قوة خفية تدفعك نحو سلالم المترو حيث تهبط إلى الأنفاق المعتمة التى يكمن فى قلبها حلمك القديم السكون بزمن يطاردك ويلقى بأصحابك وأقاربك وجيرانك تحت عجلات المترو ، ويترك لك الدهشة التى تتحول على لسانك إلى حوقلة كالدواء المسكن .. تتجرعه فتنسى آلام الفراق والانتظار ، وتبصر أشباحاً فى ثياب مخبرين يحملون هراوات تتكسر على رؤوس الأحياء وعلى وجوه ومؤخرات الموتى .. الأيدى الملائكية الناعمة لا تخطئ طريقها إلى قفاك حتى وأنت تختبئ خلف ظلمة النفق تصفعك ؛ فتهبط إلى سراديب أكثر عتمة ، يخرج من حوائطها أناس لا تعرفهم يسيرون وراءك .. قدامك .. عن يمينك ، وعن شمالك .. تحاول أن تهرب .. تزيد فى سرعتك ، لكن الظلام يجعلك ترتطم بالأعمدة والحوائط وتظل تتخبط حتى تتلقفك العجوز بين ذراعيها ، ثم تدفعك بقوة فتسقط على الأرض .. تقترب منك المرأة العجوز وبين يديها آلة التجليخ .. تحملها وكأنها تحمل بندقية آلية طلقاتها أسطوانات تصوب إلى قلبك على هيئة امرأة لا تراها ، لكنك تحسها وهى تحاول أن تمحو صورة حبيبتك من قلبك .. أنت فاقد النطق ومستسلم تماماً ، وهى أصبحت هى والصورة المحفورة صعدت إلى السماء وأنت بلا حراك تستمطر السماء فينزل المطر .. تصعد سلالم المترو وقد قُد قميصك من قُبل .
ايمن باتع فهمي
الجمعة، 29 يونيو 2012
مرسلة بواسطة
الشاعرة
في
2:09 م
إرسال بالبريد الإلكتروني
كتابة مدونة حول هذه المشاركة
المشاركة على X
المشاركة في Facebook
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق