skip to main | skip to sidebar

واحة المبدعين

الموقع الرسمى للشاعرة فاطمة الزهراء فلا

بنت الرافدين بقلم حمودي عبد المحسن

الجمعة، 11 يناير 2013

هنا تجري طقوس غير معهود فوق هذه الأرض السخية الغنية ف
ي نهاية آب من عام 1988 حيث المخيم الصيفي لقرية ديريش الأصيلة ذات البعد التاريخي العريق حيث كان الأجداد الأوائل يحرثون في الصخر، ليزيلوه، ويزيلوا عروق الدغل، ويصلوا إلى قشرة الأرض، ويحفروا فيها سواقي ماء بعد أن شيدوا بيوتهم من حجر وطين، ولتكون سقوفها من أغصان البلوط والصنوبر والتراب، وتذكر فيها أساطير الدببة والذئاب والوعل الجبلي، وطائر القبج الذي يطلق صوته في الصباح والمساء، وكذلك تذكر فيها أساطير الكهوف والمغارات في جبل كارة الشاهق الارتفاع، وعواصف الثلوج في الشتاء، أحب ئازاد الوعل الجبلي ذا القرنين في طفولته، وأحب وثباته في انحدارات وعمق الوديان، وكيف تتدحرج الصخور عندما يقفز في السفوح، فيصرخ ئازاد : بابا ... بابا... ذاك الوعل الجبلي، وذات مرة رأى الدببة ترقص في الخريف، ومارس الرعي لقطعان الماعز الذي يقودها التيس الكبير بحركة جرسه المعلق إلى عنقه، يحرسها كلبه الوفي وهو يعوي عندما تحيد عن الطريق، أما شيرين فكانت صغيرة تحب اللعب فوق سطوح البيوت، وترافق أمها إلى ينبوع ماء، إلا أنها تعلقت بتغريد البلابل عندما تنقر في التين المعلق في غصون الأشجار، وهي ترفرف بأجنحتها في الهواء، أحب ئازاد شيرين، والتقوا قرب ينبوع الماء الصافي الرقراق، وتدفق الجداول بخرير عذب، وعندما تأتي إلى الزريبة لتحلب الماعز، فاحمر وجهها خجلا، ودمعت عيناها حينما قال لها ئازاد بصوت خافت : أنا أحبك . هرعت إلى بيتها وقد شغفت بقلبها الكلمات، وهي تردد مع نفسها : أنا أحبك أيضا .

اليوم وخلف جبل كارة وعند حمرة الغروب ارتعشت الكلمات من شفتي جبار سعيد الآتي من قلب المدينة، ومن زقاق محلة المشراق في النجف، ارتعشت من شغف قلبه في كردستان الذي التحق بصفوفها كبيشمركة منذ أعوام، حاملا بندقيته على كتفه، و ( عليجته ) على ظهره فيها زاده من قطعة رغيف وبصل أخضر أنتزعه من مزرعة صغيرة، وهو يسترقي السمع ذات يوم عندما قاتل جيش الدكتاتورية بشجاعة إلى تغريد في الظلام، فلم يكن هناك حجاب يسيطر على كلماته وروحه أن يكون في حلم، وما زال نجمه السماوي يأسره إلى الحرية، فقد غاب عن العالم في الجبال والوديان والسهول، وأحيانا كان يغيب عن نفسه، لينبثق من فمه إيقاع موجة غنائية رنانة من أصوات طيور تزدهر في ليله، وما زال يعرف نفسه في كفاح بطولي ضد طغيان وظلم الدكتاتورية، أنه دائما يحلم بكردستان التي أحبها قبل وبعد المعارك أن تنعم بالحرية، دائما كانت خطوط صور تتهادى في عينيه، هائلة، تتقاطع سريعة وهو ينظر إلى نجمه السماوي أن كردستان ستنال الحرية، كان قلبه يستمر في الأحلام، وتمر عليه فتنة عابرة أن هناك شرنقة تخرج منها فراشة ملونة، وتطير بين الأشجار والنباتات، هكذا كان يفكر منذ زمن طويل، فالأحلام تحييه ويحييها، أنه ما زال يعيش مع البيشمركة حياة كفاحية صعبة، وهو يسمع صدى أعمق، صدى أقوى من صدى الطيور، وكان يرى أثناء الخريف الأوراق المتساقطة المرتعشة تسبح في الهواء نحو الأرض، وركام الزمان أعواما وعقودا ضد الظلم ن أنه في حضن الأرض، وهذا ما ينطوي على الحب، ليخرج كردستان مع أخوته البيشمركة من ظلم الدكتاتورية .... ها قد نطقت شفتاه المرتعشتان مخلدا عقد قران، فقال جبار :
- لقد زوجتك يا شيرين على سنة الله ورسوله إلى ئازاد، فهل تقبلين ؟
فأجابت شيرين الحسناء كأنها فتاة من فتيات الجنان :
- نعم، قبلت...
فالتفت جبار إلى ئازاد، وقال :
- لقد زوجتك يا ئازاد على سنة الله ورسوله إلى شيرين، فهل تقبل ؟
فأجاب والفرح يكتسح وجهه :
- نعم قبلت ...
ثم تعالت الهلاهيل والأهازيج إلا أنهم لم يدبكوا على الأرض التي أحبوها لأن جيش الدكتاتورية يعد عدته بالهجوم على كردستان، فيما يسمى بالأنفال سيء الصيت، فقد كانت الطائرات تدق بقنابلها وصواريخها القرى، وتنثر سمومها على البشر، وتقوم بانزالات على سفوح الجبال لتشيع الموت والخراب والدمار . هكذا فر أهل القرى إلى تركيا مخلفين ورائهم ممتلكاتهم وبيوتهم والدواب لينجوا من الموت . لم يترك جبار ومفرزته المؤلفة من اثنتي عشرة بيشمركة التي مالبثت أن توسعت إلى اثنين وثلاثين شخصا، حيث أرادت أن تقاوم أو تفرض وجودها في برواري شيري لذلك راحت تختفي في النهار وتظهر في الليل، في ذات ليلة كان القمر أبيض وضاء، وقد اضطجع جبار على ظهره، وعيناه تعلقتا بالقمر، وقد تولاه العجب من هذا الطلوع، وهو يبحث بعينيه عن نجم سهيل الذي أحبه لسطوعه، السماء كانت صافية تتلألأ بالنجوم وحواس جبار تزدهر بهذه الروعة، وقلبه يبتهج بهذه الصورة السماوية، وتملكت روحه نشوة عذبة من رقة واطمئنان متوازن مع إيقاع الطبيعة التي يضيئها القمر، ويغسلها بنوره، وهو في عقله الحالم الذي يقوده إلى الرقة واللطف أن يعيش ئازاد وشيرين في اللحن الكردستاني الحر، يظفران بالسرور والسعادة في عالم خال من الهموم، في لحن متصاعد في أنشودة الطبيعة، في صوت رائع، يتنسمان بهواء عذب . كانت تراوده موجة من الأحلام وقلبه غارق فيها، لا تضوي، ولا تذبل . فجأة وهو مع القمر والنجوم والأحلام سمع أصوات حزينة كأنها أنين طفل . استمع إليها فردد صداها في الوديان، فنهض من مكانه متعجبا، حائرا، ما أفجع هذه الترنيمة الرنانة ! هذا ما قاله في نفسه، وهو يسترقي السمع، أصوات متداخلة، متقطعة، فتقم إلى سردار عمادية البيشمركة القديم الشجاع العارف بأسرار الطبيعة، فسأله باستعجال :
- ما هذه الأصوات ؟!
هز سردار رأسه، وقال موضحا :
- أنها أصوات الماعز، أنها تحن إلى راعيها الذي أطلقها في الجبال، أنها تائهة وتحس بالضياع، ثم أنها تخاف من الذئاب في الليل، وربما ينتابها العطش أيضا . هكذا يشعر الماعز بالحزن والغضب الذي يعبر عنه بهذا الأنين .
تقدم جبار إلى ينبوع ماء، بين الأشجار والظلال، وقد تغطت بأوراق خضراء مستديرة، وحشائش، وزنابق بيضاء صغيرة، وأزهار متفتحة حمراء وصفراء، والأغصان تتدلى عليها، وينزلق خريرها في ساقية ملتوية ضيقة، حينئذ بدأ النسيم يداعب الأغصان، ويتدفق حفيف الأوراق، وتهتز الزهور . جلس  وغرف بكفيه الماء من عنق الساقية، وأطفأ ظمأه بعذوبة الماء، وهو يردد بخفوت :
- ما أروع رؤية السماء !
طافت المفرزة شهرين في المنطقة تتغذى على ما تركه أهل القرى من مواد غذائية بل كانت ترى القدور متروكة وقد طهي فيها الغذاء . أحست المفرزة بالحصار، وضرب الجيش طوقه عليهم، فقرروا الانسحاب إلى تركيا عبر سري عمادية، هذه المدينة ذات أصالة وعراقة في تاريخ كردستان حيث كانت تسمى إمارة العمادية، تتميز بطابعها الخاص ذات النمط الموحد في العادات والتقاليد، وفيها من العظمة والسحر أنها تقع على مقطع جبلي ضخم عال لتكون بديعة خلابة تشرف على السهول والتلال، يقابلها جبل متين الشاهق الذي شهد حروب كثيرة، ويقطعها عن متين شارع مبلط بالإسفلت . تسللت المفرزة في الليل، وقد فاجأهم ضوء الفجر، فاختفوا كل أثنين تحت شجرة، إلا أن جنديا رآهم، فأطلق النار من بندقيته باتجاه الوادي، وراح يتحدث مع جندي آخر، ما لبثا أن غادرا المكان، ومر النهار بتلألؤ شمسه وهم في اختفاء حتى انقضى محموما، متوهجا، وهم في استعداد على مواجهة عنيفة مع الجيش إلا أن ذلك لم يحدث، فوجدوا طريقهم إلى تركيا بعد أن مالت حمرة الغروب خلف متين .    
مرسلة بواسطة الشاعرة في 12:06 م 0 التعليقات إرسال بالبريد الإلكتروني كتابة مدونة حول هذه المشاركة ‏المشاركة على X ‏المشاركة في Facebook

قصص قصيره بقلم د/أيمن الجندى...... زهرة المساكين

كان سطوع الزهرة فى حياتى رحمة إلهية تجسدت فى نبتة خضراء وزهرة وحيدة. وكان ظهورها معجزة ملأت قلوبنا بالفرحة. كنت أفتح الشباك وأقضى الساعات الطوال فى تأملها، فتملؤنى بالأمل والرغبة فى مواصلة الحياة. كانت حياتى/ حياتنا جميعا/ قبلها لا شىء. كنا نعيش حياة شنيعة تأنف منها الحيوانات. نجوع كما الكلاب، نُهان كما الكلاب، وُنطرد كما الكلاب.

هناك حيث أقيم فى بدروم معتم لا تزوره أشعة الشمس، خانق فى الصيف، صقيع فى الشتاء. لم تكن هناك أرضية بالمعنى المعروف، وإنما كتلة حجرية متآكلة غارقة فى المياه. الجدران مشققة مترعة بالرطوبة، والشباك الوحيد، الذى يربطنى بالعالم تحت مستوى الأرض مغلق بالقمامة ومخلفات البناء.

كان الجوع شاغلنا الشاغل، الجوع الذى يثنى البطن و(يبرجل) الدماغ. الجوع الذى يدفعك إلى أن تأكل من القمامة دون تقزز، ولولا الخبز المدعم لمتنا من الجوع. كانت رائحة الطهى نادرا ما تفوح من الغرف المجاورة. زمان كان ممكنا أن نشترى أرجل الدجاج ونطهو طعامنا على وهم اللحم، واليوم صار شراؤها ترفا لا يتحمله فقرنا الشديد.

■ ■ ■

كنت على وشك الانتحار أو ارتكاب جريمة حين لونت الزهرة حياتى بلونها المشرق الجميل. لاحظتها أول مرة ذات صباح شتائى مشمس بعد أيام متتابعة من هطول الأمطار. الشتاء عندنا جحيم من البرد والوحل والأمراض. والهواء يتسرب من كل مكان، مُحمّلا بقطرات الماء، الذى يتراكم رويدا حتى يصبح الرقاد مُحالا. البرد يعذبنا بالجوع والجوع يعذبنا بالبرد، ونحن نتكور على أنفسنا، محاولين الوصول إلى وضع أمثل يخفف عنا الجوع والبرد. كنا نلعن المطر ونلعن القوة الغامضة، التى تسببت لنا فى هذا الشقاء. عدونا كان كيانا غامضا يملك قدرات قصوى جعلته يحرمنا من الشبع والدفء والجفاف.

كنا نقيم فى غرف متلاصقة، تتشارك العشرات من الأسر فى دورات المياه. وإذا أراد الواحد منا أن يدخلها استيقظ قبل الفجر أو احتمل طابورا يمتد بالساعات. وكان الشتاء يعذبنا بالرغبة فى التبول، فنقضى حاجاتنا خلسة فى أحد الأركان.

■ ■ ■

وفجأة ظهرت الزهرة فى حياتى. فى شق من شقوق السلم المفضى إلى غرفتى شاهدت نبتة خضراء حملت الأمطار بذرتها من مكان ما، فوجدت طريقها للحياة. استطاعت أن تغرس نفسها بين درجات السلم المتآكلة، ارتشفت المطر الطهور ودموع المساكين. ونمت الزهرة البتول وسط أوراق نضرة تتوهج بالأمل وإرادة الحياة.

شاهدتها، فتسمرت أمامها. كانت تشيع البسمة والنغم فى قلوب المحرومين. كنت أشاهدها وألمسها وأسمعها. كانت تقول لى إنه لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس. كانت رحمة ربانية من رب كريم. طهرتنى من الألم، ألهمتنى بالأمل. ملأتنى بالنغم . لم تكن هناك مرآة لأشاهد نفسى وأنا أتأملها، لكنى كنت أعرف أننى أبتسم. من أجلها، فعلت ما لم أتصور أننى أفعله. أزحت كل أكوام القمامة المكدسة منذ دهور. من أجلها، فتحت الشباك الوحيد الموصد دائما، فقط كيلا تغيب الزهرة عن عينى وأشاهدها باستمرار.

■ ■ ■

كانت متعة كبيرة أن أفتح الشباك وأتأمل الزهرة لساعات طوال. والأجمل أن أشاهد - خلسة - ردود أفعال الناس حين يشاهدونها وقد أشرقت وسط شقوق السلم. مرة، توقفت أمامها فتاة نحيلة يبدو عليها سيماء الجوع، راحت تتأملها ونسيت المدرسة. لانت ملامحها المتجهمة، رفت على شفتيها ابتسامة حالمة، لمعت فى عينيها نظرة متوهجة. كنت أعلم أن ملابسها الداخلية ممزقة، وأن جواربها متسخة، وأنها فى الغالب لم تفطر لأن الإفطار عندنا بـ(الدور) بين الأخوات.

وقتها بدت - وهى تتأمل الزهرة - وكأنها تحلم بالجنة، بمكان لا يُجلد فيه الفقراء بالسياط، بحياة سعيدة، بملابس داخلية غير ممزقة، بجوارب تفوح منها رائحة الصابون، بطعام إفطار يكفيها ويكفى أخواتها، ولا يضطررن لانتظار دورهن كل عدة أيام. قالت لها الزهرة إن حياتك ستكون سعيدة جدا، وستشقين طريقك للفرح مثلما وجدت - فى شقوق السلم الحجرى - طريقى للحياة.

انصرفت الفتاة باسمة وقد ارتفعت معنوياتها. جميع سكان الحى العشوائى كانوا يقفون أمام الزهرة، تنقل لهم شعورا إيجابيا بالأمل، ثم ينصرفون مبتسمين.

كانت الزهرة وردتنا جميعا، لذلك لم يفكر أحد قط فى قطفها. كنا نخاف عليها من مطر الشتاء، لكننا كنا نجدها سليمة كل مرة، فنعرف أننا سنكون بخير فى يوم قريب، هكذا أخبرتنا وردتنا.

■ ■ ■

وجاء اليوم الحزين. جاءت الأقدام الغاشمة. جاءت الأقدام الباطشة. لم يكن له وجه، لم تكن له عيون، لم يكن له قلب يدق، أو شفتان حساستان تقبلان يد أم عجوز. كان مجرد قدمين غريبتين، حذاءين لامعين، من يلبس هذا الحذاء اللامع لا يمكن أن ينتمى إلى عالمنا الحزين. عرفت على الفور من منظر قدميه أنه غريب.

شعرت برهبة وكآبة وإحساس كالنبوءة، كنت أعرف أنه يتأمل الزهرة، وأشعر أن الشر سيملأ المكان. شاهدت ظله المتحرك، ثم اختفى الحذاءان اللامعان. ثم عاد الحذاء ووقف طويلا وكأنه يفكر. كنت أشعر أنه يتأمل الزهرة. وكنت أعرف ما هو آت.

■ ■ ■

كنت أعرف أنهم رغم الحذاء اللامع تعساء. وأنهم لا يفتأون يفكرون فى صفقاتهم، ويحملون الهمّ، ويحسدوننا فى أعماقهم على الأمل، على الضحكة الخالصة من القلب ولو كانت نادرة، على بسمتنا المشرقة ولو كانت شحيحة، على قدرتنا على تحمل الألم ومواصلة الحياة.
وبالفعل حدث ما توقعت: ارتفع الحذاء اللامع فى ظلم، ثم هوت القدم الباطشة على الزهرة البتول. ماتت وردة الآلام ومات معها الأمل، صرخت بأعلى الصوت، تبعثر الصوت فى الصدى، وارتجت المساكن بالخبر، وتجمع البؤساء، سكارى من الألم، وخرجنا جميعا لنأخذ الثأر لزهرتنا البتول.


مرسلة بواسطة الشاعرة في 11:57 ص 0 التعليقات إرسال بالبريد الإلكتروني كتابة مدونة حول هذه المشاركة ‏المشاركة على X ‏المشاركة في Facebook

شهيد المرحلة..بقلم هانم الفضالي

الثلاثاء، 8 يناير 2013

تقوقعت متدثرة بالسواد فى ركن قصى من بهو بيتنا ، النسوة يتوافدون منفطرات القلوب ، لكنهن يعجزن عن التعبير عما بداخلهم من ألم إحتراماً لصمتهم ، رغم فقدها لطفلها ذات الأعوام العشر برصاصة أردته قتيلا فى مظاهرة أول أمس إلا أن الدموع خاصمتها . نظراتها الزائغه المنكسرة على شاشة الموبايل تلهث خلف مكالمة تحدد موعد إستلام الجثة، يشق الصمت هتافات للصغار تقترب إلى أذانهن رويدا رويدا ثم تلتزم الصمت  ، تلوى النسوه رؤسهم فى إتجاة الشرفات فى إستغراب تهب مرتعشة الأوصال وتسرع الى البالكون لتصب غضبها عليهم سباً ولعناً .. تفاجئها مظاهرة أول أمس واقفة أمام بيتها ملتفة بالصمت وقد حمل رفاق إبنها الأعلام مرفرفة على صورة المتعدد الأحجام حيت رأيناها هب الجميع بالهتاف متلألأً بالهتاف فى الأجواء ليصلها برداً وسلاماً
-         خدنا بتاره ...... خدنا بتاره
تتلبسها رجفة بالجسد والصوت فتفتح زراعيها مستقبلة أنفاسهم وتلقى بسؤالها الداهش مستفسرة
-         أزاى ياولاد ...... تار أبنى إتاخد
تداخلت الأجوبة الثائرة
-         أسقطنا الرئيس ..... حسنى مبارك ساب الحكم حسنى مبارح معادش رئيس مصر
إنطلقت أول زغروطه أخذ الثأر مجلجلة فى البراح من الأم المكلومة التى ركضت نحو المظاهرة وقادتها إلى مستشفى أبنا ليسمع الهتاف ......... وليكن نعشة فى مقدمة المشهد الجنائزى المهيب لشهيد المرحلة .

مرسلة بواسطة الشاعرة في 9:36 ص 0 التعليقات إرسال بالبريد الإلكتروني كتابة مدونة حول هذه المشاركة ‏المشاركة على X ‏المشاركة في Facebook

أقشّر لك الفرح /عماد بدران/لبنان

الاثنين، 7 يناير 2013

أقشّر لك الفرح .
كطفلة
تتعلقينَ بصدري
تخافينَ البرق والرعد
وعقدة الذئاب
تَعدّين نجوم يدي
تُرددين اسمي
لتَشفَي من حمّى الرجال
وتضحكين قائلة
أنتَ سمائي
..
كالسماء
اتعلقُ ببريق عينيكِ
اكتبُ لكِ المساء
اقواس الأحلام
الوان الحلوى
وقبلات جَمركِ
..
لا تخافي
درب امانكِ انا
اقشّرُ لك الفرح
واطعمكِ حناني
شمعة العمر انتِ
مؤونة شتائي
..
اذا ما  ارعبني
سراب برق
وهم رعد
رواية جدّة لا تعرفكِ يا اميرتي
ولا تفتح قناديل دمعكِ
لا تحرس احلامكِ
كما يفعل عاشقٌ مثلي
بحزن عينيكِ
و انتِ تشعين
غزالة بين اشجار صدري
و تأمريني
أمسك يدي
لتهرب اشباحنا
ونسكن
هدية القدر
مرسلة بواسطة الشاعرة في 10:48 ص 0 التعليقات إرسال بالبريد الإلكتروني كتابة مدونة حول هذه المشاركة ‏المشاركة على X ‏المشاركة في Facebook

نازحة نحو النقاء / عصام صافي

يا له من ملاذ هادر
يحمل أقدامها نحو الشقاء
وهَنٌ يشق جسدها
وألم يعتصر الأرض
وهي تحدق ببذرة النقاء
نهدة قلب
وضوار لا يرحم
وأوجاع تستوطن جدائل الرجاء
أتقوى أقدامها على حملها
حين يهدر الشوق للبقاء
ترابض مكانها
لعله يأتي قبس
من صرير النوافذ
من سنابل الفقراء
ذاكرة تأبه النسيان
وصرخة من نافذة الروح
وأمنية جديرة بالبكاء
أيتها الوردة الشامخة
ليأكل الطير منكِ ما يشاء
الجرح الأتي أكبر
لم يكتمل بعد الضياع
والغراب لم يرتوي من الدماء
غياهب الجب تُبعثر الندى
والأوراق تساقطت
والظلام ينهش بالضياء
تواري يا بنيتي
بظلكِ الحاني
قد بلل الصباح عينيك
بخيبة التلاقي
ومقلة الأسفار بين ذراعيكِ رداء
أنيري مسارات النجوم
وازرعي الليل قناديل
تضيء عتمة العمر
واملأي الروح دعاء
أيها العابرون على السنابل
والدائسون على عتبات الحناجر
الا تدرون حدود الفاجعة
وأن خيولكم هباء
قهقهوا كما تشاؤون
صدر الغدر طأطأ رأسه
وتوارى فوق أعناق العظماء
مهما ضج الدمع في العيون
وتمترست الدماء تحت الرماد
ثمة فجر يأتي
والأسود لا تأبه العواء
طوبى لكِ بنيتي
اذهبي مع هسيس الريح
إفترشي الأرض مواسم
والتحفي مقلة السماء
النزف يرتدي عباءة الصمت
وصرير الأنين
بين أرتال الحزن يتوراى
يبصر حدود الحزن
ويقتل الوان البغاء


مرسلة بواسطة الشاعرة في 10:44 ص 0 التعليقات إرسال بالبريد الإلكتروني كتابة مدونة حول هذه المشاركة ‏المشاركة على X ‏المشاركة في Facebook

ابواب وشرفة واحدة..ماجدة الظاهري تونس

أبواب وحبيبات وشرفة واحدة
لا أحد غيرك في وهج المدينة
يستقبل الصبح المسجى
يلج خاصرة الرهف من كل الأبواب الموصدة
عصية كانت على العابرين
فكيف دخلت؟
سمعتك
تردد كلمات السابلة
عن رحيلها الى وجهة غابرة
لا طرق يجرح النقوش القديمة
غير غبار قلب بكى
وريح أخطأت سبيلها
فضمخ القلب صبار الخطى ووزخزاتها
لا أحد غيرك في فرح المدينة
يعرف وجهة الأبواب
من أول الرحلة
الى آخر منتهاها
لا أحد غيرك
تفتح له صوت الوردة
على الصدر حبا
لا أحد غيرك
تبوح له الأبواب بأسرار العتبات
فيعيدها من الجهة الغابرة
مد يدك
مدها...وأعدها
وإن أخطأت
سيدلك الهتاف ...عليها
هنا شرفة لا تطل إلا عليك
تعيد إليك
أغانيك المترعة بالعتاقة
تبلل الليل بألحان
تطوح الهتاف نحو السماء
تتفتح أسماء حبيباتك وردة وردة
ضحكاتهن زنبقة زنبقة
أزرارهن عروة عروة
تخرج من سترة قلبك ما خبأته
لآخرهن
آخرهن
تلك التي
كلما اغلقت بابا
تناسلت بينكما جزر ومياه
تلك التي
أودعتك عطف معطغها
فانزلق بينكما الشتاء
تلك التي
كلما أفردت جناحيها
نقرت النوارس شقوق الصدى
تلك التي
كلما عبرت
تحسست أبواب المدينة
ما نقش عليها الأولون
من لهاث النار في الخطى الهائمة
فكبرت قليلا
بين خطوتين
واحتمالين
وقبلة حالمة
تلك التي
تجمع الفصول جميعا
فيزهر بين جنبيها الشتاء
دثرني........
دثرني........
دثرني.......
لا تبح بشهقاتي لطواحين الريح
ولا لما يحمله سيزيف في صعوده
إلى قمة جبل سمه التجربة
أو جسد العاشقة
ولا لمطر يهطل
كالنازل من سماء
مرتبكة أنا
وكأني أنا وأنت
تساقطت علينا الفاكه كلها
وبللتنا بالندى
والندى يحسبه العشاق مثلنا
مسك الختام
فأعد الأبواب إلى مدينتها
لا تفش اسرار غربتها
وأقرع نقوش أنوثتها
لتلد العتبات أيقونات نور
تضلل كل الحبيبات
فأمطر على المدينة غماما
لا تعبره سواي
إلا بأمرك
فخذه
واغسل
نقوش الأولين
تجد البريق موليا
لما تضمره الأبواب
لشرفة واحدة

مرسلة بواسطة الشاعرة في 10:37 ص 0 التعليقات إرسال بالبريد الإلكتروني كتابة مدونة حول هذه المشاركة ‏المشاركة على X ‏المشاركة في Facebook
رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية
الاشتراك في: الرسائل (Atom)

Blog Archive

  • ◄  2014 (4)
    • ◄  يونيو (2)
    • ◄  مايو (2)
  • ▼  2013 (15)
    • ◄  نوفمبر (1)
    • ◄  مايو (6)
    • ◄  مارس (2)
    • ▼  يناير (6)
      • بنت الرافدين بقلم حمودي عبد المحسن
      • قصص قصيره بقلم د/أيمن الجندى...... زهرة المساكين
      • شهيد المرحلة..بقلم هانم الفضالي
      • أقشّر لك الفرح /عماد بدران/لبنان
      • نازحة نحو النقاء / عصام صافي
      • ابواب وشرفة واحدة..ماجدة الظاهري تونس
  • ◄  2012 (84)
    • ◄  ديسمبر (5)
    • ◄  نوفمبر (10)
    • ◄  يوليو (8)
    • ◄  يونيو (27)
    • ◄  أبريل (34)
  • ◄  2011 (17)
    • ◄  أكتوبر (1)
    • ◄  أغسطس (1)
    • ◄  مايو (5)
    • ◄  فبراير (4)
    • ◄  يناير (6)
  • ◄  2010 (12)
    • ◄  ديسمبر (1)
    • ◄  نوفمبر (2)
    • ◄  سبتمبر (6)
    • ◄  أغسطس (3)

About Me

صورتي
الشاعرة
شاعرة مصرية / رئيس اتحاد كتاب مصر فرع الدقهلية ودمياط / عضو نادى أدب المنصورة / المسئول الإعلامى بأتيليه المنصورة /
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي
 
Copyright © واحة المبدعين. All rights reserved.
Blogger templates created by Templates Block
Wordpress theme by Uno Design Studio