تقوقعت متدثرة بالسواد فى ركن قصى من بهو بيتنا ، النسوة يتوافدون منفطرات القلوب ، لكنهن يعجزن عن التعبير عما بداخلهم من ألم إحتراماً لصمتهم ، رغم فقدها لطفلها ذات الأعوام العشر برصاصة أردته قتيلا فى مظاهرة أول أمس إلا أن الدموع خاصمتها . نظراتها الزائغه المنكسرة على شاشة الموبايل تلهث خلف مكالمة تحدد موعد إستلام الجثة، يشق الصمت هتافات للصغار تقترب إلى أذانهن رويدا رويدا ثم تلتزم الصمت ، تلوى النسوه رؤسهم فى إتجاة الشرفات فى إستغراب تهب مرتعشة الأوصال وتسرع الى البالكون لتصب غضبها عليهم سباً ولعناً .. تفاجئها مظاهرة أول أمس واقفة أمام بيتها ملتفة بالصمت وقد حمل رفاق إبنها الأعلام مرفرفة على صورة المتعدد الأحجام حيت رأيناها هب الجميع بالهتاف متلألأً بالهتاف فى الأجواء ليصلها برداً وسلاماً
- خدنا بتاره ...... خدنا بتاره
تتلبسها رجفة بالجسد والصوت فتفتح زراعيها مستقبلة أنفاسهم وتلقى بسؤالها الداهش مستفسرة
- أزاى ياولاد ...... تار أبنى إتاخد
تداخلت الأجوبة الثائرة
- أسقطنا الرئيس ..... حسنى مبارك ساب الحكم حسنى مبارح معادش رئيس مصر
إنطلقت أول زغروطه أخذ الثأر مجلجلة فى البراح من الأم المكلومة التى ركضت نحو المظاهرة وقادتها إلى مستشفى أبنا ليسمع الهتاف ......... وليكن نعشة فى مقدمة المشهد الجنائزى المهيب لشهيد المرحلة .
0 التعليقات:
إرسال تعليق