استطاع السعيد نجم بفنيته التخلص من اسر اللغة وطغيانها، فاللغة تمارس أحيانا فعل السحر على الكاتب، حيث شهدت الرواية الحديثة هذا النوع من اللغة في استخدام سحرها وجماليتها وتوترها للتأثير في المتلقي، من خلال السحر الذي تمارسه هذه اللغة عليه، وهي متوازية مع ما نلمسه من حداثة فن الرواية، بجانب ما نشهده في الواقع من انكسارات، وع الاعتراف بأنه لا يحمل لغة خاصة به، بل كان معجمه اللغوي ما يمكن أن يقرأه المتلقي في الجرائد، أو ما يمارسه الناس في حياتهم العادية، وهذا من أخص مميزات المؤلف، أن يشعرنا بأنه يتحدث عني وعن رجل الشارع، وما يحمله له الواقع.
تؤكد هذه التجربة الروائية على مقدرة السعيد نجم، السردية على تطويع اللغة في التعبير عن عالمه القصصي المتخيل ، ومدي تماسه مع الواقع بتناوله قضايا اجتماعية وثيقة الصلة بالشباب في المجتمعات الفقيرة، ولجوء أبنائها للهروب عبر طرق غير شرعية في سبيل تحقيق أحلامهم البسيطة – المشروعة - لإيجاد فرصة عمل مناسبة ، تتيح لهم سبل الحياة الكريمة ، فالهروب مركب نجاة لهؤلاء الشباب المطاردين في أوطانهم بكم هائل من المشكلات والصعوبات التي تواجههم في الحياة من أجل تحقيق أحلامهم البسيطة، واستطاعت الرواية التعبير عن هذه التجربة الروائية باقتدار، لتُثير المتلقي وتُشبع لديه متعة الحكي والقراءة.