بين قوسين "المجزرة ..وهذا يكفي "
************ماجدة سيدهم
ليس ثمة مجالا لديباجات أو إستهلة لمقدمات توطئة السرد التالي ،فرؤيا العين والإحساس المضفور بين دفق الغضب وأجنحة الحرية هي أكثر وضوحا واشد بلاغة و إثارة بل وشحذا لقوى الانتباه الإنساني صوب آخر هناك يصرخ ويسقط وحده نازفا لفرط نضاله المستميت من اجل حريته وكيانه ووطنه دون أدنى مساعده على الإطلاق أو دعم ما ، اكتب هذا بصفتي مصرية ليبية ، اكتب ومازال وطني مصر اخضر النزف وابيض الحلم ليلحقه شعب ليبيا الذي اعرفه حق المعرفة إذ لي هناك خمسة عشر عاما هي من أيام عمري ، لن اسرد ها أحداث متصاعدة أو أناهضها أنظمة تليدة أو اتلوها امتيازات شعوب ليؤكد نزف التاريخ أن الإنسان هو الإنسان- لكنى أضم صوتي واصعد بمخاوف السؤال إلي أعلى صرخات شعب هو الآن بمنأى عن العالم كله ،أين هو الموقف العربي من كل هذا السحق المريع لشعب اعزل تماما حتى من ابسط مواد الإسعاف البسيطة سوى من يقينه انه لا مجال للمقايضة أو التفاوض.. ، فقط راهن بالدماء والشباب والحلم إيمانا بالكرامة والإنسانية الغائبة وبالحرية المبتغاة ، وأين هي المنظمات الحقوقية الدولية المتشدقة لغوا بمناصرة الحق الإنساني تحت السماء عندما يتجاوز عدد القتلى في الشارع الليبي اربعمائة شهيد في غضون أيام خمسة فقط..؟ ، وأين الموقف الأميركي الذي ما برح يهدأ مرقده طيلة أحداث ثورة مصر بل ويستمر تدخلا مقيتا على حين أصيب لتوه بالصمم التام إزاء أحداث ثورة ليبيا ...؟!
0 التعليقات:
إرسال تعليق