقق حلمه، ويمسك الجمل الصغير مكان الجمل الراحل، وحتى يكبر الابن الصغير ويأخذ مكان الأب.
ولكن رغم وجود الأمل ضاع الأمان، فمع كل أملٍ يظهر حاقدٌ، ولا نعرف وقتًا ظهورِه
مرسلة بواسطة
الشاعرة
في
1:50 م
0
التعليقات
إرسال بالبريد الإلكتروني
كتابة مدونة حول هذه المشاركة
المشاركة على X
المشاركة في Facebook
يموت بحسرته/ نبيل عودة
الصمت حول سرير سعيد كان ثقيلا. يدخلون ويخرجون بصمت.. "هس.. هس ، سعيد وضعه صعب" . من المتوقع ان يلفظ انفاسه الأخيرة . لم يعد له علاج ملائم في المستشقى، فقط الأدوية لتسكين الأوجاع حتى قرار الله بعبده سعيد.
لم يكن سعيد من الذين أسعدهم الله بحياة زوجية هادئة. تزوج وطلق ثلاث مرات، رزق باربعة صبيان من الزوجات الثلاث .. حتى اولاده لم يتحملوا فجوره وغادروا الى غير رجعة. بعد طلاق الزوجة الأخيرة وقع في حفرة تعد للصرف الصحي، فاصيب اصابات بالغة برأسه وأعضائه الداخلية ويقال انه كان يلاحق احدى نساء القرية قريبا من حرش للزيتون في اطراف القرية.
سكان البلدة يتحاشون الاختلاط به، سيرته سيئة، شراسته أخرست الألسن ،ليس سرا ان سعيدا منذ شبابه لم يترك فتاة تفر من شره في القرية، فضائحه الأخلاقية تجاوزت الى البلدات المجاورة وعلى ذمة الرواة ان بعض حوادث قتل النساء بحجة شرف العائلة كانت بسبب ما ارتكبه سعيد بحقهن.
- هل أسلم الروح؟
- هس.. هس .. ما زال يتحرك.
الأقرباء بهمس وبشعور من الضيق يترقبون انتهاء ساعاته الأخيرة، وكانهم ينتظرون الفرج.
- لم يحضر احد من اولاده..؟
- هربوا من سوء تعامله... اين نجدهم ؟
ليسامحه الله. -
- ربما هناك ضرورة إستدعاء ابانا الخوري ليناوله قبل موته.
- هل ذلك سيكون سببا لخلاصه من عذابه؟
- قال الطبيب لن يصمد حتى العصر ..
- قرار الموت بيد الرب وليس بيد الأطباء ..
- قدم قهوة يا بني.. وأحضر الماء البارد.. وأخفضوا اصواتكم يا جماعة.
- لماذا لم يحضر الخوري ليناوله ، لعل ذلك يختصر عذابه؟
فهم الأهل ان ذلك هو خلاصهم هم من الترقب الذي يبدو انه قد طال. اضاف أحدهم:
- لا بد ان يناوله الخوري لعل ذلك ينقذ روحه من عذاب جهنم .
رد عليه أحدهم:
- والله لو تضافرت جهود بابا روما وبطاركة اليونان وروسيا، لما انقذوا ظفرا منه لما ارتكبه بحق الناس من موبقات.
القصد من ذلك فضائحه الأخلاقية مع نساء القرية وشراسته التي جعلت العباد يتجنبونه ويقاطعونه في المناسبات.
- لم يترك امرأة من شره، حتى نساء عائلتنا عانين كثيرا من شره
- هس..هس .. بلاش فضائح. كفوا عن هذا الحديث الآن، عقابه لدى خالقه ، اعطونا شربة ماء.
- اذهب با بني الى خوري القرية ، قل له ان سعيدا بحالة حرجة وقد يغمض عينيه للمرة الأخيرة خلال الساعات القادمة ، نرجو حضورك لتناوله وتصلي عليه من اجل خلاص روحه.
- هل سيحضر الخوري حقا ؟
- على مهلك... واجب الخوري ان يخدم ابناء كنيسته.
خلال نصف ساعة وصل خوري القرية بصحبة انجيل ضخم على غير عادته، وقد اثار انجيله الضخم نظرات الحضور، يبدو ان أبانا الخوري قد فهم ما تتساءل عنه العيون حيث قال:
- قررت ان أحمل هذا الكتاب لأظهر لسعيد كم كانت خسارته عظيمة لأنه لم يعرفه ولم يؤمن به ولم يعمل بتعاليم الرب ليسير على هدى الأخلاق المسيحية التي تأمر بالمحبة والعمل الصالح.
- شكرا يا ابانا ماذا سيفيده ذلك والموت يقاسمه السرير؟
- ابنائي ان طرق الله لا يعلمها البشر، واجبنا القيام بما يفرح القلوب ويرضي الخالق، ونسلم أمرنا لله وابنه المخلص يسوع المسيح.
- وهل تنفع توبته وهو في ساعاته الأخيرة؟
- هذا ليس من شاننا ان نحكم عليه، الملك الوثني العظيم قسطنطين عُمد مسيحيا وهو على فراش الموت، ومات مسيحيا. نحن ننفذ تعاليم الله بايصال بشارة الخلاص للبشر، من يقبلها فله ملكوت الله، كما يعلمنا الانجيل المقدس، ونحن لا نضع شروطا على الله لغفرانه او عدم غفرانه لبعض الناس.
دخل الخوري غرفة سعيد حيث كان وجهه شاحبا، ونظراته توحي ان ساعته لم تحن بعد.
القى الخوري التحية، فرد سعيد بصوت واهن:
اهلا ابونا... -
- بني..هل تسمح لي بالصلاة من أجل خلاص روحك؟
لم ينتظر جوابا من سعيد حيث بدأ بصلاة "ابانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك..." شاركه فيها كل المتواجدين في الغرفة الا سعيد حيث جال بنظره على من حوله وتعابير وجهه لا تعبر عن أي شيء.
وضع الخوري انجيله الضخم قرب رأس سعيد وهو يقول: "ليصفح الله لك عن خطاياك، كما صفح لنا عن خطايانا جميعا، وهو الذي ارسل ابنه المسيح من اجل انقاذ البشر من خطاياهم".
فوجئ الجميع لاهتمام سعيد بالإنجيل.. وتساءل:
- ما هذا الكتاب الضخم يا ابانا؟
- انه الانجيل المقدس.
ونظر الخوري بعيون الأهل المتجمعين حول السرير، وكانه يقول لهم هل رأيتم فائدة احضار انجيل ضخم؟ تساءل سعيد:
- لماذا هو هكذا كبير؟!
- مضمونه أكبر يا سعيد، انه يحمل تعاليم المسيح.
يا للخسارة ، لأنني لم اعرف هذا الكتاب الكبير من قبل؟-
- انه كبير بنصوصه وتعاليمه.
- يبدو انه كتاب عظيم.. لم اعرفه من قبل...
- كنت ضالا يا بني، حان الوقت لتطلب الغفران من الله، لتلقى وجهه بروح تائبة ونفس خاشعة.
- يا لخسارتي العظيمة...
- لا تتعب روحك يا بني، قبل هذا الكتاب ، ضع علامة الصليب على صدرك واطلب من الله وابنه المسيح الصفح والغفران.
قام الخوري بوضع علامة الصليب ثلاثة مرات فوق سعيد الممدد على السرير وهو يقول:"لتصفح له يا ابانا الذي في السماء عن خطاياه ، كان ضالا وتاب ، كان تائها ووجد الطريق".
قال سعيد:
- اني أموت وحسرتي في نفسي... كنت بحاجة لهذا الكتاب.
استطرد الخوري:
- ليغفر الله لك آثامك مهما كانت .
أجاب سعيد:
. كان يجب ان اعرف هذا الكتاب الضخم من قبل-
- انها مشيئة الله ان تعود من ضلالك قبل موتك ...الحجم لا اهميه له، المضمون له قيمة عظمى، وهو ما نريدك ان تؤمن به.
كم هي عظيمة خسارتي.. ساموت وحسرتي في قلبي.-
احتار الخوري من كلام سعيد، ولم يجد ما يضيفه الا تكرار ما قاله سابقا.
واصل سعيد:
- كنت بحاجة لهذا الكتاب الضخم .. آه من المي وحسرتي
?ما هي حكايتك يا بني، لم اعد افهمك.. أفصح لنفهم ماذا تقصد -
اشتد الألم على سعيد،التقط انفاسه، نظر في عيون المحيطين به، وقال:
اني الومكم لعدم معرفتي بهذا الكتاب حين كنت بحاجة اليه. -
قال كبير العائلة:
- وهل كنت تسمع نصائحنا يا سعيد، حيث جلبت لنا الفضيحة تلو الأخرى لحماقتك ولسوء أعمالك؟
- نصائحكم لم تكن تنفعني، لو استمعت لكم لعشت ميتا في الحياة، ولكن هذا الكتاب كانت له ضرورته.
تبادل الأهل والخوري النظرات. التقط سعيد انفاسه وقال:
- اريد ان اروي لكم سبب حاجتي لهذا الكتاب حتى لا اموت وانتم على غير علم بما أقول، كنت عائدا من حقل والدي أقود عربة مليئة بالقش لإطعام القطيع وفي الطريق صادفت فتاة من اهل القرية عائدة مشيا في الظهيرة، أشفقت عليها ودعوتها لتصعد الى عربتي، فأنا أيضا أحمل قلبا رقيقا شفوقا... صعدت وجلست قربي خجلة. نظرت الى وجهها واعجبت بجمال عينيها، تناسق قسمات وجهها، وشعرت برغبة مجنونة لاضمها الى صدري واقبل عينيها ، تمنعت وقاومت، تغلبت عليها والقيتها وسط العربة فوق القش، كانت امامي ضعيفة وبكت. حاولت طمأنتها باني لن اسبب لها الألم فانا احب النساء واعشق دلالهن.. وعندما وصلتها هبط القش أكثر، هبط جسمها عميقا في القش .. حاولت رفعها لاعلو فوقها فانغرزت في القش اكثر.. محاولاتي باءت بالفشل.. وقد اقتربنا من القرية فاضطررت للتوقف عن محاولتي هذه حتى لا أورطها بمشكلة لا يعلم احد مداها. ولكن يا ابانا، لو كان بحوزتي هذا الكتاب الضخم، لأضعه فوق القش، لكان لي عونا وما عانيت من فشل وحسرة لم تفارقني حتى اليوم...
لم يكن سعيد من الذين أسعدهم الله بحياة زوجية هادئة. تزوج وطلق ثلاث مرات، رزق باربعة صبيان من الزوجات الثلاث .. حتى اولاده لم يتحملوا فجوره وغادروا الى غير رجعة. بعد طلاق الزوجة الأخيرة وقع في حفرة تعد للصرف الصحي، فاصيب اصابات بالغة برأسه وأعضائه الداخلية ويقال انه كان يلاحق احدى نساء القرية قريبا من حرش للزيتون في اطراف القرية.
سكان البلدة يتحاشون الاختلاط به، سيرته سيئة، شراسته أخرست الألسن ،ليس سرا ان سعيدا منذ شبابه لم يترك فتاة تفر من شره في القرية، فضائحه الأخلاقية تجاوزت الى البلدات المجاورة وعلى ذمة الرواة ان بعض حوادث قتل النساء بحجة شرف العائلة كانت بسبب ما ارتكبه سعيد بحقهن.
- هل أسلم الروح؟
- هس.. هس .. ما زال يتحرك.
الأقرباء بهمس وبشعور من الضيق يترقبون انتهاء ساعاته الأخيرة، وكانهم ينتظرون الفرج.
- لم يحضر احد من اولاده..؟
- هربوا من سوء تعامله... اين نجدهم ؟
ليسامحه الله. -
- ربما هناك ضرورة إستدعاء ابانا الخوري ليناوله قبل موته.
- هل ذلك سيكون سببا لخلاصه من عذابه؟
- قال الطبيب لن يصمد حتى العصر ..
- قرار الموت بيد الرب وليس بيد الأطباء ..
- قدم قهوة يا بني.. وأحضر الماء البارد.. وأخفضوا اصواتكم يا جماعة.
- لماذا لم يحضر الخوري ليناوله ، لعل ذلك يختصر عذابه؟
فهم الأهل ان ذلك هو خلاصهم هم من الترقب الذي يبدو انه قد طال. اضاف أحدهم:
- لا بد ان يناوله الخوري لعل ذلك ينقذ روحه من عذاب جهنم .
رد عليه أحدهم:
- والله لو تضافرت جهود بابا روما وبطاركة اليونان وروسيا، لما انقذوا ظفرا منه لما ارتكبه بحق الناس من موبقات.
القصد من ذلك فضائحه الأخلاقية مع نساء القرية وشراسته التي جعلت العباد يتجنبونه ويقاطعونه في المناسبات.
- لم يترك امرأة من شره، حتى نساء عائلتنا عانين كثيرا من شره
- هس..هس .. بلاش فضائح. كفوا عن هذا الحديث الآن، عقابه لدى خالقه ، اعطونا شربة ماء.
- اذهب با بني الى خوري القرية ، قل له ان سعيدا بحالة حرجة وقد يغمض عينيه للمرة الأخيرة خلال الساعات القادمة ، نرجو حضورك لتناوله وتصلي عليه من اجل خلاص روحه.
- هل سيحضر الخوري حقا ؟
- على مهلك... واجب الخوري ان يخدم ابناء كنيسته.
خلال نصف ساعة وصل خوري القرية بصحبة انجيل ضخم على غير عادته، وقد اثار انجيله الضخم نظرات الحضور، يبدو ان أبانا الخوري قد فهم ما تتساءل عنه العيون حيث قال:
- قررت ان أحمل هذا الكتاب لأظهر لسعيد كم كانت خسارته عظيمة لأنه لم يعرفه ولم يؤمن به ولم يعمل بتعاليم الرب ليسير على هدى الأخلاق المسيحية التي تأمر بالمحبة والعمل الصالح.
- شكرا يا ابانا ماذا سيفيده ذلك والموت يقاسمه السرير؟
- ابنائي ان طرق الله لا يعلمها البشر، واجبنا القيام بما يفرح القلوب ويرضي الخالق، ونسلم أمرنا لله وابنه المخلص يسوع المسيح.
- وهل تنفع توبته وهو في ساعاته الأخيرة؟
- هذا ليس من شاننا ان نحكم عليه، الملك الوثني العظيم قسطنطين عُمد مسيحيا وهو على فراش الموت، ومات مسيحيا. نحن ننفذ تعاليم الله بايصال بشارة الخلاص للبشر، من يقبلها فله ملكوت الله، كما يعلمنا الانجيل المقدس، ونحن لا نضع شروطا على الله لغفرانه او عدم غفرانه لبعض الناس.
دخل الخوري غرفة سعيد حيث كان وجهه شاحبا، ونظراته توحي ان ساعته لم تحن بعد.
القى الخوري التحية، فرد سعيد بصوت واهن:
اهلا ابونا... -
- بني..هل تسمح لي بالصلاة من أجل خلاص روحك؟
لم ينتظر جوابا من سعيد حيث بدأ بصلاة "ابانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك..." شاركه فيها كل المتواجدين في الغرفة الا سعيد حيث جال بنظره على من حوله وتعابير وجهه لا تعبر عن أي شيء.
وضع الخوري انجيله الضخم قرب رأس سعيد وهو يقول: "ليصفح الله لك عن خطاياك، كما صفح لنا عن خطايانا جميعا، وهو الذي ارسل ابنه المسيح من اجل انقاذ البشر من خطاياهم".
فوجئ الجميع لاهتمام سعيد بالإنجيل.. وتساءل:
- ما هذا الكتاب الضخم يا ابانا؟
- انه الانجيل المقدس.
ونظر الخوري بعيون الأهل المتجمعين حول السرير، وكانه يقول لهم هل رأيتم فائدة احضار انجيل ضخم؟ تساءل سعيد:
- لماذا هو هكذا كبير؟!
- مضمونه أكبر يا سعيد، انه يحمل تعاليم المسيح.
يا للخسارة ، لأنني لم اعرف هذا الكتاب الكبير من قبل؟-
- انه كبير بنصوصه وتعاليمه.
- يبدو انه كتاب عظيم.. لم اعرفه من قبل...
- كنت ضالا يا بني، حان الوقت لتطلب الغفران من الله، لتلقى وجهه بروح تائبة ونفس خاشعة.
- يا لخسارتي العظيمة...
- لا تتعب روحك يا بني، قبل هذا الكتاب ، ضع علامة الصليب على صدرك واطلب من الله وابنه المسيح الصفح والغفران.
قام الخوري بوضع علامة الصليب ثلاثة مرات فوق سعيد الممدد على السرير وهو يقول:"لتصفح له يا ابانا الذي في السماء عن خطاياه ، كان ضالا وتاب ، كان تائها ووجد الطريق".
قال سعيد:
- اني أموت وحسرتي في نفسي... كنت بحاجة لهذا الكتاب.
استطرد الخوري:
- ليغفر الله لك آثامك مهما كانت .
أجاب سعيد:
. كان يجب ان اعرف هذا الكتاب الضخم من قبل-
- انها مشيئة الله ان تعود من ضلالك قبل موتك ...الحجم لا اهميه له، المضمون له قيمة عظمى، وهو ما نريدك ان تؤمن به.
كم هي عظيمة خسارتي.. ساموت وحسرتي في قلبي.-
احتار الخوري من كلام سعيد، ولم يجد ما يضيفه الا تكرار ما قاله سابقا.
واصل سعيد:
- كنت بحاجة لهذا الكتاب الضخم .. آه من المي وحسرتي
?ما هي حكايتك يا بني، لم اعد افهمك.. أفصح لنفهم ماذا تقصد -
اشتد الألم على سعيد،التقط انفاسه، نظر في عيون المحيطين به، وقال:
اني الومكم لعدم معرفتي بهذا الكتاب حين كنت بحاجة اليه. -
قال كبير العائلة:
- وهل كنت تسمع نصائحنا يا سعيد، حيث جلبت لنا الفضيحة تلو الأخرى لحماقتك ولسوء أعمالك؟
- نصائحكم لم تكن تنفعني، لو استمعت لكم لعشت ميتا في الحياة، ولكن هذا الكتاب كانت له ضرورته.
تبادل الأهل والخوري النظرات. التقط سعيد انفاسه وقال:
- اريد ان اروي لكم سبب حاجتي لهذا الكتاب حتى لا اموت وانتم على غير علم بما أقول، كنت عائدا من حقل والدي أقود عربة مليئة بالقش لإطعام القطيع وفي الطريق صادفت فتاة من اهل القرية عائدة مشيا في الظهيرة، أشفقت عليها ودعوتها لتصعد الى عربتي، فأنا أيضا أحمل قلبا رقيقا شفوقا... صعدت وجلست قربي خجلة. نظرت الى وجهها واعجبت بجمال عينيها، تناسق قسمات وجهها، وشعرت برغبة مجنونة لاضمها الى صدري واقبل عينيها ، تمنعت وقاومت، تغلبت عليها والقيتها وسط العربة فوق القش، كانت امامي ضعيفة وبكت. حاولت طمأنتها باني لن اسبب لها الألم فانا احب النساء واعشق دلالهن.. وعندما وصلتها هبط القش أكثر، هبط جسمها عميقا في القش .. حاولت رفعها لاعلو فوقها فانغرزت في القش اكثر.. محاولاتي باءت بالفشل.. وقد اقتربنا من القرية فاضطررت للتوقف عن محاولتي هذه حتى لا أورطها بمشكلة لا يعلم احد مداها. ولكن يا ابانا، لو كان بحوزتي هذا الكتاب الضخم، لأضعه فوق القش، لكان لي عونا وما عانيت من فشل وحسرة لم تفارقني حتى اليوم...
مرسلة بواسطة
الشاعرة
في
1:41 م
0
التعليقات
إرسال بالبريد الإلكتروني
كتابة مدونة حول هذه المشاركة
المشاركة على X
المشاركة في Facebook
نصوص فيسبوكية- نوزاد جعدان
الصوت البعيد للعربات السائرة في الطين لا تسمع صهيل الخيول الكستنائية ..
الريح التي ورطت المطر بهواها وأنجبت حفيف الشجر والثمر ..أججت النار
لوجودك بالقرب أسمع صهيل قلبي
استل قلمي من غمد أشجارك ينشرها الهواء ..
وحين يشتد ندف الثلج أركض إلى كوخ قلبك
لأنسى أغنية الطين حين يخون ُ المطر
2
الريح التي ورطت المطر بهواها وأنجبت حفيف الشجر والثمر ..أججت النار
لوجودك بالقرب أسمع صهيل قلبي
استل قلمي من غمد أشجارك ينشرها الهواء ..
وحين يشتد ندف الثلج أركض إلى كوخ قلبك
لأنسى أغنية الطين حين يخون ُ المطر
2
حين يشتعل المساء بلون البرق يسكن المطر
وحين أمر على قريتنا تسكن أشباح الطفولة الأكواخ المنسية وبعض أقدام الطريق
وحين أتسكع في المدينة كالضباب ما من قمر يمد عنقه في شرفة السماء
وحدهُ حين أمر عليكِ أجدني طفلاً ابتل بالمطر
وصنع كوخاً من الطين تحت مرآة القمر
3
العصفورة الوديعة العينين إبريقُ الأماني في يديها
متلألئة كالشمس في رونقها، بهية كالليل
قالت لي : لا بد لأسراب العصافير أن تطير حولك حين تفرد جناحيكَ
ضباب الشتاء يغبش مرآة القمر
ولكن النار المؤججة في الحقول
يروي حولها عجائز القرية حكايا الحياة
ونساء القرية بجمالهن يطحن الدقيق بحجر الرحى
الريح إنها الريح صديقي ..الريح روح
العصفورة الحكيمة قالت لي
4
النجوم في السماء تبدو حبّات ليمون ناضجة بين أشجار الكستناء
كطفل يشعر بأنه غير محصن عن الألم أقفُ حين تبتعدين ..
أنحني بصمتٍ لأحرث أرضنا
حين تمر رياح الربيع ويخضر وجه الأرض خجلاً لتشقق التراب
أفتحُ النافذة وأبدأ التنفس في حديقتك
5
بعينيه المتوضئتين بأشعة الشمس العامل الهندي يغني للحياة
على الرصيف في الباص يسمع الأغاني ليغني للحياة
الأغاني محصول الفقراء لتربية سنابل الأمل
وحين أمر على قريتنا تسكن أشباح الطفولة الأكواخ المنسية وبعض أقدام الطريق
وحين أتسكع في المدينة كالضباب ما من قمر يمد عنقه في شرفة السماء
وحدهُ حين أمر عليكِ أجدني طفلاً ابتل بالمطر
وصنع كوخاً من الطين تحت مرآة القمر
3
العصفورة الوديعة العينين إبريقُ الأماني في يديها
متلألئة كالشمس في رونقها، بهية كالليل
قالت لي : لا بد لأسراب العصافير أن تطير حولك حين تفرد جناحيكَ
ضباب الشتاء يغبش مرآة القمر
ولكن النار المؤججة في الحقول
يروي حولها عجائز القرية حكايا الحياة
ونساء القرية بجمالهن يطحن الدقيق بحجر الرحى
الريح إنها الريح صديقي ..الريح روح
العصفورة الحكيمة قالت لي
4
النجوم في السماء تبدو حبّات ليمون ناضجة بين أشجار الكستناء
كطفل يشعر بأنه غير محصن عن الألم أقفُ حين تبتعدين ..
أنحني بصمتٍ لأحرث أرضنا
حين تمر رياح الربيع ويخضر وجه الأرض خجلاً لتشقق التراب
أفتحُ النافذة وأبدأ التنفس في حديقتك
5
بعينيه المتوضئتين بأشعة الشمس العامل الهندي يغني للحياة
على الرصيف في الباص يسمع الأغاني ليغني للحياة
الأغاني محصول الفقراء لتربية سنابل الأمل
مرسلة بواسطة
الشاعرة
في
1:13 م
0
التعليقات
إرسال بالبريد الإلكتروني
كتابة مدونة حول هذه المشاركة
المشاركة على X
المشاركة في Facebook
طقوس ليلية /اوعاد الدسوقي
لازلت في حالة
إنعــدام وزن
يتملكني الذهول
و الدهشة وسؤالا
حائــرا يتــردد
بين أرجاء نفسي
كيف نزعتني مني
و الصقتني بروحك؟!
فأصبحت أنثي
مذهو بك مغرورة فيك
أستلهمك كل ليلة
لأمارس معك طقوس
العشق الروحي
أنثر أريج أنفاسك
علي خاصرتي
أعانق طيفك الحاضر
دائمـــا حـولي
القي بكفي في
حضن راحتيك
كعصفور صغير
يغفو مطمئنا هادئا
تغريني موسيقي
صوتك بالتمايل
والرقص الي أن
ينهكني الشوق
و يسكرني الحنين
فأتحرر من كل شئ
إلا من ذاك الشعور
بـ إنصهاري فيك
و تدفق نبضك
في شرياني
يا رجلاً حطم بشموخه
كبـريـــائـــي
علي صخرة رجولته
أنا العاشقة لك
حد الهذيان
حد الإدمان
أحتسيك خمرا
في كأسا من
سحر و غرام
أرتشفك بنهم
عطشا تطوق
للإرتواء من
عسل لماك
التهمك بـ لذة
امرأة جائعة
الي كسرة حب
تعتلي غيمات الجنون
في عينيك فتتساقط
أمطار الوله تبلل
الضلوع بلهفة اللقاء
اوعاد الدسوقي
المستشار الإعلامي لرابطة
المبدعين والمثقفين الدولية
بامريكا
مرسلة بواسطة
الشاعرة
في
1:07 م
0
التعليقات
إرسال بالبريد الإلكتروني
كتابة مدونة حول هذه المشاركة
المشاركة على X
المشاركة في Facebook
كحل حبيبتي...روني علي
الاثنين، 26 نوفمبر 2012
مقصلتي فوق أكتافهم ..
أحبتي ينثرون الغبار في كحل حبيبتي
يقزفونه شطيرة على منصة
في دكاكين
أبوابها مفتوحة لرياح
تحمل العبق من قبر جدتي
تناجي الغول
لاستحضار أحصنة
من طروادة الكورد
ملوحين بالشطيرة
عربون خنوع
ومشروعا للإنبعاث
فوق جدائل حبيبتي المقصوصة
من شدة الانبعاث ..
لكم هامتي قبل العنق
لكم لساني
لكم آهاتي وترهاتي
لكم كل ما لكم ولجدتي
إلا حبيبتي
عيناها بوصلتي في العدم
حين يكون العدم شبقاً
منديلها علم استسلامي
حين يكون العلم قنبلة في مضجعي
شفتاها دفتر حساباتي
حين يكون الحساب
على أوراق أصفرت من هول اللكمات
صرختها قصيدة عشقي
حين يكون العشق على بسطات الدكاكين
وفي الأخمص والزناد
لكم كل ما لكم ولجدتي ..
أحبتي ينثرون الغبار في كحل حبيبتي
يقزفونه شطيرة على منصة
في دكاكين
أبوابها مفتوحة لرياح
تحمل العبق من قبر جدتي
تناجي الغول
لاستحضار أحصنة
من طروادة الكورد
ملوحين بالشطيرة
عربون خنوع
ومشروعا للإنبعاث
فوق جدائل حبيبتي المقصوصة
من شدة الانبعاث ..
لكم هامتي قبل العنق
لكم لساني
لكم آهاتي وترهاتي
لكم كل ما لكم ولجدتي
إلا حبيبتي
عيناها بوصلتي في العدم
حين يكون العدم شبقاً
منديلها علم استسلامي
حين يكون العلم قنبلة في مضجعي
شفتاها دفتر حساباتي
حين يكون الحساب
على أوراق أصفرت من هول اللكمات
صرختها قصيدة عشقي
حين يكون العشق على بسطات الدكاكين
وفي الأخمص والزناد
لكم كل ما لكم ولجدتي ..
مرسلة بواسطة
الشاعرة
في
12:40 م
0
التعليقات
إرسال بالبريد الإلكتروني
كتابة مدونة حول هذه المشاركة
المشاركة على X
المشاركة في Facebook
الجراح مصباح المهدي
السبت، 24 نوفمبر 2012
الجراح ما بقًتش بنت الجراح
بنت نار الوجد ، صهد الهوى
الجراح ع الشاشه عيِّل هوى
في أتون المحرقة ما طلعش
الجراح ع الشَّاشه صورة نعش
فوق كتاف طاير إلي المنتهى
نقل خارج دايرة التفاصيل
الجراح تكبر شجر مستحيل
فوق سطوح الدِّيك صرخ مستجير
الجراح ما بقتش قطن وشاش
في غرف إنعاش بدون أجهزة
معجزة لو حد يخرج سليم
الكلام ع الأرض راجل لمدفع
الكلام في غزة مصنع بطولة
والكلام ع الشِّاشه سيرك الحواه
والكلام ف الخطبه قبل الصلاة
عن جراح تنقض تمام الوضوء
حارقة فيَّا الدانه نفس الحروق
قاصفة فيَّا الطلقة نفس الدماغ
لسه عايش لسه نفس الدماغ
بين كلام ع الأرض والشَّاشة
بنت إيه الخطبة ف المكرفون
بنت إيه القعدة والتحليلات
في دفا الإستديو سحر البلاغة
واللصوص اللي اشترو م الساغة
كل سيغه لأم ماتت ف غزَّة
الجراح في غزَّة دم ف رقبتي
لو رقبتي تسد دم الضحايا
الجراح ما بقتش صورة ف قصيدة
الجراح في غزه أمى البعيدة
سايبة بز في بق عيل شهيد
الجراح من تحت ردم الضحايا
نار تقيد في الحي يلحق أخوه
الولد في الصورة شيخ دوَّخوه
مر فيه مشرط طبيب الجراحه
مر فيه مشرط سلاح البجاحه
الجراح ما بقتش بنت الحصار
بنت ضغط الفقر تل الهموم
الكلام ملموم ف برميل زبالة
الصور عمَّاله تكوي الحروق
قلبي مش صندوق بريد الاحتلال
نفسي لو صندوق رصاص للنضال
نفسي لو معجون رغيف للغلابه
السباع في الغابه تكسب نزال
بس مش ف إديها تمحي الرجال
فيه هنا فلسطين وفيه أطفال
مؤمنين بالدين وعد بالنصر
مؤمنين بالوحدة خارطة طريق
مش طريق قاطع طريق سفَّاح
الجراح ما بقتش بنت الجراح
مرسلة بواسطة
الشاعرة
في
5:19 م
0
التعليقات
إرسال بالبريد الإلكتروني
كتابة مدونة حول هذه المشاركة
المشاركة على X
المشاركة في Facebook
كان يريدني أن أري ..حسام المقدم
كان يريدني أن أرى! حسام المقدم قصة
************
إلى روح الصديق الأديب الراحل "نجاتي عبدالقادر"..
وإلى الصديق القاص "عبدالرحيم عبدالهادي".
_______________________________
سيبدو الكوبري من فوق جناحي طائر خرافي علامة (+) بشكل ما. وإذا كان المزاج سابحا في بحيرة من القار، وفي هذا الضحى الرطب، سيتجلى الكوبري– من نفس المسقط العلوي الخرافي- رجلا بغلا ممدا بالطول فوق بطن امرأة نحيلة تنام بعرض السرير. علامة (+) أخرى من علامات عديدة تظهر وتختفي وتبرق مع العروق النافرة في جانبي جبهتي. خطفت بصري من تأمل الكوبري لأواجه صديقي الجالس أمامي على مقعد في الكافيتريا المطلة على هذا البحر الصغير. كان صامتا ينظر للكوبري عبر إمالة رأسه للخلف، فيما الكرسي الثالث المنبعج الذي يكمل مثلث جلستنا يبدو لي طائرا بسط جناحيه برأس مقطوع.
في الجوار يعبرنا الناس، ثم ينحرفون يمينا داخل المدينة، أو يسارا ليعبروا الكوبري. ومن الكوبري ينحدر الناس يمينا ليعبرونا قاذفين نظرات متعددة نحو الجالسين. كنت أنظر في عيون كل العابرين: عجائز وشباب ومنقبات وحاسرات، ثم تبربش عيناي مستقرتين في النهاية على وجه صديقي الممتلئ وجلبابه الأبيض. هو الذي أصر على اصطحابي إلى هنا، وقال إنه يريدني أن أرى. لم أناقشه فيما سأرى ولا كنه الذي سأراه؛ لأنني أثق تماما في قدرته على الإدهاش! فكرت وقدرت أنني في حاجة إلى الرؤية فعلا، حتى لو كنت في حالتي هذه بعيون ملسوعة بحرقة اللانوم، ورأس تشغي به شرارات تطقطق في الجهات الأربع. والأكثر إيلاما هذا النهار الماسك من نهارات يوليو الجهنمي. رغم ذلك تتدافع الأخلاط فوق جسد الكوبري.. الكوبري الثقيل الرابض على الصينية المدورة السوداء، التي تمتد منها في الجانبين قواعد خرسانية على وش الماء، آخذة شكلا سداسيا طويلا، مثبتا فوق زوائد متقاطعة من الحديد مرشوقة في قلب الماء. كأنني لأول مرة أرى النباتات الريشية الخضراء قائمة بانحناء وسط الشكل السداسي الأجوف، وهذه النفايات المشبوكة في الزوائد الحديدية، وما فردة الحذاء تلك المراوحة مكانها لا إلى قدام ولا إلى خلف؟ ولماذا يجثم صديقي فوق الكرسي المنبعج ليشكل رأسا ضخما لطائر فحل؟ كانت نظراته محدودة فيما بين الكوبري في الخلف والكرسي الخالي في الجوار. أخذ كرسيه بزحفة كاشطة للوراء مفسحا للولد الأسمر الذي جاء له بالتمر هندي ولي بالقهوة السادة. هل أطال الولد النظر إليه حين تلكأ في وضع الطلبات ومسح المنضدة الصاج المرتبكة؟ وهل ما يئز بأذني هو صوت تروس الصينية السوداء الرازحة تحت وطأة الكوبري بما عليه من بشر وعربات وتكاتك؟ عدت من توهماتي لأجد صديقي يدقق النظر في وجهي بعينيه المتسعتين حتى خفت منه للحظة. خرج صوته منفصلا عنه، فيما حول النظر للماء المخضر الجاري في الأسفل:
- ها .. شفت حاجة ولا لسه؟!
مثلت هدوءا يضاهي هدوءه:
- آه شفت الكوبري!
- كويس.. وبتقول إنك ماعونتش نافع وإنك ميت بالحيا!
وما الذي يمكن أن أراه هنا؟ لن أرى إلا ما يشبه كلماته المطلسمة، وهذه الطشة المباغتة لشيء طب في الماء، ثم دوامة صغيرة يبزغ منها رأس وجسم سابح بملابسه كاملة. جسم أسمر زلق مبلول في الفراغ القائم بين الشط والقواعد الموازية. في لحظة تالية سيقف أسمر آخر على سياج الكوبري فاردا ذراعيه راميا نفسه من هذا الارتفاع في قلب الماء. لماذا يعومون بملابسهم؟
- هما ليه..
- تجربة إنك تخش جوا الميه بحالك كدا فيها كتير!
- انت عرفت ازاي إن كنت هسأل عنهم؟
- عشان عينك عليهم!
سكت تماما. وطاف بذهني كل ما يقال عن غرابته وامتلاكه قدرات خاصة، وأنه يتكلم ليصمت ويصمت ليتكلم. ضحكت وأنا أقرأ بإصرار وجه تلك المرأة الجالسة هناك في مواجهتي برفقة طفلين. لها شفتان طازجتان جدا، خارجتان من أرض عفية.كانت تبتسم لي ثم تحول وجهها بسرعة. مصيبة لو كان مولانا يراها بظهره!حشت ضحكي ومسحت رقبتي بالمنديل الأبيض المجعد وزفرت بشدة. وفي لمحة توقفت يدي بين ياقة القميص ورقبتي، ونبضت عروق جبهتي بتسارع مسعور. وقفت وواجهته:
- فين الكرسي التالت اللي كان هنا؟
- آه.. كرسي "نجاتي".. من شوية أنا شفته جه سحبه ومشي!
وقعت مهدودا فوق الكرسي، مغمضا عيني على وجه "نجاتي"، يدور بي الشارع والكوبري. أنت الوحيد يا "نجاتي" الذي كان بإمكانه فك هذه اللغة التي يتكلم بها ثالثنا. كنت تختلي به وتتهامسان بهذه اللغة التي لا أفهمها. سيصيبني بالجنون صديقي هذا البارك في كرسيه مثل فيل. نظرت له بعينين غائبتين:
- "نجاتي" مات غرقان من شهرين يا "عبد الرحيم".. بلاش هلاوس.
- انت مش مصدق إن "نجاتي" جه وسحب الكرسي؟.. دا أنا حتى بشوفه كل يوم!
وقام بإشارة من يده تفيد أن كفى بهذا القدر. مد يده في سيالته وحاسب الولد الأسمر ومشى مترجرجا لينحرف يسارا عابرا الكوبري. رأيته هناك مطلا متأملا من فوق السياج. وها هو: ذلك الجرم السمين، مشبوح بطوله فوق السياج بقدمين مفرطحتين، وبكل ملابسه يطب في الماء مرفرفا بجلبابه الأبيض.
مرسلة بواسطة
الشاعرة
في
5:16 م
0
التعليقات
إرسال بالبريد الإلكتروني
كتابة مدونة حول هذه المشاركة
المشاركة على X
المشاركة في Facebook
الكاتب والحفاظ علي الهوية..سعد الحفناوي
الكاتب وتحديات اللمرحلة(اللغة بين الكاتب والحفاظ على الهوية)
شعب
ضعيف فى السلاسل
إتركه عاريا
كمم فمه
فهو لا يزال حرا
إنزع منه العمل
وجواز السفر
والمائدة التى ياكل عليها
والسرير الذى ينام عليه
فشعب
يصير مسترقا
عندما يسرقون لغته
التى ورثها عن الاباء
(إينا تسيوبوتيفا)
إن التحديات التى يتقاسمها الكاتب مع أولئك المقربين من بنى جنسه فى وطن واحد<<الذين يشعر نحوهم انهم مرتبطون به من خلال اواصر دم قويةأو مصالح والذين يعتبرهم (نظرائه)تمده بأول وأوثق مرشح ليرى العالم من خلاله ألا وهو مرشح (اللغة ) ).ويصوغ العموميات الأكيدة فى مواجهة كل أولئك الذين يملكون وجهأت نظر مختلفة ...فالكاتب باللغة والإبداع يطفوا على السطح كلما إشتدت حروب (الإقصاء أو التمييز او العنصرية..)وليس طفوا من خفة وزنه بل ليشاهده الجميع فى حالته الدفاعيه عن المعقول كالحرية ومحاربة الإستبداد وذلك لانه الاقدر على وضع النقاط فوق الحروف فى معركة يفاجئ بانه جزء منها رغم انفه لكونه هو عين التاريخ على ذلك الصراع بينما يجد نفسه شهيد القمع من قوى الرجعية والتخلف واعداء الهوية والثبات ومشوهى اللغة والتعبير واصحاب اللذة فى قتل الهوية والحرية...بينما النظام الطبيعى يتميز بحالة من الصراع دائمة .ولذلك لم تتكرر لغة (حرب بين الاضداد) إلا عندما يواجه الكاتب التخلف والرجعية.كما ذكر (هرقليط) ويؤكده علماء الطبيعة من الذين يتحدثون عن المادة والامادة..وقبل أن ندخل فى حالة الصراع بين الكاتب المبدع المثقف بأوصافه الكاملة والذى لم تخلوا منه مجتمعاتنا العربية وبين قوى التكتلات الرجعية النفعية إن جاز الوصف بأنها قوى0مرتزقة) تهشم الاصول وتسخر كل ما هو غير مألوف وغير مفهوم فى إقصاء النموذج الاول نورد كلمة للكاتب الكبير (سومنير)الذى اوضح يقول عن الصراع الموروث بين ذلك الذى يمكن ان نطلق عليه (مجموعة نحن)(أو مجموعتنا) ومجموعة ( أولئك) الذين هم خارجنا (مجموعة الأخرين)..
لذا نستطيع ذكرالشئ المهم الذى يكمن فى نفس الجميع ولا يزالون يتحفظون على ذكره علانية ألا وهو أن هناك حرب بكل ما تحمل الكلمة من معنى يشنها أنصاف المثقفون الرجعيون على المثقف البارز وخصوصا الكاتب المبدع الراصد للحقائق بلا تزييف..فيشككون فى نواياه وروافده وكذا يشككون فى قدرته على ملائمة الظرف الراهن خصوصا وانهم يتمتعون بمنصات إعلامية يستطيعون من خلالها الوصول الى تلك الطبقات من المجتمع الذين يعيشون الحياة ببساطة بعيدين كل البعد عن صنع القرارات المصيرية ولا يشغل بالهم سوى (كيفية الحفاظ على النوع من الجنس البشرى سواء البحث عن الماكل والمشرب وكذا القدرة على الإنجاب فقط لا غير)دون عناء فى حل المشاكل التى ستؤدى الى ذلك.بينما الكاتب الذى هو عين التاريخ على كل مجريات الاحداث والذى لا يشغله سوى فرض التعايش السلمى فى المجتمعات بدون تمييز يصطدم بالحرب والإقصاء والتشويه ..ويظهر ذلك جليا فى المجتمع المصرى على وجه الخصوص والمجتمع العربى على وجه العام خصوصا بعد الهبات الشعبية التى قصدت ثورة ولكنها إختزلت من قبل دعاة الرجعية والتخلف ومفتقدى الهوية واللغة فى تغييير رؤوس انظمة قامعة للحريه والراى والإبداع وكذا التأريخ بانظمة أخرى رجعية حاقدة على كل ما هو تقدمى حر هى اشبه بأنظمة(فاشية) ترفع شعار الثقافة ولكن بجهل بينما فاشيتها تلك المرة قصدت بتخطيط وتدبير قمع الحرية الخاصه بالغبداع والراى خصوصا فى مواجهة الكاتب فأرادت ان تجهض كل الافكار التنويرية والكتاب حيث قدمت علي الكاتب أصحاب الصوت العالى من المطبلين والمزمرين لهم بدعوى الثورية .فالكاتب المصرى يواجه تحديات راهنه مجبر هو ان يواجهها همهما كلفه ذلك من تعب وعناء وربما فى وقت ما بالتصفية الجسدية من تلك القوى كما حدث مع الكبار من الكتاب المصرين فى وقت ما خصوصا عندما يقترب الكاتب من (مناهجهم وأفكارهم الشيطانيه التخريبية) من اهم التحديات التى تواجه الكاتب بعد الربيع العربى والتى يركز عليها بعض الواعين لمسالة الهوية الا وهى اللغة العربية والحفاظ على الهوية العربيه اثناء هذا الصراع الذى يرغب فى فقد الأمة العربية تراثها وموروثاتها بالتقسيم تارة وبالتضليل تارة اخرى
(اللغة)
اللغة التى هى اداة التواصل بين الكاتب وبين التاريخ قبل ان تكن أداة التواصل بين الكاتب والمتلقى والتى تتعرض لمزايدات من النوع الرخيص من قبل بعض الذين ينتمون الى ثقافات بدوية رجعية يوهمون انفسهم بانهم حماة اللغة فى حين انهم يستخدمون فى سردهم للوقائع مرادفات ومصطلحات لا تنتمى الى اللغة بشئ بل هى موروثات تركها الإستعمار فى اوقات إحتلاله للمنطقة..لذا وجب على الكاتب التدخل وذكر المفاهيم الحقيقية لذلك المغلوط بوعى تام وفى ذلك الكثير يحتاج الى مساحات من الوقت ...إذ يعكف الاستاذ (أمذيب صالح أحمد)اليمنى الاصل والكاتب فى التاريخ الإسلامى والتراث العربى على تصحيح الكثير من تلك المغلوطات الشائعة فى اللغة المقصود منها والغير مقصود فيكتب عن الافات التى شابت اللغة العربية والمتداخلات معها والذى فيها يحاول تصحيح مسار المفاهيم والية مراجعة اللغة المطروحة على الطلاب والتلاميذ فى المراحل التعليمية المختلفة حفاظا على هوية الوطن العربى وحمايته من فقد أسمى ما يعتز به ألا وهو اللغة العربية لغة (الضاد)
سعد الحفناوى
شعب
ضعيف فى السلاسل
إتركه عاريا
كمم فمه
فهو لا يزال حرا
إنزع منه العمل
وجواز السفر
والمائدة التى ياكل عليها
والسرير الذى ينام عليه
فشعب
يصير مسترقا
عندما يسرقون لغته
التى ورثها عن الاباء
(إينا تسيوبوتيفا)
إن التحديات التى يتقاسمها الكاتب مع أولئك المقربين من بنى جنسه فى وطن واحد<<الذين يشعر نحوهم انهم مرتبطون به من خلال اواصر دم قويةأو مصالح والذين يعتبرهم (نظرائه)تمده بأول وأوثق مرشح ليرى العالم من خلاله ألا وهو مرشح (اللغة ) ).ويصوغ العموميات الأكيدة فى مواجهة كل أولئك الذين يملكون وجهأت نظر مختلفة ...فالكاتب باللغة والإبداع يطفوا على السطح كلما إشتدت حروب (الإقصاء أو التمييز او العنصرية..)وليس طفوا من خفة وزنه بل ليشاهده الجميع فى حالته الدفاعيه عن المعقول كالحرية ومحاربة الإستبداد وذلك لانه الاقدر على وضع النقاط فوق الحروف فى معركة يفاجئ بانه جزء منها رغم انفه لكونه هو عين التاريخ على ذلك الصراع بينما يجد نفسه شهيد القمع من قوى الرجعية والتخلف واعداء الهوية والثبات ومشوهى اللغة والتعبير واصحاب اللذة فى قتل الهوية والحرية...بينما النظام الطبيعى يتميز بحالة من الصراع دائمة .ولذلك لم تتكرر لغة (حرب بين الاضداد) إلا عندما يواجه الكاتب التخلف والرجعية.كما ذكر (هرقليط) ويؤكده علماء الطبيعة من الذين يتحدثون عن المادة والامادة..وقبل أن ندخل فى حالة الصراع بين الكاتب المبدع المثقف بأوصافه الكاملة والذى لم تخلوا منه مجتمعاتنا العربية وبين قوى التكتلات الرجعية النفعية إن جاز الوصف بأنها قوى0مرتزقة) تهشم الاصول وتسخر كل ما هو غير مألوف وغير مفهوم فى إقصاء النموذج الاول نورد كلمة للكاتب الكبير (سومنير)الذى اوضح يقول عن الصراع الموروث بين ذلك الذى يمكن ان نطلق عليه (مجموعة نحن)(أو مجموعتنا) ومجموعة ( أولئك) الذين هم خارجنا (مجموعة الأخرين)..
لذا نستطيع ذكرالشئ المهم الذى يكمن فى نفس الجميع ولا يزالون يتحفظون على ذكره علانية ألا وهو أن هناك حرب بكل ما تحمل الكلمة من معنى يشنها أنصاف المثقفون الرجعيون على المثقف البارز وخصوصا الكاتب المبدع الراصد للحقائق بلا تزييف..فيشككون فى نواياه وروافده وكذا يشككون فى قدرته على ملائمة الظرف الراهن خصوصا وانهم يتمتعون بمنصات إعلامية يستطيعون من خلالها الوصول الى تلك الطبقات من المجتمع الذين يعيشون الحياة ببساطة بعيدين كل البعد عن صنع القرارات المصيرية ولا يشغل بالهم سوى (كيفية الحفاظ على النوع من الجنس البشرى سواء البحث عن الماكل والمشرب وكذا القدرة على الإنجاب فقط لا غير)دون عناء فى حل المشاكل التى ستؤدى الى ذلك.بينما الكاتب الذى هو عين التاريخ على كل مجريات الاحداث والذى لا يشغله سوى فرض التعايش السلمى فى المجتمعات بدون تمييز يصطدم بالحرب والإقصاء والتشويه ..ويظهر ذلك جليا فى المجتمع المصرى على وجه الخصوص والمجتمع العربى على وجه العام خصوصا بعد الهبات الشعبية التى قصدت ثورة ولكنها إختزلت من قبل دعاة الرجعية والتخلف ومفتقدى الهوية واللغة فى تغييير رؤوس انظمة قامعة للحريه والراى والإبداع وكذا التأريخ بانظمة أخرى رجعية حاقدة على كل ما هو تقدمى حر هى اشبه بأنظمة(فاشية) ترفع شعار الثقافة ولكن بجهل بينما فاشيتها تلك المرة قصدت بتخطيط وتدبير قمع الحرية الخاصه بالغبداع والراى خصوصا فى مواجهة الكاتب فأرادت ان تجهض كل الافكار التنويرية والكتاب حيث قدمت علي الكاتب أصحاب الصوت العالى من المطبلين والمزمرين لهم بدعوى الثورية .فالكاتب المصرى يواجه تحديات راهنه مجبر هو ان يواجهها همهما كلفه ذلك من تعب وعناء وربما فى وقت ما بالتصفية الجسدية من تلك القوى كما حدث مع الكبار من الكتاب المصرين فى وقت ما خصوصا عندما يقترب الكاتب من (مناهجهم وأفكارهم الشيطانيه التخريبية) من اهم التحديات التى تواجه الكاتب بعد الربيع العربى والتى يركز عليها بعض الواعين لمسالة الهوية الا وهى اللغة العربية والحفاظ على الهوية العربيه اثناء هذا الصراع الذى يرغب فى فقد الأمة العربية تراثها وموروثاتها بالتقسيم تارة وبالتضليل تارة اخرى
(اللغة)
اللغة التى هى اداة التواصل بين الكاتب وبين التاريخ قبل ان تكن أداة التواصل بين الكاتب والمتلقى والتى تتعرض لمزايدات من النوع الرخيص من قبل بعض الذين ينتمون الى ثقافات بدوية رجعية يوهمون انفسهم بانهم حماة اللغة فى حين انهم يستخدمون فى سردهم للوقائع مرادفات ومصطلحات لا تنتمى الى اللغة بشئ بل هى موروثات تركها الإستعمار فى اوقات إحتلاله للمنطقة..لذا وجب على الكاتب التدخل وذكر المفاهيم الحقيقية لذلك المغلوط بوعى تام وفى ذلك الكثير يحتاج الى مساحات من الوقت ...إذ يعكف الاستاذ (أمذيب صالح أحمد)اليمنى الاصل والكاتب فى التاريخ الإسلامى والتراث العربى على تصحيح الكثير من تلك المغلوطات الشائعة فى اللغة المقصود منها والغير مقصود فيكتب عن الافات التى شابت اللغة العربية والمتداخلات معها والذى فيها يحاول تصحيح مسار المفاهيم والية مراجعة اللغة المطروحة على الطلاب والتلاميذ فى المراحل التعليمية المختلفة حفاظا على هوية الوطن العربى وحمايته من فقد أسمى ما يعتز به ألا وهو اللغة العربية لغة (الضاد)
سعد الحفناوى
مرسلة بواسطة
الشاعرة
في
5:11 م
0
التعليقات
إرسال بالبريد الإلكتروني
كتابة مدونة حول هذه المشاركة
المشاركة على X
المشاركة في Facebook
علي جناح ورقة ايناس عتمان
بدأت الرحلة على جناح ورقة .. من السماء
- 1-على الطريق دلفت من باب السماء الأولى حتى صعدت إلى أولى درج الأرض ، نزف الندى في دماء الأرض .. ماءً ، فـ أزهرت ورقة !صرخ جوته : " الحياة قصيرة ، والفن شاسع "
- 2-مرقت إلى السماء الثانية ، صاحت الحياة عُد إلي ّ ، قدم النداء حياته قرباناً إلى ورقة عمري فـ أعادني إلى ثاني درج الأرض
صرخ درويش : " على هذه الأرض ما يستحق الحياة .."
-3-طرقت باب السماء الثالثة ، حييت هناك قليلاً ، ثمّة قلب ينادي ، لمَ الصعود هناك .. اطرق بابي، انزويت ، و... نبتت ورقة وارفة على ثالث درج .
- 1-على الطريق دلفت من باب السماء الأولى حتى صعدت إلى أولى درج الأرض ، نزف الندى في دماء الأرض .. ماءً ، فـ أزهرت ورقة !صرخ جوته : " الحياة قصيرة ، والفن شاسع "
- 2-مرقت إلى السماء الثانية ، صاحت الحياة عُد إلي ّ ، قدم النداء حياته قرباناً إلى ورقة عمري فـ أعادني إلى ثاني درج الأرض
صرخ درويش : " على هذه الأرض ما يستحق الحياة .."
-3-طرقت باب السماء الثالثة ، حييت هناك قليلاً ، ثمّة قلب ينادي ، لمَ الصعود هناك .. اطرق بابي، انزويت ، و... نبتت ورقة وارفة على ثالث درج .
صرخ شكسبير : " قلب لا يبالي يعيش طويلاً.."
-4-ارتقيت إلى السماء الرابعة ، أظلمت عينيّ ، ضاق صدري ، شَعرت بـ أن شجر العُمر قد قارب سقوط ورقته الأخيرة ، تبسمت السماء ودفعت لي بـ ورقة جديدة .صرخ فاروق جويدة : " لماذا نُفكر دائمًا في نهايات الأشياء رغم أننا نعيش بدايتها .."
-5-هززت الجدار الفاصل بيني وبين السماء الخامسة بـ دعاء ، صرخ الجدار ، ظل يئن تحت وطأة إصراري ، نفذت من خلاله إلى درج الأرض الخامس فـ بكت الورقة .صرخ نزار قباني : " فكيف بلحظةِ ضعفٍ .، نريد اغتيالَ السماء؟.."
-6-بكت السماء السادسة ، وبكيت معها ، طال البكاء على الدرج السادس ، سِرت أتلمس ورقة تمنحني بعض حرية ، فـ وهبت دماً صار صرحاً لـ مجدي .صرخ مصطفى صادق الرافعي : " وتعلم الشعب من دفن شهدائه كيف يستنبت الدم فينبت به الحرية ، وكيف يزرع الدمع فيخرج منه العزم ، وكيف يستثمر الحزن فيثمر له المجد .."
-7-صرخت فـي ساحة السماء السابعة .. آه ، جذبتني إلى درج الأرض سابعاً ، وأخرجت من جوفها ورقة تتمضمض بـ الكلمات .صرخت غادة السمان : " لأن الكلمات الصادقة تنتحر قبل أن تتسول إقرار أي إنسان بتصديقها .. حتى إقرارك أنت.. بالذات أنت،
لذا معك كانت تتكدس في حلقي جثث الحروف المنتحرة دون أن أملك لعذابي شيئاً !
و... انتهت هبوطاً إلى الأرض
-4-ارتقيت إلى السماء الرابعة ، أظلمت عينيّ ، ضاق صدري ، شَعرت بـ أن شجر العُمر قد قارب سقوط ورقته الأخيرة ، تبسمت السماء ودفعت لي بـ ورقة جديدة .صرخ فاروق جويدة : " لماذا نُفكر دائمًا في نهايات الأشياء رغم أننا نعيش بدايتها .."
-5-هززت الجدار الفاصل بيني وبين السماء الخامسة بـ دعاء ، صرخ الجدار ، ظل يئن تحت وطأة إصراري ، نفذت من خلاله إلى درج الأرض الخامس فـ بكت الورقة .صرخ نزار قباني : " فكيف بلحظةِ ضعفٍ .، نريد اغتيالَ السماء؟.."
-6-بكت السماء السادسة ، وبكيت معها ، طال البكاء على الدرج السادس ، سِرت أتلمس ورقة تمنحني بعض حرية ، فـ وهبت دماً صار صرحاً لـ مجدي .صرخ مصطفى صادق الرافعي : " وتعلم الشعب من دفن شهدائه كيف يستنبت الدم فينبت به الحرية ، وكيف يزرع الدمع فيخرج منه العزم ، وكيف يستثمر الحزن فيثمر له المجد .."
-7-صرخت فـي ساحة السماء السابعة .. آه ، جذبتني إلى درج الأرض سابعاً ، وأخرجت من جوفها ورقة تتمضمض بـ الكلمات .صرخت غادة السمان : " لأن الكلمات الصادقة تنتحر قبل أن تتسول إقرار أي إنسان بتصديقها .. حتى إقرارك أنت.. بالذات أنت،
لذا معك كانت تتكدس في حلقي جثث الحروف المنتحرة دون أن أملك لعذابي شيئاً !
و... انتهت هبوطاً إلى الأرض
مرسلة بواسطة
الشاعرة
في
5:08 م
0
التعليقات
إرسال بالبريد الإلكتروني
كتابة مدونة حول هذه المشاركة
المشاركة على X
المشاركة في Facebook
أتفحص فوضاي أشرف عزمي
اتفحص فوضاي
.
ثلاثة أيام متبقية وتتربع ربة الشتاء والمطر والبرودة الشديدة , إنها السيدة الباكية طوبة, ولكنها قبل أن تأتي كعادة الملوك في إرسال رسلهم , فأرسلت البرد , والمطر , والتحذير بأن نرتدي الملابس الثقيلة , ونغلق الأبواب والنوافذ , ونعتني بالأطفال خوفا عليهم من السعال, والبرودة,وبرغم كل ماتقدم لم يتوقف نشاط اتحاد الكتاب بالدقهلية من ممارسة نشاطه الأسبوعي , وعقد مناقشة أدبية للشاعر المتميز أشرف عزمي لديوانه ( أتفحص فوضاي ) والذي ناقشه الشاعر والناقد محمود الزيات وأدارت المناقشة الشاعرة فاطمة الزهراء فلا رئيس الفرع وجمع من الأدباء والشعراء منهم السعيد نجم , وفرج مجاهد , وعلي عوض , وعلي عبد العزيز وأحمد عيد , وجمال السمطي , وعب الرحيم عبد الهادي , وآخرون, في البداية قدمت الشاعرة فاطمة الزهراء الشاعر والمناقش ودعوة لندوة تحفل بالنقد والكلمات وتتمني أن يتتابع الكتاب في عرض إبداعاتهم داخل الاتحاد , ثم بدأت الندوة بالناقد محمود الزيات الذي وصف الديوان قائلا:الديوان بعيد عن المفردات الخشنة والغارقة في الهمس , هو أيضا متحرر من الوزن والقافية لا علي مستوي بيت الشعر , ولا مستوي التفعيلة , لذلك فهو يكتب كتابة نثرية خالصة , كما أنه تعامل في الديوان علي أنه قصيدة واحدة , لذلك كان لابد أن يضع عنوانا واحدا , وقد كنت أبتسم أحيانا لبعض عناوين الشاعر الذي أدخلته في أزمة حقيقية , وأنا كان في تصوري أن يفتح لي الشاعر طاقة صوفية تراثية تعتمد علي الدلالات اللغوية ومما أخذ علي الديوان الجمل القصيرة التي يقطعها حتي وإن طالت , لكن الشاعر في النهاية يحرص كل الحرص علي شاعريته مؤكدا أنه شاعر عامية جيد وأنه لا زال في أول تجربة فصحي له ,كما تداخل معه الشاعر والناقد أحمد عيد الذي قال أن الديوان سردية نثرية لكنه يحفل بالمفردات الجميلة حين يقول الحب فلسفة لا يدركها قليلون , وفي النهاية نصحه الحاضرون أن قصيدة العامية أنسب له وأنه حقق فيها التوازن المطلوب وطالبوه بقراءة بعض نصوص الديوان مثل شراسة قمر وأتفحص فوضاي وهي القصيدة الرئيسة للديوان
نظم أمس إتحاد الكتاب فرع الدقهلية محاضرة أدبية لمناقشة ديوان "الكل خايف من المرايا"، للشاعر وحيد راغب.
حضر المناقشة مجموعة من شعراء الدقهلية الشباب وأعضاء إتحاد الكتاب، وناقش في المحاضرة الأستاذ فتحي البريش شاعر وعضو إتحاد الكتاب، ود. إبراهيم حمزة دكتور النقد وعضو إتحاد الكتاب، وادار المحاضرة مصطفي حمادي عضو إتحاد الكتاب وشاعر بقصر ثقافة المنصورة.
تناولت المناقشة أهم ما جاء بالديوان عن أحداث الثورة، وإنتقدت بناء القصائد في الديوان، وأسلوب عرضه، والفاظ النص نقدا وبناءا.
مرسلة بواسطة
الشاعرة
في
5:02 م
0
التعليقات
إرسال بالبريد الإلكتروني
كتابة مدونة حول هذه المشاركة
المشاركة على X
المشاركة في Facebook
ورد صناعي سمير الفيل
راح يمسح المكان بعينيه المجهدتين. رأسه المصبوغ بالفضة تعطى معنى لانحناء ظهره الذى لا يكاد يرى ، لكنه يستشعره. المكان مزدحم بالزبائن عدا منضدة واحدة وجدها فى أحد الأركان. اتجه إليها ، سحب كرسيا و جلس فى هدوء . الجوع عضه بعد تجوال بلا هدف فى أنحاء المدينة التى دفعه مطرها للدخول إلى " كافيتريا الديك الذهبي " . نظر حوله فإذا بالكل شباب : فتيات رشيقات و شبان يشمرون سواعدهم عن أذرع مفتولة.
كان خلال تجواله يجرجر قدميه . كانتا مثقلتان بستين عاما مجدبة. راح ينقر بأصبعه على خشب المنضدة المستديرة ، ثم مد يده إلى المزهرية ، سحب الوردة فإذا بها من البلاستيك . آلمه أن يكون المكان بمثل هذه الأناقة ، و لا يجد أصحابه ما يضعونه غير وردة خرساء لا تنطق بجمال ما.
صفق بيديه، فابتلع ضجيج الشباب ، و ضحكاتهم الصوت المتخافت. رأته الفتاة التى تقوم بالخدمة، فتقدمت نحوه فى أدب جم . سألته عيناها : تأمر حضرتك.
تشبه ابنته نجوى التى سافرت منذ خمسة أعوام إلى كندا مع زوجها الذى لم يجد عملا فى القاهرة . اكتشف شروده ، سألها بمودة : ألا توجد لديكم ورود طبيعية ؟
- أفندم ؟
- وردة واحدة فقط من القرنفل أو الجورى أو عصفور الجنة؟
- لا أحد يلتفت لهذه الأمور .
- لكنها تهمنى .
- فى المرة القادمة ، سنوصى لك بوردة .
عاتبها بنبرة صوته : أتسخرين منى؟
- أبدا. أنت فى مقام والدى.
- ما اسمك؟
- نشوى.
ضحك وهو يراها أصغر من ابنته بحوالى عامين أو ثلاثة.
- ماذا لو جاءك عريس و طلب منك السفر معه إلى كندا؟
- لا أقبل
- غريبة . لماذا؟
- الموضوع معقد نوعا ما. لكن أبى ينتظر عودتى كل مساء.
- أرجوك ، إجلسى.
- لا ينفع . الشغل شغل.
- إذن أطلبى فنجانين من القهوة ، و تعالى نتكلم.
- هذا ممنوع.
- أنت ترين أن سنى لا يسمح لى بمغازلتك. أريد أن أستفهم منك لماذا ترفضين السفر؟
- دقيقة واحدة.
غابت قليلا واندفع هو فى هواجسه. هل يا ترى ظننته يشاغلها رغم فارق السن بينهما. ستذهب دون عودة.
قبل أن تقلقه الظنون، أتت بالصينية ،و عليها فنجانان من القهوة. ضحكت ، وهى تخفف عنه متاعبه : حذر فزر . أين فنجانك؟
كانا متماثلان. أشار إلى القريب منه فاتسعت ضحكتها : خدعتك. فنجانك ناحيتى .
لأول مرة منذ أسابيع يجد نفسه فى وضع بهجة : أنت شقية. كم سنك ؟
- خمسة و عشرون.
- صدق تخمينى. ابنتى نجوى تكبرك بثلاثة أعوام.
- لماذا لم تحضرها معك؟
- سافرت مع زوجها ولم تستمع لرأيى. راحت إلى مونتريال.
- لعلها تريد أن تبدأ حياتها من الصفر. هل زوجتك معك؟
- ماتت منذ سبع سنوات.
- آسفة. و الصبيان؟
- لم أنجب غير نجوى.
- ربنا يخليها لك.
نظرت الى ساعتها، واكتشف أنه قد أبقاها لفترة أطول مما طلب منها . مد يده بجنيهين ثمن القهوة ثم كوم عشرة جنيهات و دسها فى يدها.
انكمشت متراجعة ، بدا صوتها منزعجا رغم مرحها البادى : لا..لا أقبل.
تندت عيناها بدموع أزعجته.
رد : لم أقصد.
همست : لكنك جرحتني..
قاطعها محاولا تغيير مسار الحديث: كنت طلبتك احتجاجا على تلك الوردة الميتة!
هزت رأسها فاهمة : الكل هنا لا يهتم بالمسألة أصلا.
حاول أن يجد الكلمات المناسبة : مع الورد الطبيعى الربانى أحس براحة عميقة.
دلته عيناها على الجواب المقلق: أفهمك تماما..
كان قد انتهى من شرب قهوته فمدت يدها ورفعت فنجانها و رشفته برفق : تصور أول مرة اشرب قهوة.
- جيلكم يفضل الكوكا كولا؟!
- أكيد.
- لا أريد أن أعطلك.
- وجودك محل سرور لى.
هم بالانصراف، لكنها استبقته ، رتبت على كتفه امتنانا : أرجوك انتظر لحظة . غابت لنصف دقيقة ، ثم عادت إليه فى جلسته. شالت الوردة الشاحبة ووضعت مكانها وردة جورى لها بتلات بيضاء رقيقة . انحنى يتشممها فى سعادة، أما هى فقد شملتها بهجة لا حدود لها، و هى تمضى إلى عملها.
مرسلة بواسطة
الشاعرة
في
4:59 م
0
التعليقات
إرسال بالبريد الإلكتروني
كتابة مدونة حول هذه المشاركة
المشاركة على X
المشاركة في Facebook
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)