الشاعر الكبير احمد عنتر مصطفي يناقش ديوان واحة في الهجير للشاعر سيد صديق
الجمعة، 29 يونيو 2012
قوة خفية تدفعك نحو سلالم المترو حيث تهبط إلى الأنفاق المعتمة التى يكمن فى قلبها حلمك القديم السكون بزمن يطاردك ويلقى بأصحابك وأقاربك وجيرانك تحت عجلات المترو ، ويترك لك الدهشة التى تتحول على لسانك إلى حوقلة كالدواء المسكن .. تتجرعه فتنسى آلام الفراق والانتظار ، وتبصر أشباحاً فى ثياب مخبرين يحملون هراوات تتكسر على رؤوس الأحياء وعلى وجوه ومؤخرات الموتى .. الأيدى الملائكية الناعمة لا تخطئ طريقها إلى قفاك حتى وأنت تختبئ خلف ظلمة النفق تصفعك ؛ فتهبط إلى سراديب أكثر عتمة ، يخرج من حوائطها أناس لا تعرفهم يسيرون وراءك .. قدامك .. عن يمينك ، وعن شمالك .. تحاول أن تهرب .. تزيد فى سرعتك ، لكن الظلام يجعلك ترتطم بالأعمدة والحوائط وتظل تتخبط حتى تتلقفك العجوز بين ذراعيها ، ثم تدفعك بقوة فتسقط على الأرض .. تقترب منك المرأة العجوز وبين يديها آلة التجليخ .. تحملها وكأنها تحمل بندقية آلية طلقاتها أسطوانات تصوب إلى قلبك على هيئة امرأة لا تراها ، لكنك تحسها وهى تحاول أن تمحو صورة حبيبتك من قلبك .. أنت فاقد النطق ومستسلم تماماً ، وهى أصبحت هى والصورة المحفورة صعدت إلى السماء وأنت بلا حراك تستمطر السماء فينزل المطر .. تصعد سلالم المترو وقد قُد قميصك من قُبل .
ايمن باتع فهمي
قصة آثار بقلم أيمن باتع
قوة خفية تدفعك نحو سلالم المترو حيث تهبط إلى الأنفاق المعتمة التى يكمن فى قلبها حلمك القديم السكون بزمن يطاردك ويلقى بأصحابك وأقاربك وجيرانك تحت عجلات المترو ، ويترك لك الدهشة التى تتحول على لسانك إلى حوقلة كالدواء المسكن .. تتجرعه فتنسى آلام الفراق والانتظار ، وتبصر أشباحاً فى ثياب مخبرين يحملون هراوات تتكسر على رؤوس الأحياء وعلى وجوه ومؤخرات الموتى .. الأيدى الملائكية الناعمة لا تخطئ طريقها إلى قفاك حتى وأنت تختبئ خلف ظلمة النفق تصفعك ؛ فتهبط إلى سراديب أكثر عتمة ، يخرج من حوائطها أناس لا تعرفهم يسيرون وراءك .. قدامك .. عن يمينك ، وعن شمالك .. تحاول أن تهرب .. تزيد فى سرعتك ، لكن الظلام يجعلك ترتطم بالأعمدة والحوائط وتظل تتخبط حتى تتلقفك العجوز بين ذراعيها ، ثم تدفعك بقوة فتسقط على الأرض .. تقترب منك المرأة العجوز وبين يديها آلة التجليخ .. تحملها وكأنها تحمل بندقية آلية طلقاتها أسطوانات تصوب إلى قلبك على هيئة امرأة لا تراها ، لكنك تحسها وهى تحاول أن تمحو صورة حبيبتك من قلبك .. أنت فاقد النطق ومستسلم تماماً ، وهى أصبحت هى والصورة المحفورة صعدت إلى السماء وأنت بلا حراك تستمطر السماء فينزل المطر .. تصعد سلالم المترو وقد قُد قميصك من قُبل .
ايمن باتع فهمي
شمروخ الأراجوز ننبأ بالثورة في ميدان التحرير
ثورته في رحم الغيب، رحم الشعب، وعده بها الفلّاحون والعمّال... ثورته في عِلم النيل يحييها جيلاً وراء جيل لأنّ «مصر بتطبّل على باب الجحيم/ في غياب الفكر والفهم السليم/ اليسار عاجز يلمّ شتات عياله/ والغرور دوّد في أمخاخ اليمين/ واللي كان طاير على جناحات خياله/ انكفى يقصقص في ريش حلمه القديم/ كل من عنده نظر قاتله سؤاله/ رايحه فين يا بلد وسايبه ابنك يتيم».
لا شيء غير عشق الشعب، يدفع طفل السبعين سمير عبد الباقي، إلى تحمُّل عبء توزيع نشرته الشعرية «شمروخ الأراجوز» (العدد 75؛ أيار/ مايو 2011)، على صبية وشباب يجلسون في مقهى شعبي، وسط القاهرة. «قوم رجِّع حقك/ وكرامتك/ مصر مش أمك/ مصر بتاعتك/ ارفع رأسك/ انت صاحبها/ صمتك عن حقك/ غربها/ أرض وميه/ وشمس ونور/ وبراح حر/ ومن غير سور/ دم الشهدا خلاص قربها». يقع هذا النشيد في الصفحة الثانية من نشرته الشعرية التي أعطى النادل نسخةً منها، فطواها في جيب قميصه الأبيض، ووعده بقراءتها. قهقه شمروخ الأراجوز: «أبدعت أساطير تبيح لك/ تتباهى فوق سرج خيلك/ ما بقى لك إلا شغلك/ وحتى لو مش باقي لك/ الصعب طول عمره سهلك/ حب الوطن زاد قلبك».
لم ينفَد إبداع هذا الشاعر والروائي والمسرحي والثوري الملتزم. تجربته مشتعلة ومتجددة دوماً. غير أنّ الإنجاز الأساسي لسمير عبد الباقي يبقى انحيازه الدائم لابن الخيال الأول، أي الشعر. يفعل ذلك بعناد وعبقرية الآباء والأشقاء السابقين، مثل عبد الله النديم، ويعقوب صنوع، ورمزي نظيم، وبيرم التونسي، وفؤاد حداد، وصلاح جاهين. أنجز في الشعر تراكماً ونصوصاً مركّبة، وخصوصاً في مجال الشعر السياسي الذي تجاوز فيه المعاناة الذاتية، لمصلحة الجماهير. في رصيده، ستَّة دواوين، و75 عدداً من نشرته الشعرية المستقلة «شمروخ الأراجوز» ضمّت مئات القصائد والرباعيات السياسية.
في السابعة عشرة من عمره، أيام العدوان الثلاثي (1956)، نشر في مجلة حائط أشعارَه التي ألهبت حماسة الشعب المناضل ضدّ الاستعمار. شارك أيضاً في تقديم عدد من المسرحيات للمُهجّرين من بور سعيد. تجربته المتقطعة والطويلة في السجن طبعت وجدانه ووعيه السياسيين. في عام 1977، وعقب «انتفاضة الخبز» الشهيرة في عهد السادات، اعتُقل مع مجموعة من الفنانين والمثقفين. وقبل ذلك بعقود، أمضى خمس سنوات (1959 ـــــ 1964) وراء القضبان في عهد عبد الناصر، لأنّهم أصدروا جورنال «صوت الفلاحين»، وكان تابعاً لـ «الحزب الشيوعي».
في المرّة الأولى، تنقّل بين سجن المنصورة والقلعة والواحات: «قرأتُ مكتبة كاملة عن المسرح والأدب والفلسفة والتاريخ والفكر الإسلامي. كان معنا معتقل يُدعى الحاج وهبة، وكانت لديه مكتبة كبيرة، نقلها كلّها إلى سجن المنصورة. وهناك، أصدرنا مجلة حائط تحوي قصائد، ومقالات أدبية وسياسية. وفي سجن الواحات، كتبت شعراً، وقدمنا مسرحيات منها «حلّاق بغداد»، و«البرجوازي الصغير»، و«بيت الدمية»، إضافةً إلى مسرحيات أخرى لا أذكرها». يضحك طويلاً ثمّ يقول: «كانت أيام».
جنون الشاعر أوسع من ثوب السياسة. قبل أن يدخل سمير عبد الباقي معتقلات عبد الناصر، رفض الانضمام إلى أي تنظيم شيوعي. «كلّهم أصدقائي، وكانوا ينتقدون بعضهم بعضاً بحدّة. لم أُرِد خسارة أحد». انضمَّ إلى تنظيم «8 يناير» الذي وحّد التنظيمات الشيوعية المصرية كافة (1958)، ثم استقال من حزب التجمع اليساري (1991) احتجاجاً على «انتهازيّة اليسار اليميني». في السنوات الأخيرة، وحتى بعد الثورة التي «تلقّف ثمارها العسكر والانتهازيون»، لم يفارق الحزن والخيبة هذا الرجل السبعيني. «أي يسار هذا الذي في مصر؟ أين بديهيات الصراع الطبقي، والتنظيم اللينيني، وعلاقة اليسار المناضل بالجماهير، وتحرير الوعي؟ لقد هجروا النظرية».
الطالب اليساري الذي تخرج من كلية الزراعة (1966)، قاد تظاهرات طلابية ضد أحكام الطيران الشهيرة (1968). قاوم الاستعمار بالشعر والكتابة، وكتب قصصاً للأطفال، ونصوصاً مسرحية في مجلات «سمير» المصرية، و«أسامة» السورية، و«سامر» البيروتية. هذه المقاومة طاولت المسرح، فقد كتب العديد من المسرحيات، وأسّس «الفرقة المركزية لمسرح العرائس»، إضافةً إلى «جماعة الدراما» التي قدمت العرض الشهير «في حب مصر». كتب المفكر المصري الراحل لويس عوض عن هذا العرض، بعدما شاهده في «المركز الثقافي السوفياتي» في القاهرة عام 1974: «حافظوا على هذا العرض، فقد نحتاج إليه إذا تجدد القتال».
في العام نفسه، دعاه «الحزب الشيوعي اللبناني»، إلى تقديم المسرحيّة نفسها، في احتفالية عيد تأسيسه الخمسين. «قطعنا لبنان بالطول والعرض، وطبعوا أغنيات المسرحيّة على شريط كاسيت». في عام 1981، سافر إلى سوريا للعمل في مجلة «أسامة»، وأثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان، شارك في أنشطة ثقافية عربية لمواجهته. «كنت أكتب زاوية يومية بعنوان «تحت القصف» في جريدة «النداء». كانت أياماً صعبة في لبنان». صدرت بعض قصائد هذه الزاوية في ديوانين هما «قصائد تحت القصف»، و«أناشيد الحزن اللبنانية».
بدأبِ من يكتب عمله الأول، يكرِّس سمير عبد الباقي كل الوقت للإشراف على التفاصيل النهائية لروايته الجديدة: «زمن الزنازين» التي تصدر خلال أسابيع قليلة. «ستكون عن معتقلي سجن المنصورة، ورفاق السجن، ورؤساء العصابات الذين قابلتهم هناك». وهي الثالثة بعد روايتيه «ولا هم يحزنون»، و«عندما تكلمت الأحجار»، كما يستعدُّ عبد الباقي لإصدار كتابه «44 سنة في ميدان التحرير»، وتحتوي على قصائد بالفصحى والعامية: «على ناصية التحرير، شفت الجفا والضنا، وجريت ألوف المشاوير، عمري ما قلتش أنا، ولا افتريت ع الغير».
الدكتور جمال شيحة يدعو الطبيب الألماني ستيفن هثلر في مستشفي ومعهد بحوث الكبد بشربين
الثلاثاء، 26 يونيو 2012
دنيا الفنون
الأحد، 24 يونيو 2012
لوحة أخرى من اشهر لوحات دالي. والشخص الواقف عند
النافذة هو آنا ماريا شقيقة الفنان التي كانت موضوعا للعديد من البورتريهات التي
رسمها في العام 1925.
آنا ماريا في اللوحة لا تظهر سوى من الخلف فيما اخفي
وجهها، وهو تصرّف غريب من دالي أعطي في حينه الكثير من التفسيرات والتخريجات
السايكولوجية. واخفاء العنصر الإنساني يخلق تباينا واضحا مع جوّ العطلة الذي يوحي
به منظر النهر وصفاء المشهد نفسه.
عرضت هذه اللوحة في أول معرض فني منفرد
للوحات دالي في برشلونة من ذلك العام، وقد نال هذا العمل بالذات إعجاب بابلو بيكاسو
الذي كان حاضرا.
كانت آنا ماريا بمثابة الأم لشقيقها دالي الذي استخدمها كموديل
لرسوماته، إلى أن ظهرت غالا ايلوار في حياته عام 1929 لتزيح آنا ماريا وتجلس
مكانها، الأمر الذي أذكى مشاعر العداء والحقد في قلب الأخيرة.
المنظر الطبيعي
خلف النافذة هو جزء من خليج كاداكيس حيث كان دالي وعائلته يقضون عطلة الصيف من كل
عام.
وفي هذا المكان كتب الشاعر الإسباني الكبير غارسيا لوركا مذكّراته، واصفا
إقامته على سواحل الخليج بالحلم الرائع والجميل، ومتوقفا بشكل خاص عند منظر البحر
من النافذة في ساعات الصحو.
كان دالي وشقيقته قريبين جدا من بعضهما البعض،
خاصّة بعد وفاة والدتهما. لكن ظهور غالا المفاجئ افسد تلك العلاقة. وفي ما بعد كتبت
آنا ماريا تصف شقيقها بصفات يبدو أنها لم تعجبه، إذ أنها كانت تتناقض مع الصورة
التي حرص هو على رسمها لنفسه في سيرته الذاتية، مما دفعه إلى رسم نسخة أخرى من هذه
اللوحة وأطلق عليها اسما مهينا بحقّ شقيقته.
لوحة "شخص عند النافذة" يغلب عليها
اللونان الأزرق الخفيف والأرجواني الشاحب، والمشهد بعمومه يمنح إحساسا بالهدوء
والطمأنينة، وهي سمة نادرة وغير مألوفة في معظم رسومات سلفادور دالي.
عيش وملح قصة/فكري داود
أنا مصرى عجيب شعر/ سمير الأمير
______
انا مصرى عجيب
شّيلت المعزه ولاد
الديب
عجبتنى القافيه هرشت قفايا
فتّحت عنيّه برغم
عمايا
وعمايا ف رزق اليوم مطلوب
ما انا باكل واشرب
بالمقلوب
من يوم ماتولى الأمر الموت
وحكمنى الحاكم
بالنبوت
ولقيت الفقر بيجرى ورايا
رتبت الحال على عكس
هوايا
أنا مصرى عجيب
وعجيب استعجب منى وقال
مذلول وبيرقص
للزلزال
مسكين ومحمل حمله عيال
فانقطع الصوت/ واتهد
الحيل
واتهز الإريال مال ع السور
المعزه بتنطح قرن
الطور
والطور بيميل
ويشد الحبل ويرخى الديل
والديل
دلدول
ما هو مش معقول
معلول متشال شايل محمول
افهمنى
ياخال
راديو التوظيف قطع الإرسال
والشركه سرّحت العمال
شطّبت
فلوس
وبقيت بلبوص
مستعجب ليه!
قرص الطعميه بربع جنيه!
انتبهوا لمأساة الأدباء
النبلاء ينتصرون: وزارة الثقافة تنتبه لمبدع عظيم
الجريدة خاص
كتب أحمد سراج
نجحت حملة الكاتب الكبير مصطفى عبد الله في تحريك وزارة الثقافة لأخذ قرار سريع بعلاج الأديب الكبير مجيد طوبيا، وقد بدأت الحملة بنشر تقرير عن زيارة عبد الله لمجيد طوبيا مع احد الأصدقاء، ثم تلتها بالتقرير الطبي الذي أعده طبيب متطوع، وسرعان ما وجدت وزارة الثقافة التي تلقي منح التفرغ على أنصاف المبدعين والعاطلين عن الموهبة نفسها في موقف بالغ الصعوبة لذلك تحركت لدعم الرجل الذي طال إهمالها له، وقد سمح لنا الكاتب الكبير مصطفى عبد الله بنشر الحملة، وسننشر منها الآن التحقيق الختامي الذي تحدث عن نتيجة الحملة وردود أفعالها.
كتب مصطفى عبد الله
اليوم الأحد موعد عرض الأديب مجيد طوبيا على اللجنة الطبية بإحدى مستشفيات القوات المسلحة بالقاهرة بعد التصديق على علاجه على نفقة الدولة استجابة لطلب الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة بمصر، الذي تلقى التصديق على العلاج منذ أيام، فكلف أحد المسئولين عن العلاقات العامة في مكتبه بالتوجه إلى مجيد في مسكنه لاصطحابه إلى المستشفى، وبناء على نتيجة الفحص سيتحدد مسار العلاج.
ولعل هذه الاستجابة المسئولة من الوزير هي التي شجعت بعض الأطباء من الأدباء والمفكرين إلى أن يلجأوا إلينا لتنبيه وزير الثقافة ومجلس إدارة اتحاد الكتاب إلى أهمية أن يشمل اهتمامهم أدباء صامتون آخرون على الرغم من فتك المرض بهم؛ فمن الإسكندرية يكتب الدكتور ماجد موريس منبهاً إلى خطورة حالة الشاعر والمترجم مفرح كريم: "مفرح كريم يعاني من أورام بالكبد يعالجها على نفقته الخاصة، وأستشعر أنه بدأ يكل من التكاليف الباهظة ومن التعامل التجاري لبعض الأطباء الجشعين، أعلم أنه يلجأ إلى التأمين الصحى ولكنك تعرف جيداً أنه غير كاف بالمرة، وأرجو أن يشمله اهتمام وزير الثقافة، كما أتمنى على اتحاد الكتاب أن يتخذ موقفاً إنسانياً منه ومن غيره من المبدعين وهم في محنة المرض في زمن رفعت فيه الدولة يدها عن صحة الشعب!".
وهذا طبيب ومبدع آخر.. الدكتور السيد نجم يكتب إلينا قائلاً: "كل التحية لوزير الثقافة، وأرى أن هذه القضية في رقاب الجميع، فليس مجيد طوبيا، بتاريخه الأدبي الطويل، هو الذي يعاني وحده من المرض والإهمال من الدولة ومن المثقفين أنفسهم، فهناك، على سبيل المثال، كاتب كبير آخر تعلمنا منه جميعاً وهو الأستاذ أمين ريان الذي تخطى الثمانين بسنوات وبات ضحية لعدة أمراض تفترسه، وهو ينفق على الدواء 2000 جنيه شهرياً وهو ما يفوق طاقته، فهل من حل له ولمن هم في مثل حالته؟".
وفور نشر مقال الأحد الماضي (بميدل إيست أونلاين) جاءني صوت زميلي الكاتب الكبير عاصم حنفي يقول: "أبحث عنك منذ أكثر من شهر، فأنت تبكيني كلما طالعت حلقات حملتك لإنقاذ صديقي مجيد الذي اختفى من أمامي منذ فترة غير قصيرة.. وقد لجأت إلى وزير الثقافة لأحصل على رقم تليفونك.. ودعنا نتفق على موعد لزيارته معاً وإخراجه من هذه العزلة".
ومكالمة أخرى من الكاتب الدكتور عبدالرشيد محمودي عبر فيها عن رضاه عن مبادرة الوزير بزيارة مجيد، وتحقيق أمنيته فوراً بإهدائه جهاز تليفزيون يسهم في إخراجه من عزلته ويفتح أمامه نافذة على ما يجري في الحياة لاستثارة حافز الإبداع فيه، وذكر لي محمودي أنه عاد لتوه من السوق بعد أن اختار هدية لمجيد تسهم هي الأخرى في رفع معنوياته عندما يتأكد أننا معشر الأدباء والقراء نعتني به، وربما أجد حرجاً في الإفصاح عن ماهية هدية هذا الرجل النبيل.
ولأن الشيء بالشيء يذكر فإننى أشير إلى عتاب زميلي الكاتب الكبير جمال الشرقاوي لأنني نشرت في (مقال سابق) نص التقرير الطبي الخاص بمجيد، وهو العتاب الذي سرعان ما تحول إلى تقدير لهذه الحملة لأنها جنت ثمارها عندما لفتت انتباه المسئول الأول عن الثقافة في مصر إلى أهمية نفض يده من أخطر الملفات الثقافية للتوجه إلى هذا الكاتب في بيته، وهي الزيارة التى لم تنته بمغادرة الوزير لشقة الأديب وإنما امتدت لأن الدكتور صابر عرب أدرك أنه بالفعل مسئول عن إدماج هذا الأديب الكبير في الساحة، وقد روى لى جمال الشرقاوي، الذي أضعه في مقام الأستاذ، ذكريات قديمة مع مجيد طوبيا على أحد مقاهي باريس.
وبدوره يستعيد الروائي رءوف مسعد ذكريات قديمة مع مجيد مشيراً إلى أنه أخذ يبحث عنه طويلاً، لكن أخباره انقطعت!
وتقول الأديبة سهام بيومى: "مجيد طوبيا واحد من الكتاب الشرفاء، المخلصين لإبداعهم.. معطاء دون أن ينتظر شيئاً.. أضم صوتي لكم وأهيب بوزارة الثقافة واتحاد الكتاب لاتخاذ إجراءات سريعة، وأدعو كل أصدقاء مجيد ومحبيه ألا يتركوه وحيداً".
ومن دمياط يعلق الروائي محسن يونس: "مجيد طوبيا رائد تعلمنا منه أسرار الإبداع.. ربنا يشفيه.. والاهتمام به فعل نبيل.. لو كان بإيدي حاجة أعملها كنت عملتها".
ومن الشارقة يأتينا صوت الكاتبة عائشة العاجل: "حجم الفرحة التي أدخلتها زيارة وزير الثقافة المصري للأديب مجيد طوبيا إلى قلبه لا يقدر بثمن.. بصراحة قلما نرى مثل هذه الإنسانية والتصرفات الدالة على الوعي الحقيقي لقيمة المبدع بشكل خاص، واحترام إنسانيته، وانتشاله من الوحده والخوف والإهمال".