الكاتب والحفاظ علي الهوية..سعد الحفناوي
25 نوفمبر, 2012 03:11:34 ص
الشاعرة
الكاتب وتحديات اللمرحلة(اللغة بين الكاتب والحفاظ على الهوية) شعب ضعيف فى السلاسل إتركه عاريا كمم فمه فهو لا يزال حرا إنزع منه العمل وجواز السفر والمائدة التى ياكل عليها والسرير الذى ينام عليه فشعب يصير مسترقا عندما يسرقون لغته التى ورثها عن الاباء (إينا تسيوبوتيفا) إن التحديات التى يتقاسمها الكاتب مع أولئك المقربين من بنى جنسه فى وطن واحد<<الذين يشعر نحوهم انهم مرتبطون به من خلال اواصر دم قويةأو مصالح والذين يعتبرهم (نظرائه)تمده بأول وأوثق مرشح ليرى العالم من خلاله ألا وهو مرشح (اللغة ) ).ويصوغ العموميات الأكيدة فى مواجهة كل أولئك الذين يملكون وجهأت نظر مختلفة ...فالكاتب باللغة والإبداع يطفوا على السطح كلما إشتدت حروب (الإقصاء أو التمييز او العنصرية..)وليس طفوا من خفة وزنه بل ليشاهده الجميع فى حالته الدفاعيه عن المعقول كالحرية ومحاربة الإستبداد وذلك لانه الاقدر على وضع النقاط فوق الحروف فى معركة يفاجئ بانه جزء منها رغم انفه لكونه هو عين التاريخ على ذلك الصراع بينما يجد نفسه شهيد القمع من قوى الرجعية والتخلف واعداء الهوية والثبات ومشوهى اللغة والتعبير واصحاب اللذة فى قتل الهوية والحرية...بينما النظام الطبيعى يتميز بحالة من الصراع دائمة .ولذلك لم تتكرر لغة (حرب بين الاضداد) إلا عندما يواجه الكاتب التخلف والرجعية.كما ذكر (هرقليط) ويؤكده علماء الطبيعة من الذين يتحدثون عن المادة والامادة..وقبل أن ندخل فى حالة الصراع بين الكاتب المبدع المثقف بأوصافه الكاملة والذى لم تخلوا منه مجتمعاتنا العربية وبين قوى التكتلات الرجعية النفعية إن جاز الوصف بأنها قوى0مرتزقة) تهشم الاصول وتسخر كل ما هو غير مألوف وغير مفهوم فى إقصاء النموذج الاول نورد كلمة للكاتب الكبير (سومنير)الذى اوضح يقول عن الصراع الموروث بين ذلك الذى يمكن ان نطلق عليه (مجموعة نحن)(أو مجموعتنا) ومجموعة ( أولئك) الذين هم خارجنا (مجموعة الأخرين).. لذا نستطيع ذكرالشئ المهم الذى يكمن فى نفس الجميع ولا يزالون يتحفظون على ذكره علانية ألا وهو أن هناك حرب بكل ما تحمل الكلمة من معنى يشنها أنصاف المثقفون الرجعيون على المثقف البارز وخصوصا الكاتب المبدع الراصد للحقائق بلا تزييف..فيشككون فى نواياه وروافده وكذا يشككون فى قدرته على ملائمة الظرف الراهن خصوصا وانهم يتمتعون بمنصات إعلامية يستطيعون من خلالها الوصول الى تلك الطبقات من المجتمع الذين يعيشون الحياة ببساطة بعيدين كل البعد عن صنع القرارات المصيرية ولا يشغل بالهم سوى (كيفية الحفاظ على النوع من الجنس البشرى سواء البحث عن الماكل والمشرب وكذا القدرة على الإنجاب فقط لا غير)دون عناء فى حل المشاكل التى ستؤدى الى ذلك.بينما الكاتب الذى هو عين التاريخ على كل مجريات الاحداث والذى لا يشغله سوى فرض التعايش السلمى فى المجتمعات بدون تمييز يصطدم بالحرب والإقصاء والتشويه ..ويظهر ذلك جليا فى المجتمع المصرى على وجه الخصوص والمجتمع العربى على وجه العام خصوصا بعد الهبات الشعبية التى قصدت ثورة ولكنها إختزلت من قبل دعاة الرجعية والتخلف ومفتقدى الهوية واللغة فى تغييير رؤوس انظمة قامعة للحريه والراى والإبداع وكذا التأريخ بانظمة أخرى رجعية حاقدة على كل ما هو تقدمى حر هى اشبه بأنظمة(فاشية) ترفع شعار الثقافة ولكن بجهل بينما فاشيتها تلك المرة قصدت بتخطيط وتدبير قمع الحرية الخاصه بالغبداع والراى خصوصا فى مواجهة الكاتب فأرادت ان تجهض كل الافكار التنويرية والكتاب حيث قدمت علي الكاتب أصحاب الصوت العالى من المطبلين والمزمرين لهم بدعوى الثورية .فالكاتب المصرى يواجه تحديات راهنه مجبر هو ان يواجهها همهما كلفه ذلك من تعب وعناء وربما فى وقت ما بالتصفية الجسدية من تلك القوى كما حدث مع الكبار من الكتاب المصرين فى وقت ما خصوصا عندما يقترب الكاتب من (مناهجهم وأفكارهم الشيطانيه التخريبية) من اهم التحديات التى تواجه الكاتب بعد الربيع العربى والتى يركز عليها بعض الواعين لمسالة الهوية الا وهى اللغة العربية والحفاظ على الهوية العربيه اثناء هذا الصراع الذى يرغب فى فقد الأمة العربية تراثها وموروثاتها بالتقسيم تارة وبالتضليل تارة اخرى (اللغة) اللغة التى هى اداة التواصل بين الكاتب وبين التاريخ قبل ان تكن أداة التواصل بين الكاتب والمتلقى والتى تتعرض لمزايدات من النوع الرخيص من قبل بعض الذين ينتمون الى ثقافات بدوية رجعية يوهمون انفسهم بانهم حماة اللغة فى حين انهم يستخدمون فى سردهم للوقائع مرادفات ومصطلحات لا تنتمى الى اللغة بشئ بل هى موروثات تركها الإستعمار فى اوقات إحتلاله للمنطقة..لذا وجب على الكاتب التدخل وذكر المفاهيم الحقيقية لذلك المغلوط بوعى تام وفى ذلك الكثير يحتاج الى مساحات من الوقت ...إذ يعكف الاستاذ (أمذيب صالح أحمد)اليمنى الاصل والكاتب فى التاريخ الإسلامى والتراث العربى على تصحيح الكثير من تلك المغلوطات الشائعة فى اللغة المقصود منها والغير مقصود فيكتب عن الافات التى شابت اللغة العربية والمتداخلات معها والذى فيها يحاول تصحيح مسار المفاهيم والية مراجعة اللغة المطروحة على الطلاب والتلاميذ فى المراحل التعليمية المختلفة حفاظا على هوية الوطن العربى وحمايته من فقد أسمى ما يعتز به ألا وهو اللغة العربية لغة (الضاد) سعد الحفناوى
الجراح مصباح المهدي
السبت، 24 نوفمبر، 2012
الجراح
الجراح ما بقًتش بنت الجراح
بنت نار الوجد ، صهد الهوى
الجراح ع الشاشه عيِّل هوى
في أتون المحرقة ما طلعش
الجراح ع الشَّاشه صورة نعش
فوق كتاف طاير إلي المنتهى
نقل خارج دايرة التفاصيل
الجراح تكبر شجر مستحيل
فوق سطوح الدِّيك صرخ مستجير
الجراح ما بقتش قطن وشاش
في غرف إنعاش بدون أجهزة
معجزة لو حد يخرج سليم
الكلام ع الأرض راجل لمدفع
الكلام في غزة مصنع بطولة
والكلام ع الشِّاشه سيرك الحواه
والكلام ف الخطبه قبل الصلاة
عن جراح تنقض تمام الوضوء
حارقة فيَّا الدانه نفس الحروق
قاصفة فيَّا الطلقة نفس الدماغ
لسه عايش لسه نفس الدماغ
بين كلام ع الأرض والشَّاشة
بنت إيه الخطبة ف المكرفون
بنت إيه القعدة والتحليلات
في دفا الإستديو سحر البلاغة
واللصوص اللي اشترو م الساغة
كل سيغه لأم ماتت ف غزَّة
الجراح في غزَّة دم ف رقبتي
لو رقبتي تسد دم الضحايا
الجراح ما بقتش صورة ف قصيدة
الجراح في غزه أمى البعيدة
سايبة بز في بق عيل شهيد
الجراح من تحت ردم الضحايا
نار تقيد في الحي يلحق أخوه
الولد في الصورة شيخ دوَّخوه
مر فيه مشرط طبيب الجراحه
مر فيه مشرط سلاح البجاحه
الجراح ما بقتش بنت الحصار
بنت ضغط الفقر تل الهموم
الكلام ملموم ف برميل زبالة
الصور عمَّاله تكوي الحروق
قلبي مش صندوق بريد الاحتلال
نفسي لو صندوق رصاص للنضال
نفسي لو معجون رغيف للغلابه
السباع في الغابه تكسب نزال
بس مش ف إديها تمحي الرجال
فيه هنا فلسطين وفيه أطفال
مؤمنين بالدين وعد بالنصر
مؤمنين بالوحدة خارطة طريق
مش طريق قاطع طريق سفَّاح
الجراح ما بقتش بنت الجراح
كان يريدني أن أري ..حسام المقدم
كان يريدني أن أرى! حسام المقدم قصة
************
إلى روح الصديق الأديب الراحل "نجاتي عبدالقادر"..
وإلى الصديق القاص "عبدالرحيم عبدالهادي".
_______________________________
سيبدو الكوبري من فوق جناحي طائر خرافي علامة (+) بشكل ما. وإذا كان المزاج سابحا في بحيرة من القار، وفي هذا الضحى الرطب، سيتجلى الكوبري– من نفس المسقط العلوي الخرافي- رجلا بغلا ممدا بالطول فوق بطن امرأة نحيلة تنام بعرض السرير. علامة (+) أخرى من علامات عديدة تظهر وتختفي وتبرق مع العروق النافرة في جانبي جبهتي. خطفت بصري من تأمل الكوبري لأواجه صديقي الجالس أمامي على مقعد في الكافيتريا المطلة على هذا البحر الصغير. كان صامتا ينظر للكوبري عبر إمالة رأسه للخلف، فيما الكرسي الثالث المنبعج الذي يكمل مثلث جلستنا يبدو لي طائرا بسط جناحيه برأس مقطوع.
في الجوار يعبرنا الناس، ثم ينحرفون يمينا داخل المدينة، أو يسارا ليعبروا الكوبري. ومن الكوبري ينحدر الناس يمينا ليعبرونا قاذفين نظرات متعددة نحو الجالسين. كنت أنظر في عيون كل العابرين: عجائز وشباب ومنقبات وحاسرات، ثم تبربش عيناي مستقرتين في النهاية على وجه صديقي الممتلئ وجلبابه الأبيض. هو الذي أصر على اصطحابي إلى هنا، وقال إنه يريدني أن أرى. لم أناقشه فيما سأرى ولا كنه الذي سأراه؛ لأنني أثق تماما في قدرته على الإدهاش! فكرت وقدرت أنني في حاجة إلى الرؤية فعلا، حتى لو كنت في حالتي هذه بعيون ملسوعة بحرقة اللانوم، ورأس تشغي به شرارات تطقطق في الجهات الأربع. والأكثر إيلاما هذا النهار الماسك من نهارات يوليو الجهنمي. رغم ذلك تتدافع الأخلاط فوق جسد الكوبري.. الكوبري الثقيل الرابض على الصينية المدورة السوداء، التي تمتد منها في الجانبين قواعد خرسانية على وش الماء، آخذة شكلا سداسيا طويلا، مثبتا فوق زوائد متقاطعة من الحديد مرشوقة في قلب الماء. كأنني لأول مرة أرى النباتات الريشية الخضراء قائمة بانحناء وسط الشكل السداسي الأجوف، وهذه النفايات المشبوكة في الزوائد الحديدية، وما فردة الحذاء تلك المراوحة مكانها لا إلى قدام ولا إلى خلف؟ ولماذا يجثم صديقي فوق الكرسي المنبعج ليشكل رأسا ضخما لطائر فحل؟ كانت نظراته محدودة فيما بين الكوبري في الخلف والكرسي الخالي في الجوار. أخذ كرسيه بزحفة كاشطة للوراء مفسحا للولد الأسمر الذي جاء له بالتمر هندي ولي بالقهوة السادة. هل أطال الولد النظر إليه حين تلكأ في وضع الطلبات ومسح المنضدة الصاج المرتبكة؟ وهل ما يئز بأذني هو صوت تروس الصينية السوداء الرازحة تحت وطأة الكوبري بما عليه من بشر وعربات وتكاتك؟ عدت من توهماتي لأجد صديقي يدقق النظر في وجهي بعينيه المتسعتين حتى خفت منه للحظة. خرج صوته منفصلا عنه، فيما حول النظر للماء المخضر الجاري في الأسفل:
- ها .. شفت حاجة ولا لسه؟!
مثلت هدوءا يضاهي هدوءه:
- آه شفت الكوبري!
- كويس.. وبتقول إنك ماعونتش نافع وإنك ميت بالحيا!
وما الذي يمكن أن أراه هنا؟ لن أرى إلا ما يشبه كلماته المطلسمة، وهذه الطشة المباغتة لشيء طب في الماء، ثم دوامة صغيرة يبزغ منها رأس وجسم سابح بملابسه كاملة. جسم أسمر زلق مبلول في الفراغ القائم بين الشط والقواعد الموازية. في لحظة تالية سيقف أسمر آخر على سياج الكوبري فاردا ذراعيه راميا نفسه من هذا الارتفاع في قلب الماء. لماذا يعومون بملابسهم؟
- هما ليه..
- تجربة إنك تخش جوا الميه بحالك كدا فيها كتير!
- انت عرفت ازاي إن كنت هسأل عنهم؟
- عشان عينك عليهم!
سكت تماما. وطاف بذهني كل ما يقال عن غرابته وامتلاكه قدرات خاصة، وأنه يتكلم ليصمت ويصمت ليتكلم. ضحكت وأنا أقرأ بإصرار وجه تلك المرأة الجالسة هناك في مواجهتي برفقة طفلين. لها شفتان طازجتان جدا، خارجتان من أرض عفية.كانت تبتسم لي ثم تحول وجهها بسرعة. مصيبة لو كان مولانا يراها بظهره!حشت ضحكي ومسحت رقبتي بالمنديل الأبيض المجعد وزفرت بشدة. وفي لمحة توقفت يدي بين ياقة القميص ورقبتي، ونبضت عروق جبهتي بتسارع مسعور. وقفت وواجهته:
- فين الكرسي التالت اللي كان هنا؟
- آه.. كرسي "نجاتي".. من شوية أنا شفته جه سحبه ومشي!
وقعت مهدودا فوق الكرسي، مغمضا عيني على وجه "نجاتي"، يدور بي الشارع والكوبري. أنت الوحيد يا "نجاتي" الذي كان بإمكانه فك هذه اللغة التي يتكلم بها ثالثنا. كنت تختلي به وتتهامسان بهذه اللغة التي لا أفهمها. سيصيبني بالجنون صديقي هذا البارك في كرسيه مثل فيل. نظرت له بعينين غائبتين:
- "نجاتي" مات غرقان من شهرين يا "عبد الرحيم".. بلاش هلاوس.
- انت مش مصدق إن "نجاتي" جه وسحب الكرسي؟.. دا أنا حتى بشوفه كل يوم!
وقام بإشارة من يده تفيد أن كفى بهذا القدر. مد يده في سيالته وحاسب الولد الأسمر ومشى مترجرجا لينحرف يسارا عابرا الكوبري. رأيته هناك مطلا متأملا من فوق السياج. وها هو: ذلك الجرم السمين، مشبوح بطوله فوق السياج بقدمين مفرطحتين، وبكل ملابسه يطب في الماء مرفرفا بجلبابه الأبيض.
علي جناح ورقة ايناس عتمان
بدأت الرحلة على جناح ورقة .. من السماء
- 1-على الطريق دلفت من باب السماء الأولى حتى صعدت إلى أولى درج الأرض ، نزف الندى في دماء الأرض .. ماءً ، فـ أزهرت ورقة !صرخ جوته : " الحياة قصيرة ، والفن شاسع "
- 2-مرقت إلى السماء الثانية ، صاحت الحياة عُد إلي ّ ، قدم النداء حياته قرباناً إلى ورقة عمري فـ أعادني إلى ثاني درج الأرض
صرخ درويش : " على هذه الأرض ما يستحق الحياة .."
-3-طرقت باب السماء الثالثة ، حييت هناك قليلاً ، ثمّة قلب ينادي ، لمَ الصعود هناك .. اطرق بابي، انزويت ، و... نبتت ورقة وارفة على ثالث درج .
صرخ شكسبير : " قلب لا يبالي يعيش طويلاً.."
-4-ارتقيت إلى السماء الرابعة ، أظلمت عينيّ ، ضاق صدري ، شَعرت بـ أن شجر العُمر قد قارب سقوط ورقته الأخيرة ، تبسمت السماء ودفعت لي بـ ورقة جديدة .صرخ فاروق جويدة : " لماذا نُفكر دائمًا في نهايات الأشياء رغم أننا نعيش بدايتها .."
-5-هززت الجدار الفاصل بيني وبين السماء الخامسة بـ دعاء ، صرخ الجدار ، ظل يئن تحت وطأة إصراري ، نفذت من خلاله إلى درج الأرض الخامس فـ بكت الورقة .صرخ نزار قباني : " فكيف بلحظةِ ضعفٍ .، نريد اغتيالَ السماء؟.."
-6-بكت السماء السادسة ، وبكيت معها ، طال البكاء على الدرج السادس ، سِرت أتلمس ورقة تمنحني بعض حرية ، فـ وهبت دماً صار صرحاً لـ مجدي .صرخ مصطفى صادق الرافعي : " وتعلم الشعب من دفن شهدائه كيف يستنبت الدم فينبت به الحرية ، وكيف يزرع الدمع فيخرج منه العزم ، وكيف يستثمر الحزن فيثمر له المجد .."
-7-صرخت فـي ساحة السماء السابعة .. آه ، جذبتني إلى درج الأرض سابعاً ، وأخرجت من جوفها ورقة تتمضمض بـ الكلمات .صرخت غادة السمان : " لأن الكلمات الصادقة تنتحر قبل أن تتسول إقرار أي إنسان بتصديقها .. حتى إقرارك أنت.. بالذات أنت،
لذا معك كانت تتكدس في حلقي جثث الحروف المنتحرة دون أن أملك لعذابي شيئاً !
و... انتهت هبوطاً إلى الأرض
أتفحص فوضاي أشرف عزمي
اتفحص فوضاي
.
ثلاثة أيام متبقية وتتربع ربة الشتاء والمطر والبرودة الشديدة , إنها السيدة الباكية طوبة, ولكنها قبل أن تأتي كعادة الملوك في إرسال رسلهم , فأرسلت البرد , والمطر , والتحذير بأن نرتدي الملابس الثقيلة , ونغلق الأبواب والنوافذ , ونعتني بالأطفال خوفا عليهم من السعال, والبرودة,وبرغم كل ماتقدم لم يتوقف نشاط اتحاد الكتاب بالدقهلية من ممارسة نشاطه الأسبوعي , وعقد مناقشة أدبية للشاعر المتميز أشرف عزمي لديوانه ( أتفحص فوضاي ) والذي ناقشه الشاعر والناقد محمود الزيات وأدارت المناقشة الشاعرة فاطمة الزهراء فلا رئيس الفرع وجمع من الأدباء والشعراء منهم السعيد نجم , وفرج مجاهد , وعلي عوض , وعلي عبد العزيز وأحمد عيد , وجمال السمطي , وعب الرحيم عبد الهادي , وآخرون, في البداية قدمت الشاعرة فاطمة الزهراء الشاعر والمناقش ودعوة لندوة تحفل بالنقد والكلمات وتتمني أن يتتابع الكتاب في عرض إبداعاتهم داخل الاتحاد , ثم بدأت الندوة بالناقد محمود الزيات الذي وصف الديوان قائلا:الديوان بعيد عن المفردات الخشنة والغارقة في الهمس , هو أيضا متحرر من الوزن والقافية لا علي مستوي بيت الشعر , ولا مستوي التفعيلة , لذلك فهو يكتب كتابة نثرية خالصة , كما أنه تعامل في الديوان علي أنه قصيدة واحدة , لذلك كان لابد أن يضع عنوانا واحدا , وقد كنت أبتسم أحيانا لبعض عناوين الشاعر الذي أدخلته في أزمة حقيقية , وأنا كان في تصوري أن يفتح لي الشاعر طاقة صوفية تراثية تعتمد علي الدلالات اللغوية ومما أخذ علي الديوان الجمل القصيرة التي يقطعها حتي وإن طالت , لكن الشاعر في النهاية يحرص كل الحرص علي شاعريته مؤكدا أنه شاعر عامية جيد وأنه لا زال في أول تجربة فصحي له ,كما تداخل معه الشاعر والناقد أحمد عيد الذي قال أن الديوان سردية نثرية لكنه يحفل بالمفردات الجميلة حين يقول الحب فلسفة لا يدركها قليلون , وفي النهاية نصحه الحاضرون أن قصيدة العامية أنسب له وأنه حقق فيها التوازن المطلوب وطالبوه بقراءة بعض نصوص الديوان مثل شراسة قمر وأتفحص فوضاي وهي القصيدة الرئيسة للديوان
نظم إتحاد الكتاب فرع الدقهلية محاضرة أدبية لمناقشة ديوان "الكل خايف من المرايا"، للشاعر وحيد راغب.
حضر المناقشة مجموعة من شعراء الدقهلية الشباب وأعضاء إتحاد الكتاب، وناقش في المحاضرة الأستاذ فتحي البريش شاعر وعضو إتحاد الكتاب، ود. إبراهيم حمزة دكتور النقد وعضو إتحاد الكتاب، وادار المحاضرة مصطفي حمادي عضو إتحاد الكتاب وشاعر بقصر ثقافة المنصورة.
تناولت المناقشة أهم ما جاء بالديوان عن أحداث الثورة، وإنتقدت بناء القصائد في الديوان، وأسلوب عرضه، والفاظ النص نقدا وبناءا.
ورد صناعي سمير الفيل
راح يمسح المكان بعينيه المجهدتين. رأسه المصبوغ بالفضة تعطى معنى لانحناء ظهره الذى لا يكاد يرى ، لكنه يستشعره. المكان مزدحم بالزبائن عدا منضدة واحدة وجدها فى أحد الأركان. اتجه إليها ، سحب كرسيا و جلس فى هدوء . الجوع عضه بعد تجوال بلا هدف فى أنحاء المدينة التى دفعه مطرها للدخول إلى " كافيتريا الديك الذهبي " . نظر حوله فإذا بالكل شباب : فتيات رشيقات و شبان يشمرون سواعدهم عن أذرع مفتولة.
كان خلال تجواله يجرجر قدميه . كانتا مثقلتان بستين عاما مجدبة. راح ينقر بأصبعه على خشب المنضدة المستديرة ، ثم مد يده إلى المزهرية ، سحب الوردة فإذا بها من البلاستيك . آلمه أن يكون المكان بمثل هذه الأناقة ، و لا يجد أصحابه ما يضعونه غير وردة خرساء لا تنطق بجمال ما.
صفق بيديه، فابتلع ضجيج الشباب ، و ضحكاتهم الصوت المتخافت. رأته الفتاة التى تقوم بالخدمة، فتقدمت نحوه فى أدب جم . سألته عيناها : تأمر حضرتك.
تشبه ابنته نجوى التى سافرت منذ خمسة أعوام إلى كندا مع زوجها الذى لم يجد عملا فى القاهرة . اكتشف شروده ، سألها بمودة : ألا توجد لديكم ورود طبيعية ؟
- أفندم ؟
- وردة واحدة فقط من القرنفل أو الجورى أو عصفور الجنة؟
- لا أحد يلتفت لهذه الأمور .
- لكنها تهمنى .
- فى المرة القادمة ، سنوصى لك بوردة .
عاتبها بنبرة صوته : أتسخرين منى؟
- أبدا. أنت فى مقام والدى.
- ما اسمك؟
- نشوى.
ضحك وهو يراها أصغر من ابنته بحوالى عامين أو ثلاثة.
- ماذا لو جاءك عريس و طلب منك السفر معه إلى كندا؟
- لا أقبل
- غريبة . لماذا؟
- الموضوع معقد نوعا ما. لكن أبى ينتظر عودتى كل مساء.
- أرجوك ، إجلسى.
- لا ينفع . الشغل شغل.
- إذن أطلبى فنجانين من القهوة ، و تعالى نتكلم.
- هذا ممنوع.
- أنت ترين أن سنى لا يسمح لى بمغازلتك. أريد أن أستفهم منك لماذا ترفضين السفر؟
- دقيقة واحدة.
غابت قليلا واندفع هو فى هواجسه. هل يا ترى ظننته يشاغلها رغم فارق السن بينهما. ستذهب دون عودة.
قبل أن تقلقه الظنون، أتت بالصينية ،و عليها فنجانان من القهوة. ضحكت ، وهى تخفف عنه متاعبه : حذر فزر . أين فنجانك؟
كانا متماثلان. أشار إلى القريب منه فاتسعت ضحكتها : خدعتك. فنجانك ناحيتى .
لأول مرة منذ أسابيع يجد نفسه فى وضع بهجة : أنت شقية. كم سنك ؟
- خمسة و عشرون.
- صدق تخمينى. ابنتى نجوى تكبرك بثلاثة أعوام.
- لماذا لم تحضرها معك؟
- سافرت مع زوجها ولم تستمع لرأيى. راحت إلى مونتريال.
- لعلها تريد أن تبدأ حياتها من الصفر. هل زوجتك معك؟
- ماتت منذ سبع سنوات.
- آسفة. و الصبيان؟
- لم أنجب غير نجوى.
- ربنا يخليها لك.
نظرت الى ساعتها، واكتشف أنه قد أبقاها لفترة أطول مما طلب منها . مد يده بجنيهين ثمن القهوة ثم كوم عشرة جنيهات و دسها فى يدها.
انكمشت متراجعة ، بدا صوتها منزعجا رغم مرحها البادى : لا..لا أقبل.
تندت عيناها بدموع أزعجته.
رد : لم أقصد.
همست : لكنك جرحتني..
قاطعها محاولا تغيير مسار الحديث: كنت طلبتك احتجاجا على تلك الوردة الميتة!
هزت رأسها فاهمة : الكل هنا لا يهتم بالمسألة أصلا.
حاول أن يجد الكلمات المناسبة : مع الورد الطبيعى الربانى أحس براحة عميقة.
دلته عيناها على الجواب المقلق: أفهمك تماما..
كان قد انتهى من شرب قهوته فمدت يدها ورفعت فنجانها و رشفته برفق : تصور أول مرة اشرب قهوة.
- جيلكم يفضل الكوكا كولا؟!
- أكيد.
- لا أريد أن أعطلك.
- وجودك محل سرور لى.
هم بالانصراف، لكنها استبقته ، رتبت على كتفه امتنانا : أرجوك انتظر لحظة . غابت لنصف دقيقة ، ثم عادت إليه فى جلسته. شالت الوردة الشاحبة ووضعت مكانها وردة جورى لها بتلات بيضاء رقيقة . انحنى يتشممها فى سعادة، أما هى فقد شملتها بهجة لا حدود لها، و هى تمضى إلى عملها.
باتع يقرأ أحيانا لا أكون ميتا
قدم الأديب "ايمن باتع فهمي" قراءة نقديه موجزة في مجموعة "احيانا لا اكون ميتا" للروائي الشاب "اشرف حسن عبدالرحمن" وللوقوف امام الباب "خواطر" حول المكونات الابداعيه قال "باتع"هذه المجموعة القصصيه...احيانا لااكون ميتا.. تثبت ان "اشرف حسن عبدالرحمن" ينتمي الي القبيله التي يحب العبدلله ان يسميها قبيلة الحكائين العظام....هؤلاء القادرون علي صناعة الامتاع من خلال المزواجه بين ماهو وجداني وماهو فكري محض...بين ماهو متخيل
وماحدث بالفعل وعجن ذلك كله بماء الحكايه...انظر علي سبيل المثال الجانب الاخر من النهر...خطوات ثقيله...هؤلاء الناس ...حب...وحكايات للبحر...............
ولاغرو فهو قاص مثقف علي درجه عاليه من الاتقان لفن القصه فضلا عن مقدرته علي استيعاب نماذجها المتميزه عند كتابها المؤصلين الاوائل...ومع ذلك عندما تقرأ اي قصه من هذه القصص لاتشعر ان القاص ينسج علي منوال فلان اوعلان...وانما تشعر انك امام عالم خاص بصاحبه حتي لوشاركه فيه الاخرون..وخذ عندك قصص ثلاثون مترا....اختصار....ثمرة برتقال صغيره....العتمه....كل هذا البرد....اسباب للصداع...... رايت ولم اسمع.....واحيانا لا اكون ميتا التي حملت المجموعه عنوانها....ولعل السبب في ذلك هو اعتماده علي التجربه وكتابتها بحب وبغيظ ايضا...واذا اجتمع الضدان فان هذا بلاشك يكشف الصوره ويجعلنا في حالة تأهب واستعداد للمناقشه...
وواصل "باتع" قائلا:في تصوري الشخصي لايوجد فن مالم ينتج عن غضب جاثم علي الصدر...يخرج في شكل صيحه استنكاريه تعيد صياغة العالم من جديد او تكتفي احيانا بالرفض المدهش الذي يثير فينا التساؤلات ويبعث الروح قوية تدب في عروقنا...وتبشر بثورة دائمه علي الاوضاع المتردية للفرد داخل المجتمع.....فأشرف يستفيد من مخزونه الثقافي وتجاربه التي يحولها باقتدار الي قصص لها طابع انساني يدخل الي القلب والعقل معا....الذهنيه في هذا العالم تتخفي خلف هذا الفيض من التجارب الانسانيه.....لغته الساخره تتوافق مع مضامين القصص وعندما اقول مضامين لا اقصد الموضوعات وانما زاوية الرؤيه...التشبيهات والعبارات القصيره اقرب الي النفثات الشعريه....با ختصار شديد هو كاتب واقعي الهدف شاعري الاسلوب والعبدلله بهذه الكلمات لم يوف المجموعه حقها...ولكنها انطباعات جاءت عفو الخاطر.
..طعم التوت ..!!حرية سليمان
ـ لم تتغير عبده ، أعرف ، ولن تتغير .. اغتسل وصلي
تقولها وتزفر ..
توقفت أمي عن معاملتي كصبي ، كانت تدرك أننى غادرت الطفولة لاعنا نحولي فرحاً ببعض شعيرات خشنة متفرقة بذقني وفوق شفتي ، كانت تخشى عزلتي و تدفعنى لقراءة القرآن وتحثني على المواظبة على الصلاة بزاوية الشيخ المنجي والكف عن الحملقة بالفتيات الرائحات والغاديات أمام الدار .
لم تكن لهن روح رقية ، ولم تكن أي منهن كرقية ، ولا زالت أمي تردد جملتها وتغضب حين يأتينها شاكيات ..
أسبوع من المعاملة السيئة وتجنب الحديث بعد أن ضبطتني أختلس النظر لها عندما كانت تركض بصحن دارنا وكنا صغارا يسحرنا الحصاد وطقطقة القش بالتنور ومناغاة اليمام ، أمسكت بطرف جلبابها وحجلت فظهرت ساقاها بيضاوان كالشمع ، إرتج برعماها ، كنت مبتسما بالباب حين لمحتني فتوقفت عن اللعب وتركت جلبابها متذمرة واختفت .
كانت تكبرني بعام و كنا نلعب معا ، تجري البنات والاحقهن ويتمرد صدري فأسعل بنوبة ربو قصيرة فيأتين مهرولات .. كنت ألمح الجزع بعينيها فأبتهج وأتمارض لتطول النوبة حتى أننى سمعت دقات قلبها الفزع ، مؤخرا أصبحت تفضل الاحاديث الجانبية بحجرة هند وفاطمة ، أحاديث أقرب للهمس لا يصلني مداها ، فاجأتهن مرة ودخلت عليهن بئر أسرارهن لأميط اللثام عن شغفي لأجدها متربعة كالبدر بفراش فاطمة ، لم تكد تمر رأسي حتى صرخن وهاجمنني كخلية نحل ودفعنني للخارج ، وجودها كان يبعث نشوة تشبه قطف التوت الناضج من شجر الفاجومي، سألت أمي عن سر احتجابها فوجمت وباغتتني بنظرة غاضبة وقالت :
ــ ما الذى يهمك من كونها تتجنبك ، للبنات سترلا تخدشه بفضولك .
كان ارتطامي بهما غير متعمد أو هكذا ادعيت ، كانا صلبين نافرين كتلةٍ صغيرةٍ ببطن جبل ، سرت بى لفحة ساخنة واندفع للساني طعم التوت الحلو ، تعرقت وارتبكت وانسحبت باكية ولم تلتفت لندائهن ، توقعتها تخبر أمها وبدورها تخبر أمي فلا تقوم لي قائمة ، لم يكن ليهنأن بخلوة إلا بعد أن يأتين ببعض ثمار الفاجومي ، كان بامكاني فعل ذلك ولم يكن ليمنعنى الفاجومى نفسه ، لا لقوة وتبجح وانما كنوع من الرأفة بصبي سيرهقه تسلقها بعد قذفها العبثي بالحجارة .. كنت أرسلهن فيعدن بصحن كبير ممتليء ولذيذ .. فيهنأن بالخلوة وأهنأ بالخيال بينما تهرس أسناني التوت .. كبرت رقية ونضجت تفاحتاها وصارت أهدأ حركة وأجمل صورة .. رقية أصبحت شجرة توت ..
تمر الليالي وتركض الأصبحة
أسأل ضابط الحدود عن أرضنا التى نحرس رملها ولا تنبت توتا فيجيب لمن هذه الأرض يا عبد المؤمن
قلت : لنا
قال : ولأنها لنا فهي تنبت أكثر من التوت
ثمار الفاجومي كانت لنا برغم توسطها بقعة شرقية على البحر الصغير تبعد عن بيتنا مئة متر .. والأرض لنا لأنها تنبتنا كما تنبت الأشجار
جاء صوته يصرخ
ــ أمك تناديك يا عبد المؤمن
لم نتبين غير ارتعاش القمر .. وصوت عبورهم .. يخفينا التل ، يقترب الطابور الأسود ، الأرض لنا ، الفرن ، خبز الرحمات ، دخان التنور ، الشجر ، التوت ، اليمام ، الساقية ، الطريق ، الرمال ، القمر ، الشجر ، التوت ، التوت ، التوت ولا شيء لهم
جبينه الأسمر يلمع ، يركض خارج الساتر .. يتوسط التبة
ـــ ماذا يفعل .!!
ــ يخرجهم
ــ وحده .؟!
ــ كلنا نفعل
ــ أمك تناديك يا عبد المؤمن ، أمك تناديك
فقد الظابط ساقيه فمنحوه وساما ونجمة ، مات مرعي وجبريل وسليمان ، لم يعد الحسيني ونجم وغالي .. علقوا مكانهم النجوم والنياشين والأوسمة على الجدران .. تزوجت رقية ولم أذق توتها ولم يكن لي غيرنجمة ووسام .. لكن القرية حكت عنا ..
فاتن شوقي.. الفيض يرمي لها سيول الكلمات..رؤية بقلم الشاعرة فاطمة الزهراء فلا
يا وحي الشعر اسعفني
وانصفني واعصفني
وصب عليا من فيضك
سيول القول
بالتأكيد عرفناها مع مطلع الفيض الذي انهمر عليها بلا توقف ليرتجف الإلهام ليعلن أننا أمام شاعرة لها وزن وثقل في الساحة الأدبية , كذلك فهمها لطبيعة التلاقي بين المعنى والبحر المعبر عنه ,وأدوات الشاعرة في تضفير المستويين اللغويين : العامية بالفصحى.. أمامي ديوانها الجميل "الفيض يرمي لنا التسابيح" والعنوان كما نرى فيه شدة الكرم من خلال الفيض والرمي والتسابيح.
في هذا الديوان الذي يتضح من قراءته المتأنية أنها لم تتعجل الصدور، وأنها تأنت لتجمع أحرف الكلمات وتأنقها وتهدهدها لنجد هذه الكلمات نفسها التي ثارت عليها معلنة الغضب كما في ثورة يناير والتي انفعلت بها فاتن وقامت بإهداء الديوان إلى ميدان التحرير فكان تلاحما عبقريا بين الديوان والإهداء.
أعود لفعل الأمر في قصيدة الثورة والتي بدأت بها كتابتي عن الشاعرة. وهي تطلب من وحي الشعر وإلهامه أن :
1- يسعفها.
2- ينصفها ثم يعصف بها.
3- ويصب عليها سيول القول.
إلى أن تكون النتيجة أن تجرحها سهام هذه المحصلة المفرحة.
فمعنى الإسعاف – الإغاثة والانقاذ والسرعة.
ومعنى كلمة الإنصاف – إزالة الظلم وفيها العدل والإنصاف
ومعنى كلمة عصف – العصف: العصافة وفي التنزيل العزيز: الرحمن آية 12 (والحب ذو العصف والريحان) ، وفيه : الفيل آية 5 (فجعلهم كعصف مأكول) والعصوف من الريح، وعصف الزرع: جزه قبل أن يدرك.
إذن هي تطلب أشياء تواكب فعل الثورة لتجعل منها سيلاً، بعد العواصف الهوجاء من الكلام. لتنجرح بسهام الفرحة وتطوح بها وكأنها سكرة من الانتصار فلا تشعر لأنها استشهدت في عبقرية المكان الذي افتعل وتفاعل كما العجين خمر وتخمر فيه وجع المصريين عند باب القهر.
ويصفها الدكتور أمجد ريان بأنها تهتم وتصغي للجانب التاريخي، كقولها مثلا (يكون بينا قابيل وهابيل) ، (تهز عروش لأقوام عاد).
وفاتن شوقي لها قدرات موسيقية ونحن أمام قصيدة طويلة النفس، وقد يشكل ذلك مبالغة لكننا أمام كنز حقيقي من الإبداع، وما أجمل أن ترص الشاعرة هذا الرصد المثير والجميل للعلاقة بين الناس والنيل وها هي التركيبة النيلية الأصلية تتجلى عبر لآلئ الصور المدهشة والتي تدهشنا بها الشاعرة وتؤكد قدراتها الفنية ببراعة.
بريق الحق.. يشق سواد الزيف
يدن في ودان الصمت يصيح
أو
يتوضي البرعم من نيلي: صورة مذهلة، فالبرعم هو النبت، الطفل، الفكر الجديد، ينمو على النيل ويشرب منه لكنه يتوضأ وهو صورة توحي بالقوة وإن كانت فاتن بهذه الشاعرية فدعونا نتعرف عليها عن قرب فنري أنها نشطة متحركة تحصد الجوائز على مستوى الوطن العربي فقد نالت جائزة الدكتورة سعاد الصباح من خلال دراسة بعنوان "أشهر شعراء العربية" كان هدفها التوقف بالتحليل أمام ظاهرة كبري مثل الشعر العربي في عصره الحديث , ثم المشكلة الخطيرة والتي عنت بها معيار الشهرة وهل يصلح معياراً للجودة ؟,وقد نالت الدراسة إعجابا عربيا , وقد أقرت لجنة التحكيم بأنها الأكثر دقة وموضوعية واستيعابا لهذه الحركة على مدى خمسين عاماً.
وفي جملة أعجبتني فيها وقد أجابت عن سؤال يتردد في داخل كل منا في هذه الأيام.. هل النقد غائب عن الساحة الثقافية ؟..تقول فاتن الناقد الحق هو من يمتلك ضميرا حيا أولا ثم فنيا ينطلق منه، وهذا أراه غير متوفر حاليا لأنه يدخل دائرة المجاملات والشليية.
وهذا حقيقي بعدما غابت ضمائر النقاد أمام أشياء عدة يضعف أمامها الناقد فيبدأ في سرد مزايا من ينقده وكأنه فارس زمانه وقد غاب عنه شيء هام بل غاية في الأهمية أن المبدع إن كان مبدعاً سيظل يمتلأ بالأنا وبالأخطاء.
أعود لفاتن وعوالمها الصوفية الممتدة من الجذور من نبع ماء النيل وأصالة المصري الذي يرمي بنظراته الموحية بالتعب على وجه مصر كلها إلى الاغتراب النفسي والهجرة الروحية ليصل بنا إلى الشاطئ وأن التاريخ يبقى أثرا في بعض الأحيان، وضعيفا في البعض الآخر، فإن سرت في النفس ذكريات مثل المقاومة والثورة والجهاد، فإنها تعد مدادا لما يكتبه الكاتب دائماً.
حاولت شاعرتنا أن تمزج العامية بالفصحى، ولغتها العامية تعلو على لغتها العامية الدارجة حتى حينما تكتب للأطفال. إذن حينما يمتلك البدع أدواته الإبداعية فإنه يتحرك في حيز كبير من الفراغ بل يصبح مثل الفراشة تحلق وترتفع بجناحيها لتحاور السحر الكامن في خيالاتها البعيدة.
وفاتن أعرفها حالمة، ثائرة، متأججة، لها عوالمها الخاصة بها تنظر إليك، لكنها تنظر في الفراغ البعيد في صوفية خالصة وهذه أجمل وأرق ما فيها أن تنسلخ عن عوالم البشر، هي أم لذلك اكتسبت كتاباتها الأخيرة نوعاً من الحنان الغريب، والخوف الكامن في الأعماق على الأبناء وكأنها ورثته عن الأم الكبيرة مصر وفاتن تلقي قصيدتها دون أي حساب للقواعد الثابتة والقيود الجامدة ففي قصيدتها تنتقل من العامية للفصحى وتحاول أن تحفر لها دربا من دروب الشعر أكثر خصوبة فهي لا تعيش محصورة بين جدران الذات، بل تسعى لعوالم أكثر انفتاحاً.*****************************************************************
ميمي قدري
تقاطرت فواصل الروح وسكنات الألم..
عناق ثم صَّمْت وراء هِجرانْ
على شهقاتِ توارت وراء الغيم
ساجدة في ورعِ لجبال الشوق
مهدتُ كل الطرق …
العارفة بنبضي… وافترشتُ رداء أمي
لإقامة صلاتي بين شفاه التمني
وليس من قربانِ سوى.. روحي
وأزيدُ في تسابيحي بين يد الله
أن يهطل مع ضجيج صمتي رذاذ الإمنيات
على كفِ طفلِ يعبث بلهفة الإنتظار
آلمني سيفك الذي هوى على أزهارِ نمت بين أوجاعي..
بدون بسم الله…..وبالله
أحتضرتُ …. حد الرقص…
أهتز أنين الوتر …
وتبارى دمع قيثار حلمي باكياً
يَعزف سيمفونية اللقاء …
وكان البعيد … والبعيد الأقرب
السائر مُترنحا بين عناقيد الثلج وألسنة النار
خطت نحوي أيامي …
تسألني عن سرِ تجذره في خزائن شمس الذكرى
وعن معنى الصلب على جدارِ أحزاني
قلتُ:
حاصرتني نوافذ الغياب..
أندلع الحنين يصبُ النار كؤوساً…
في خصرِ ليلِ أغرقني بحره الطويل
شابت جبال أنفاسي المسافرة عبر حواجز المسافات
تستمد من أنفاسه الساكنة صدره قطرة حياة
ياحائك الأماني وصائد أيائل الدموع
يانهراً ترتجف له ضفاف قلبي
ياروحاً سكنتها … وسكنتني !!…تنهال منها اشراقة فجر
على شرفات الغياب..
اعبرني … انفخ في حناياي عطراً من ربيع أشواقك
يا أنت َ روحي …
من أجلك أُرتلُ وأُرتلُ
على صدرك آيات الوجد
لترحل هضاب الهجر …. بعيدا .. عن قدري .. بعيدا عن قدرك!
عناق ثم صَّمْت وراء هِجرانْ
على شهقاتِ توارت وراء الغيم
ساجدة في ورعِ لجبال الشوق
مهدتُ كل الطرق …
العارفة بنبضي… وافترشتُ رداء أمي
لإقامة صلاتي بين شفاه التمني
وليس من قربانِ سوى.. روحي
وأزيدُ في تسابيحي بين يد الله
أن يهطل مع ضجيج صمتي رذاذ الإمنيات
على كفِ طفلِ يعبث بلهفة الإنتظار
آلمني سيفك الذي هوى على أزهارِ نمت بين أوجاعي..
بدون بسم الله…..وبالله
أحتضرتُ …. حد الرقص…
أهتز أنين الوتر …
وتبارى دمع قيثار حلمي باكياً
يَعزف سيمفونية اللقاء …
وكان البعيد … والبعيد الأقرب
السائر مُترنحا بين عناقيد الثلج وألسنة النار
خطت نحوي أيامي …
تسألني عن سرِ تجذره في خزائن شمس الذكرى
وعن معنى الصلب على جدارِ أحزاني
قلتُ:
حاصرتني نوافذ الغياب..
أندلع الحنين يصبُ النار كؤوساً…
في خصرِ ليلِ أغرقني بحره الطويل
شابت جبال أنفاسي المسافرة عبر حواجز المسافات
تستمد من أنفاسه الساكنة صدره قطرة حياة
ياحائك الأماني وصائد أيائل الدموع
يانهراً ترتجف له ضفاف قلبي
ياروحاً سكنتها … وسكنتني !!…تنهال منها اشراقة فجر
على شرفات الغياب..
اعبرني … انفخ في حناياي عطراً من ربيع أشواقك
يا أنت َ روحي …
من أجلك أُرتلُ وأُرتلُ
على صدرك آيات الوجد
لترحل هضاب الهجر …. بعيدا .. عن قدري .. بعيدا عن قدرك!
قصة قصيرة .... حين أدركت شمس الروح قمرها
قصة قصيرة ...
_1_
على مهل خطت خطوات ثلاث . جلست . أمسكت بورقة وقلم . ألقت حقيبتها الملونة بألوان الطيف على المقعد المجاور ، هي القادمة للتو واللحظة من إحدى قرى الدلتا ... راحت ترمي بأشعة شمسها النيلية ، لتسقط معانقة تلك الفضة المزرقة التي تشعها الهالة القمرية للمحاضر الواقف بمنتصف الدائرة .
بدا أمام عينيها ممسكا بيسراه " المايك " ، وبيمناه يشير إلى التصميم على الـ " داتا شو " ، ومستفيضا كان في حديثه عن .. " التحرك الجماهيري ، فن قيادة المستقبل " و .... و ....
فجأة.!! شعر بدفء يتسلل إلى صقيع أنامله .. تتبع شعاع الدفء النيلي وقع بصره عليها ... رآها... تراه .!!
فجأة .!! شعرت بطراوة جديدة تتسلل إلى سخونة أناملها .. تتبعت شعاع الرذاذ الفضي .. وقع بصرها عليه .. رأته ... يراها .!!
وبقلبها المفعم بالتشوف كانت الجالسة تصغي لنبرات صوته التي ما زالت تسكن طوايا نفسها ، وتتحرك بداخلها كما يتحرك الضوء وظله
مرت دقائق معدودة ...
الحديث المتصل ما زال يتنقل بين أفواه الجالسين .. مرة يتحدثون عن التنمية بالإيمان ، وتارة يتحدثون عن المصالحة الوطنية ، والخطط المستقبلية ، بينما الجالسة مع أنفاسها الهشة ما زالت تضطرب لتجعل الغمام الذي كان يلفها لسنوات ماضية يتحلل شيئا فشيئا، تاركا مكانه لسكنات النفس التي تموج مع عاطفتها باسترسال طبيعي كشلال ماء ينحدر ُمقبــًّـلا أرضها العطشى .
هل آلت المسافات والبلاد البعيدة التي كانت تحجب شمس الروح عن قمرها إلى أمتار قليلة ؟!! .... سؤال ظل يحلق ما بين روحيهمَّا الهائمتين في سماء القاعة الزرقاء والمزدانة بصمت وقور .
بدأت هي تدحرج نظراتها بحثا عنه كلما جال في أرجاء المكان ، كأن ينبوعا محبوبا انطلق وفاض ، سرت روحها وروحه بانتشار علوي .. تداخلت المسارات الدائرية الدافئة في المسارات الدائرية المنداة ، ثم سلكت الدوائر جميعها سبلا لا نهائية تتفتح كزهرة لوتس موفورة الأكمام !
لحظة .. أشبه بلحظة عاشها هو من قبل ، لا يتذكر على وجه التحديد متى وأين ؟ بينما هي تتذكر حين كانت تصغي بشغف لهمسات حُلمه ، وهو يتوسط الميدان المكتظ بالثائرين ، الحالمين .. والحاملين على الأكتاف وفوق الأعناق تلك الأحلام !! ، غير أن بعد المسافة حينها جعلها تطلق النفس من عقالها بحثا عن خشخشة لأشجار الروح التي اّثاقلت كالأدغال فوق صدرها قبل أن يأفل قمرها الوضاء .
مرت دقائق تالية لاجتماع الهيئة العليا للائتلاف الثوري . جاء وقت الاستراحة أو " البريك " كما أعلن عن موعده المنسق العام للجان .
انطلقوا جميعهم لتناول أكواب من الشاي الأخضر والأصفر والأحمر مع قطع الخبز والحلوى المغلفة بالأوراق الشفافة التي تعكس أشعة المصابيح والثريات المدلاة من سقف القاعة ، فتوقظ الخلايا النائمة في عيون الحاضرين كان هو قد أنهي كلامه في الحاضرين بقلب أخصب عاطفةً ، وبصوت أكثر حماس ، وأقرب للمنال من كل الأفكار التي تدار في الرءوس . تجمعوا حوله في دائرة كبيرة من الحب والامتنان .. ما بين مداعب ومتسائل .. وسرعان ما تشكل من الدائرة الكبرى دوائر عديدة متباينة الحجم .. كان أصغرها تلك الدائرة التي شملته هو وهي بعد أن أخذ خطوات ليدنو منها :
- تذكرتك .. أنت الأستاذة .."" ...... "" .
- لا بل .. أنا " ............."
انحسر ما تبقى من ضباب القلب ، تاركا في حقل النفس قطرات من ندى اللقاء ، هنالك بدء الإعلاميون في التقاط الصور الطبوغرافية .
_2_
رسمت الإضاءات المنبعثة من المصابيح والثريات دائرتين على سطح الصورة الملتقطة لأصغر دائرة مشكلة ... وتعاونت قوى الطبيعة ومشاعر الكون كله لتضفي على الدائرتين أوصافا جديدة للشمس والقمر من روحيهما ، ولتبدو الصورة وكأنها بساط يضم شمسا ذات أشعة حانية تعلو رأسها المغطى بخمار أبيض يذوب في أشعتها النيلية ، وقمرا صافي الحواف يعلو رأسه هو ، ... الواقف بهالته الفضية .
حنان فتحي
شعر : د. عيد صالح
-1-
أنت لا تفعل شيئا
مجردا من ثيابك
فى الميدان
تمد لسانك وحواشيك
تدهسك عربات السكارى
والمتأففين
فى غيبة الملائكة
وحنوط الاغتسال
مجرد حكاية مملة
فى فضاء دءوب
وبث فصامى
وذهانات تقبع
فوق جثث المشاهدين
تجز التواريخ والأسماء
وتعلق إعلان الجوائز
فى سباق الفقمات والضفادع
حيث يتربع القصف
وتتأوه الشمطاء
وهى تكشف عن أنياب أفعى
ومخالب شيطا ن
- 2-
محض صدفة
ألقت بك
بقارعة القصيدة
رصيف أحادى
" وأحاديث جانبية "
شذى الوحدة
وسنام العتمة الفارهة
بيت شعر غـفا
بين فخذى معلقة عاهرة
تجز شفاه الفحيح
وتنز شهوة النقاط والحروف
بعلامات استفهام
لا محل لها من الإعراب
- فقط -
كلمات عن ضحالة الغيم والكوابيس
واجترار الفراغ
والأسطر الخالية
ثرثرة بليد
وسرد كظيم
- 3 -
إنه ولع المواء
فى حضور مؤدلج
بالياقات والسعال
فى احتراق الفصول الأربعة
فى هشاشة الحروف المتناثرة
فى عقيرة كجوف مقبرة
وأصابع تقبض الأوراق
كبرص ميت
وذبابة نافقة ردت إلى الحياة
تقرأ الجسد المحطم
بالغزاة والسائحين
ومصاصى الدماء
.................
دوت الطلقات
فانكفأت القدور على النيران
وتدافع النظارة
والسابلة والممثلون
والمصورون
لباب الطوارىء الصدىء
لترتفع رائحة الشواء
من فتوق الكارثة
ويكبر هرم الجماجم والأضرحة
- 4 -
إنها حلبة المشوهين
ومن لفظتهم طواحين الهواء
مجرد يافطة
وأبواب مغلقة
وأسماء لموتى و محنطين
أبناء آوى ،
والببغاء
ومهرج السيرك
والحارس الفظ
والجوقة والممثلين
وكل من ألقته الصدفة
والمرضى النفسيين
من يسبق من
فى محفل الماسون ... !!
من ديوان "سرطان أليف
الحماقى المنشاوى فى عرس الببغاء
فرج مجاهد عبد الوهاب
الحماقى أحمد المنشاوى إسماعيل الشهير باسم (الحماقى المنشاوى)المولود فى قرية برق العز فى 3 فبراير 1944، كتب القصة القصيرةوحاز عنها جوائز وشهادات تقدير متعددة،نشرت أول قصة له فى بداية الستينيات بعنوان(صحوة السنين)...هو اذا من جيل الستينيات.
كتب-ايضا- النقد حيث صدر له (النغم العذب) وهو دراسة عن الشاعر الراحل محمد عبدالعزيز ملحة. ومقالات اخرى فى نقد القصة والرواية فى دوريات مختلفة لم تجمع فى كتاب.
من الدوريات التى نشر بها: الكاتب, والثقافة, والهلال, والجمهورية, والأخبار, والكواكب, والقصة, والزهور, والمساء, والثقافة الأسبوعية, والعمال, ومصر, والمنصورة, والشباب العربى, والسياسى المصرى, والمسائية, والفجر, وغيرها.
ترأس تحرير مجلة (المنصورة) ومجلة (عروس النيل) وهى تعد أول مجلة ثقافية تصدر خارج القاهرة فى أواخر السبعينيات.
كما ترأس تحرير مجلة (المظلة) وهى مجلة متخصصة كانت تصدر عن هيئة التأمينات الاجتماعية.
عمل أيضا فى مجلة (مصر) التى رأس تحريرها الناقد الكبير الراحل علاء الدين وحيد حيث كان مديرا التحرير المجلة.
تحولت بعض اعماله الى تمثيليات اذاعية.
ناقش أعماله العديد من النقاد نذكر منهم- على سبيل المثال لا الحصر- الأساتذة والنقاد: علاء الدين وحيد, د.على أبو زيد, د.شاكر عبدالحميد, د.محمد جاد البنا, محمد جبريل, شوقى بدر يوسف, نشوة أحمد, د.محمد عبدالحليم غنيم, وصبرى قنديل، وأمين مرسى، وأحمد عبد الرازق أبو العلا،وكاتب هذه السطور ...
عمله: عمل محاميا بالهيئة القومية للتأمين الإجتماعى ثم مدير الإدارة القانونية حتى أحيل للتقاعد عام 2004.
شارك فى تأسيس إتحاد كتاب مصر, وتم إنتخابه كعضو بمجلس إدارة اتحاد كتاب مصر(فرع الدقهلية) لأكثر من دورة وكان امينا للصندوق بالفرع .
يكتب المقالة بشكل مستمر ومتواصل من عام 1965 ،
أختير ممثلا لأدباء الدقهلية فى المؤتمرين الأول والثانى لأدباء مصر فى المنيا والإسماعيلية.
غير متلهف على النشر حيث نجد مثلا قصته (المحط الأخير) كتبت سنة 1960 ونشرت سنة 1979 لأول مرة ثم أعيد نشرها فى مجموعة (عروس الببغاء) عام 2006. وقصته (عرس البغبغاء) نفسها كتبت فى 1976 ونشرت فى مجلة الثقافة الشهرية.
صدر له مؤخرا مجموعة قصصية بعنوان (فرسان الظهيرة)، ومجموعة أخرى بعنوان(عفريت على المعاش) .
له تحت الطبع والإعداد للنشررواية بعنوان (أعواد الكبريت فى كعكة الأرز), بالإضافة إلى مجموعة قصصية بعنوان (ولا عزاء لى) ورواية (باب الغدر) . والعديد من المقالات الدينية ينوى اصدارها فى كتاب مستقبلا.
وربما تكون مفاجأة للبعض ان نعرف بأنه شاعر أيضا ولديه تقريبا ستة دواوين من الشعر النثرى!
وربما تكون مفاجأة للبعض ان نعرف بأنه شاعر أيضا ولديه تقريبا ستة دواوين من الشعر النثرى!
أخيرا:
بقى أن نعرف أنه شارك فى حرب الإستنزاف فقد دخل الجيش فى 11/12/1967, إذا هو من أبطال حرب الإستنزاف وحرب أكتوبر.
عرس الببغاء:
مجموعة (عرس الببغاء) للحماقى المنشاوى تأتى للتأكيد على ان كاتبها حريص على التجديد والتجريب فى آن واحد, فالقصص- كالفن عامة - ينتج نسخة مؤثرة شبيهه بتجربة الحياة, وليس صورة من الحياة. وهو هنا يحاول تقديم نمط مبتكر يستثير مشاعر القارئ المتفاعل مع نصه الأدبى من حيث الشكل واللغة وطريقة عرض الحدث....
تقع المجموعة فى 128 صفحة تشغلها 17 قصة متفاوتة الطول بعضها يقع فى عشر صفحات وبعضها يقع فى صفحة واحدة تقريبا وهى منشورة ضمن سلسلة (كتاب الإتحاد) التى يصدرها إتحاد كتاب مصر بالإشتراك مع الهيئة المصرية العامة للكتاب, ويتصدرها الإهداء لا يخلو من دلالة يقول: ( إليها .. حيث كانت .. فربما يتجدد أملى فى أن ترضى...)
فى قصة (نقطة فوق حرف زائد) نقرأ: ( رأيتها بين أحضانى.. كان تقرير الطبيب الشرعى.. هبوط حاد ومفاجئ بالقلب.. ماتت ودفن قبل دفنها سر خيانتى لها..)
هذا هو محور القصة الرئيسى الزوجة المخلصة.. كما يصفها زوجها البطل (مخلصة بلا حدود) تكتشف خيانة زوجها فتموت فيظل البطل يجلد ذاته ويلوم نفسه.
والقصة مقسمة إلى أربعة أقسام.. "ما بين القوسين", و"الإعتراف", و"جملة إعتراضية", و"المحاكمة", تحاول كل منها كشف وتعميق جزءا من أجزاء القصة بأسلوب فنى .. يقول( قطعت أوصالى بمنشار الكآبة الجاثم على فؤادى .. جف الدمع ووشى الهمس عن جنونى لفجيعتى الخاطفة.. عللوا حالتى ثانية بعمق حبى لفقيدتى...) فالبطل محاصر بين الذنب والاعتراف بحقيقة الوفاة .
فى قصة (تراتيل فى زمن الوأد) هل يتم هزيمة كبار المسؤلين أمام الجيل الجديد حيث نرى الشاعرة المبتدئة تحاور رئيس التحرير الذى يرفض نشر أعمالها " شعرت بهزيمة داخلى .. أضاءت فى عينى أنوار حمراء وخضراء وبيضاء وصفراء ثم طمستها بقع مظلمة..."
فى (الخونة) نجد البطل وتصفيق الخونة له ومكرهم عليه وعدم يأسه من الانتصار عليهم .. كل هذا لانه قال الحقيقة فى وجه السلطان..
فى (وحى النبوءة) يقع البطل فى صراع بين الزمن الذى يمر دون تنفيذ حلمه وبين الأبوة التى تشغله حتى تأتى المكالمة التى تفتح باب الامل.
وإذا توقفنا عند قصة (عرس الببغاء) التى تحمل المجموعة اسمها سنجد "في لسوف زمانه" ذلك البطل الذى صعد من صبى فى ورشة بحوارى الحسنية بالمنصورة إلى أعلى المناصب القيادية النقابية ومازال يحلم بمناصب أكبر وهو لايجيد إلا التشدق بالعبارات الرنانة الفارغة وهى فى تقعرها تخدع العمال البسطاء, الذى لايلبث ان يتعالى عليهم (فقد ترك الأفرول الأزرق) ويطلب منه الزواج وأمام والد العروس يمارس هوايته ويتشدق بألفاظ ثقيلة شاذة مثل قوله"ان الاستنباط المسطح للاستقرار فى المنظور الأيدولوجى يحتم تلبكات فكرية لاستحداث المجتمع المطموح إلى غيابه المسردبة فى تلافيف عقائدية لانبعاج القيم المرتبطة ثوريا بأصالة التراث المستقبلى للمشدوهين".
ولعل هذه القصة التى نشرت لأول مره فى عام 1976 – كما أشرنا من قبل – تكون نبوءة بزوال النظام الشيوعى.. فبطلنا (الأحمر)يصبح فى النهاية نادرة يتندر بها الحاج عبدالفتاح المصرى ولاحظ دلالة الإسم فالحاج عبدالفتاح المصرى يرمز للشعب المصرى الذى يرفض الشيوعية من البداية ولا يقبل مصاهرتها.
فى (التوصيلة) نحن أمام لقطو مكررة سائق التاكسى الذى يقابل أنماطا مختلفة من البشر يوميا منهم من هو ذاهب ليلهو ومنهم من يحترق قلبه على عزيز لديه... استخدام جيد لتيار الوعى كشف أعماق السائق.
أما قصة (أوتار لقصة غير مقفاة) فهى عبارة عن نص سردى من عدة مقاطع يجمع بين اللغة والصور الشعرية غير التقليدية مستعينا فيه بأشعار بابلو نيرودا ووفاء وجدى فى إخراج نص تجريبى تجريدى جاء على شكل رسالة أو صفحة من مذكرات.
وتقوم فكرة (البحث عن جذور) على أن الإنسان لابد وأن يعود إلى جذوره مهما حدث وأن الخير مازال فى القرية فنجد أن البطل يدفن والده فى القرية رغم اعتراض الأخ الأكبر لأن (أناس القرية حاقدون حاسدون) – كما يرى – وتأتى الصورة بعكس ما يتوقع: (لم أجد الا الحنان, والحزن الحقيقى لمصابنا ..يتسابقون لعمل الواجب).
فى (الهروب الى دائرة مقفلة) يقابلنا نمط آخر من الشخصيات بهجت لطفى أو بهجت الساهى كما يطلق عليه الزملاء, ذلك المدرس الذى يعيش فى أحلام اليقظة بأنه عبقرى ولا يرتاح الا فى الحمام يتمنى لو يأخذ الحمام معه فى كل مكان فهو يطرد فيه ما يشاء من الخواطر, وأشياء أخرى بالطبع, يتصور أن كبار عمالقة الفكر فى العالم سيروقهم حديثه الفذ, يغلق حياته عن الجميع إلا امه باعتبار أنها الشخص الوحيد الذى يحبه "أمى تحاول ان تثقب الجدار الذى بينى وبين العالم".
"ألمى البالغ عندما أفكر أنك ستحزنين على يوما..."
فى (الخميس السابع) نحن أمام قصة شعرية, قصة حب لم تكتمل يحكيها البطل فى حوار مع النفس أو مونولوج داخلى جاء فى صورة أقرب لقصيدة نثر...
فى (الخميس السابع) نحن أمام قصة شعرية, قصة حب لم تكتمل يحكيها البطل فى حوار مع النفس أو مونولوج داخلى جاء فى صورة أقرب لقصيدة نثر...
يقول : "قلبك هذا العصفور الرائع
دعينى أكون لحنا فى غنائه الوردى
انسجى من قلبى عشا له
وافرشه لك بالمهجة
أنقش بوجدانى لأفتنه
وعلى زوايا كيانى أعلق صورتك قلادة وتعويذة"
قصة حب أخرى لا تكتمل فى قصة (فى انتظارها) فالبطل يجلس فى انتظار محبوبته مستغرقا فى أفكاره عنها ولكنها تحضر لتقدم له بطاقة دعوة لزفافها من آخر فى نفس موعد اللقاء.
وإذا كان فناننا يعشق قصص الحب على غير العادة ويركز فى كثير من قصصه على علاقة الرجل بالمرأة أو الذكر بالأنثى أو الحبيب بالمحبوبة حتى أن قصة (حيث كانت) تصور الحب حتى الموت بين شاب موظف وشابة موظفة, بين متولى السيد شطا وكوثر الشرقاوى ويبدو أن الخلاص بالانتحار من طرفها وبعدم تحمل الحياة بعدها من طرفة.
بين الحكمة والخاطرة تقف أقصوصة (هيكل عظمى) التى تلخص طبيعة الأفاعى "التى تخرج من جحورها لتطلق السموم" لا يهمها أى شئ حتى لو كان الضحية هيكلا عظميا.
فى (محاولة العيش مرتين) يعود القاص للتجريب وبطلها مبدع (بدأت الكتابة مبكرا وأنهيتها مبكرا وهذه آخر قصة أسطرها ...) وربما قصد بالعيش مرتين مره بحياته ومره بإبداعه... والملاحظ أن بعض مقاطع القصة يصلح كأقصوصة منفردة مغلفة بأسلوب الكاتب الشعرى.
تذكرنا قصة (المحط الأخير) برائعة أديبنا الكبير نجيب محفوظ (تحت المظلة) مع الفارق طبعا, كما نلمح فيها ظلالا من عمل "بيكيت" الشهير (فى انتظار جودو).
الواقفون فى انتظار الأتوبيس أنماط مختلفة من البشر يأتى لهم رجل أمى ليكشفهم ويعريهم أمام أنفسهم بعد إنتظار طويل وممل للأتوبيس الذى لن يحضر لأن محطته تغيرت الى آخر الشارع والإشارة تعلن (ممنوع وقوف العربات هنا) ويأتى التنوير من صبى يسير على الطوار يحمل كتابا فى يده.. وهنا نذكر مرة أخرى أن التنوير يأتى من الأجيال الجديدة كما قلنا من قبل.
(طائرة الأوهام) تعود بنا الى قصص الحب فالبطل أيضا يتيه حبا فى راقصة سافرت مدريد لإجراء عملية جراحية لتقوس فى حاجبها بناء على طلبه, وكالعادة يحلق البطل فى سماء الخيال حتى يسقط على الواقع المرير فى النهاية "لاتجميل ولا يحزنون.. إنها متعاقدة على حفلين فى اسبانيا وينتظرها هناك نطع المستقبل".
وتأتى أخيرا أقصوصة (ونويت أكتب) وهى لكاتب انقطع عن الكتابة فترة من الزمن ولكنه يعود بتشجيع من رفيقته وهو كما يتضح من العنوان يتخذ من الكتابة رسالة مقدسة فهى عنده كالصلاة لابد لها من النية .
سمات وملامح
الحماقى المنشاوى فى هذا العمل يجيد استخدام تيار الوعى فى كثير من قصص المجموعة, كما يمزج بين ضمير المتكلم وضمير المخاطب بشكل سلس.
الرجل فى قصصه دائما فى الجانب الضعيف وغالبا ما يكون الضحية التى تعيش فى الوهم.
تنحو كثير من قصص المجموعة المنحنى الشعرى فى أسلوب يعد سمة رئيسية من سمات القاص.
تأتى النهايات دائما بشكل تنويرى لأبطال قصصه وقليلا ما تكون نهايات مبهجة باعثة على الأمل.
ينحاز المبدع أيضا للأجيال الجديدة والشباب حيث يرى الأمل والتنوير على يد الشباب.
لا تشغله الحدوته بالدرجة الأولى ولكن يشغله طريقة العرض حيث نجد بعض التيهات المكررة ولكنها مقدمة بشكل مغاير.
يجنح – أحيانا – لاستخدام الرمز فى بعض القصص التى تناقش قضايا أيدولوجية.
فرج مجاهد عبد الوهاب
قصيدة بالعامية المصرية
للشاعر أبو الخير بدر
الأرض عرض المنتمى للطين
الساقيه دايره قلة الفدادين
الناف كتاف بتشد ف الروبه
سداح مداح الأرض مقلوبه
جميزه ميزه وقت تقيله
والجد قاعد يحكى للتوته
الجوزه لحن
والحديت مواويل
شمر دراعك
إلفع الزنبيل
إكبش بإيدك
إبدرها غنيوه
الأرض أم
بتحضن الملايين
ما بين عنيها
الحب طالع رموش
راضع حليب الشمس والقمره
طالع كما الرهوان
سبل مرصوص
الواد يضم بمنجله الحامي
الناي بيعزف غنوه ألحاني
البنت لمه في حضنها الحاني
ما بين دراعتها السبل
ضماه
زاين جبين الولد
حبات من الألماظ
زى الندى نازل
على ورقة الصفصاف
نازل فى ضهر الولد
النيل وفروعه
مابين كتافه راسم
رحلة الإخلاص
ما بين إيديه و الفاس
رحلة غرام عذرى
بيلف بها المداحين النجوع
نجوع
إذا ما الواد برك أو نخ
لكنه كان النخيل
واقف فى وش الريح
فارد إيديه
و الكل يلقط حب
الواد ده حب الأرض بنت بنوت
النيل حماه
بيحط إيده ف إيديه
فيضان حنان الحب
في البنت مش راكز
و القلب م الفرحه
بيهزها هزات
كردان حلق خلخال شـبكتها
الواد سـمك منصاد فى شـباكتها
شبك عينيه شيش شبابكها
ع المصطبه الكوشه
سعف النخيل زينه
و الفرح زى الحمام
بيحط فوق بيتها
م التل طل الفل عصبتها
الكل كان فى الفرح
من ضمن عصبتها
الواد في صحن الدار
هوه عصا .. بيتها
لو يوم يصيبه التعب
تدبل كما الأزهار
في الصبح هي اللبن
غزاله بريه
في الضهر هى الجمل
الصبر و الغيه
بالليل في عز التعب
هى المداويه
و إن حان علينا الأجل
بتضمنا ضمات
إكبش بإيدك شمها
ريحة الجدود أمارات
البنت حبله في التاريخ
حكايات …
حبله في سنابك خيل
و خيول و خياله
حبله في عساكر
من كل جنس و لون
حبله و موش حبله
لكنها القبله
للى يقدسها
أما إللى بيجلها
قاصد يبرجلها
بيكون رماد ... و انداس
البنت بنت الناس
كالماس
تتعاجب
شراشيب قطيفه الشال
دلايه ع الحاجب
بلاص عسل أسمر
سأسأ ياحابى
إفرد فروعك و سيل
مادمت في ريحابى
أقلب صفار الأرض
سجاد سندسي
إزرع ولاد ع الحدود
سلوك شايكه
إزرع مداخن جنب النخيل متاريس
إزرع مآذن جنب المسلات تأريخ
إزرع مدارس و دارس
إزرع مزارع و زارع
إزراع مراعى و راعى
إزرع مصانع و صانع
إزرع متاجر و تاجر
إزرع وإزرع و إزرع
إوعاك في يوم تقلع
م الأرض أي نبات
بااااات
الديب في مملكتك
حارس الغنمات
غمض عنيك يا بوليس
[b]
غمض عنيك يا بوليس
واقفل ودانك شويه دى بلادنا حتروح فطيس من غير نفس حرية ****غمض عنيك ع الناس فتّحها ع الحراميه وامسك ميزان حساس بالعدل والوطنيه ***بيساوى كام الضمير؟ عليك يارب العوض ده الوضع اصبح خطير بعد البوليس ما قبض!! ****غمض عنيك يا بوليس عايزين نشوف سكتنا تعبنا م التحسيس والضلمه خنقتنا **كفاياك بقى تهويش اقفل ودانك وسيبنا مدام خدمنا الجيش طب ليه تعذبنا؟ **مش متنا فى النكسه وعبرنا فى التحرير وما نابنا غير وكسه م الفقر والتكدير؟ ***غمض عنيك بقى عيب ده احنا بقينا عرايا وزهقنا م التعذيب والمحكمه والقضايا ***ده ما عادش نافع زوق ولا انت فاهم كلام بكره يا ظالم تدوق مُر البكا والآلام ***وساعتها فتح عنيك واصرخ وقول ده حرام ومين حيسأل فيك وانت ف قفص الاتهام؟؟؟[/b] |
مناقشة المجموعة القصصية رحلة في وجه الزمن لسمية عودة
متابعة وتصوير: محمود سلامة الهايشة-المنصورة:
تحت رعاية اتحاد كُتاب مصر فرع الدقهلية ودمياط برئاسة الشاعرة الكبيرة/ فاطمة الزهراء فلا، ومشاركته إستاد المنصورة الرياضي برئاسة المحاسب/ جلال غازي، تم تنظيم احتفالية كبرى لمناقشة المجموعة القصصية "رحلة في وجه الزمن" للكاتبة/ سمية عودة، وقد ناقشها الناقد والأديب الكبير الأستاذ الدكتور/ جمال التلاوي – نائب رئيس اتحاد كُتاب مصر، وقد أدار الندوة الشاعر والمترجم/ عبده الريس؛ وذلك بمقر النادي الاجتماعي بإستاد المنصورة الرياضي، مساء الأحد 24 سبتمبر 2012. وقد استمر هذا العرس الثقافي لأكثر من ثلاثة ساعات كاملة من السابعة مساء وحتى بُعيد العاشرة.
وعلما بأن مجموعة "رحلة في وجه الزمن" هي المجموعة القصصية الثانية للكاتبة سمية عودة، بعد مجموعتها الأولى "عرس الغربة"، والمجموعتين صادرتين عن سلسلة أدب الجماهير التي يشرف عليها الأديب والروائي أ.فؤاد حجازي، و"رحلة في وجه الزمن" تقع في 142 صفحة من القطع الصغير، غلاف المجموعة لوحة للفنان/ عادل أمين، وتحتوى المجموعة على 28 قصة قصيرة، نذكر هنا عناوين قصص المجموعة:
النخلة، المسحور، بدل (وقد سقطت هذه القصة من فهرس الكتاب سهون، لذا عند تصفح وعد قصص الفهرس سوف تجدها 27 قصة فقط)، أم نرجس، الطربوش، حلق السيدة العجوز، الشيخ والمأمور، الجائزة، القلب المذبوح، ليلة ممطرة، الماشطة، العم مصيلحي، ملامح خادعة، رهف والعجوز، دعوة إلى السماء، طاهر عودة، قطرات المحبة، الأفعي، يتحسس مسدسه، الغربة، النار والدخان ومجهولة العنوان، حلم، الرحلة الطويلة، شجرة الحلم، المتسولة، صاحب الصالون، الصيادة، لقاء على الشاطئ.
بالإضافة إلى إهداء المؤلفة في بداية المجموعة والذي تقول فيه: (إليه.. أعز الناس..عزت، سمية). وفي النهاية دراسة طويلة للناقد والشاعر/ مجدي نجم بعنوان (تباشير الموهبة وغواية التراث في حاكيات "سمية عودة").
وقد قراءة الكاتبة سمية عودة في مبتدأ الندوة قصتين من قصص المجموعة كنموذج لما جاء بها، وهما قصة (الماشطة) صفحة 45، وقصة (الرحلة الطويلة) صفحة 95.
ونحاول هنا إيجاز ما فاض به الدكتور جمال التلاوي في قراءة نقدية حول مجموعة "رحلة في وجه الزمن" لسمية عودة، في النقاط التالية:
• القصص قصيرة بسميترية واحدة حيث أن حجم القصص تكاد تكون بنفس ذات الحجم، حيث حددت الكاتبة عدد الأسطر وعدد الكلمات لكل القصص داخل المجموعة.
• القصص كلها تقريبا حكي، فالكاتبة لها قدرة على الحكي، ولأن أصل السرد حكي، فلابد أن يكون هناك حدوتة، وهناك كثير من القصص فيها إطار وعظي سواء عقاب أو جائزة أو مكافأة، حيث تقدم الثواب والعقاب. وهناك قصص لها نهايات مفتوحة، تترك النهاية للقارئ.
• قدمت في القصة الأولى (النخلة) المكافأة مباشرة لبطل القصة فلأنه تبرع بدفن الناس مجانا، وبعد أن مات ظهرت نخلة على قبره الناس تأكل منها البلح.
• الراوي الثاني هو الذي يحكي عن البطل، فكان هناك فرصة للكاتبة لتقديم آرائها وأفكارها بيسر وسهولة بوجود هناك راوي آخر غير البطل، وهذا أحد أسلوب السرد القصصي والروائي.
• تصوير الشخصية لا يكتمل بسبب أن قصص المجموعة قصيرة جداً، أي أنها أقصوصة. حيث أن الكاتبة تعطي رسم للشخصية بكلمتين أو ثلاثة كلمات وهذه مهارة جيدة جداً، فمنتهي التكثيف ترسم الشخصية.
• نمط رسم الشخصية في كل قصص المجموعة تقريبا واحد، موهبة تلقائية في التعبير عن تصوير الشخصية في القصة القصيرة.
• في القصة الأخيرة (لقاء على الشاطئ) من القصص الجيدة في المجموعة وهي تجربة نفسية داخل الشخصية.
• في قصة (المسحور)، لغة شعرية خاصة في الفقرة الأولى من القصة، بالتحديد الأربع سطور الأولى بالقصة، فتقول سمية عودة:
(جرم ما يشق ماء النهر.. بالكاد يبدو كأنه رأس آدمي، يغطي الشعر الطويل كامل وجهه كأنه مخلوق خرافي.. يزداد المشهد إثارة عند موقع الحدث..وجه الماء الفاصل بين الواقع والمجهول..).
• كل القصص تعتمد على المفارقة، تقدم في بداية القصة شيء وفي نهايتها تقدم شيء آخر، وتأتي بالمفارقات من الحكم والأمثال الشعبية المصرية.
• بالنسبة لعناوين قصص المجموعة، هناك عناوين قصيرة مكونة من كلمة واحدة وهناك قصص أخرى طويلة، وعناوين معبرة عن ما بداخل القصة، وهناك ما ليس يعطي مدلول عن ما جاء بالقصة.
• الجملة الافتتاحية عند سمية عودة مميزة فيها. فهناك قصص تدخل في الحدث مباشرة، وهذا الأسلوب في الدراما يسمى أكشن.
اتسم اللقاء بالحيوية والنشاط، فالكل كان يريد الحديث والمشاركة بإبداء الرأي في المجموعة القصصية، والرد على الدراسة الأكاديمية القيمة التي قدمها الأديب الدكتور/ جمال التلاوي، كقراءة نقدية تحليلية للمجموعة. وبالفعل تم إتاحة الفرصة لمعظم الحضور للصعود للمنصة وطرح أرائهم التي أثرت الندوة، مما حول الندوة من كونها مناقشة لمجموعة قصصية إلى مهرجان ثقافي لدراسة مهارات السرد وأساليبه ومدارسه ورواده من المصريين والأجانب.
وقد حضر الندوة مجموعة كبيرة جدا من الأدباء والشعراء والمثقفين ومحبي الثقافة والمهتمين من محافظة الدقهلية وعاصمتها المنصورة، وكذلك أعضاء نادي أدب قصر ثقافة المنصورة، وأعضاء ومجلس إدارة فرع اتحاد كُتاب مصر للدقهلية ودمياط، ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:
الأديب الكبير/ فؤاد حجازي، الأديب/ محمد محمد خليل، الأديب/ شوقي وافي، الأديب/علي علي عوض، اللواء/ حاتم عبد اللطيف، الشاعر والإعلامي/ شريف الفار، الشاعر/ متولي زيادة، الشاعر/ جلال أمين، الأديب الدكتور/ أشرف حسن عبدالرحمن، القاص والإعلامي/ محمود سلامة الهايشة، الشاعر/ أحمد الحديدي، الأديب والناقد/ فرج مجاهد عبدالوهاب، القاص/ فكري عمر عبدالعزيز، الشاعرة والأديبة/ ميمي قدري، الشاعر/ علي عبدالعزيز، الأديب/ أيمن باتع فهمي، الروائي والأديب/ السعيد نجم، الشاعر والناقد/ مجدي محمود نجم، اللواء مهندس الشاعر/ ماهر عبد الواحد، الشاعرة/ هالة طلعت، الأديب/ مجدي شلبي، الشاعر/ فريد المصري، المهندسة/ أميمة شلبي (مسئولة المرأة بنادي جزيرة الورد بالمنصورة)، الناقد والإعلامي/ حسام حشيش (مدير شبكة المنصورة ن.
متابعة وتصوير: محمود سلامة الهايشة-المنصورة:
تحت رعاية اتحاد كُتاب مصر فرع الدقهلية ودمياط برئاسة الشاعرة الكبيرة/ فاطمة الزهراء فلا، ومشاركته إستاد المنصورة الرياضي برئاسة المحاسب/ جلال غازي، تم تنظيم احتفالية كبرى لمناقشة المجموعة القصصية "رحلة في وجه الزمن" للكاتبة/ سمية عودة، وقد ناقشها الناقد والأديب الكبير الأستاذ الدكتور/ جمال التلاوي – نائب رئيس اتحاد كُتاب مصر، وقد أدار الندوة الشاعر والمترجم/ عبده الريس؛ وذلك بمقر النادي الاجتماعي بإستاد المنصورة الرياضي، مساء الأحد 24 سبتمبر 2012. وقد استمر هذا العرس الثقافي لأكثر من ثلاثة ساعات كاملة من السابعة مساء وحتى بُعيد العاشرة.
وعلما بأن مجموعة "رحلة في وجه الزمن" هي المجموعة القصصية الثانية للكاتبة سمية عودة، بعد مجموعتها الأولى "عرس الغربة"، والمجموعتين صادرتين عن سلسلة أدب الجماهير التي يشرف عليها الأديب والروائي أ.فؤاد حجازي، و"رحلة في وجه الزمن" تقع في 142 صفحة من القطع الصغير، غلاف المجموعة لوحة للفنان/ عادل أمين، وتحتوى المجموعة على 28 قصة قصيرة، نذكر هنا عناوين قصص المجموعة:
النخلة، المسحور، بدل (وقد سقطت هذه القصة من فهرس الكتاب سهون، لذا عند تصفح وعد قصص الفهرس سوف تجدها 27 قصة فقط)، أم نرجس، الطربوش، حلق السيدة العجوز، الشيخ والمأمور، الجائزة، القلب المذبوح، ليلة ممطرة، الماشطة، العم مصيلحي، ملامح خادعة، رهف والعجوز، دعوة إلى السماء، طاهر عودة، قطرات المحبة، الأفعي، يتحسس مسدسه، الغربة، النار والدخان ومجهولة العنوان، حلم، الرحلة الطويلة، شجرة الحلم، المتسولة، صاحب الصالون، الصيادة، لقاء على الشاطئ.
بالإضافة إلى إهداء المؤلفة في بداية المجموعة والذي تقول فيه: (إليه.. أعز الناس..عزت، سمية). وفي النهاية دراسة طويلة للناقد والشاعر/ مجدي نجم بعنوان (تباشير الموهبة وغواية التراث في حاكيات "سمية عودة").
وقد قراءة الكاتبة سمية عودة في مبتدأ الندوة قصتين من قصص المجموعة كنموذج لما جاء بها، وهما قصة (الماشطة) صفحة 45، وقصة (الرحلة الطويلة) صفحة 95.
ونحاول هنا إيجاز ما فاض به الدكتور جمال التلاوي في قراءة نقدية حول مجموعة "رحلة في وجه الزمن" لسمية عودة، في النقاط التالية:
• القصص قصيرة بسميترية واحدة حيث أن حجم القصص تكاد تكون بنفس ذات الحجم، حيث حددت الكاتبة عدد الأسطر وعدد الكلمات لكل القصص داخل المجموعة.
• القصص كلها تقريبا حكي، فالكاتبة لها قدرة على الحكي، ولأن أصل السرد حكي، فلابد أن يكون هناك حدوتة، وهناك كثير من القصص فيها إطار وعظي سواء عقاب أو جائزة أو مكافأة، حيث تقدم الثواب والعقاب. وهناك قصص لها نهايات مفتوحة، تترك النهاية للقارئ.
• قدمت في القصة الأولى (النخلة) المكافأة مباشرة لبطل القصة فلأنه تبرع بدفن الناس مجانا، وبعد أن مات ظهرت نخلة على قبره الناس تأكل منها البلح.
• الراوي الثاني هو الذي يحكي عن البطل، فكان هناك فرصة للكاتبة لتقديم آرائها وأفكارها بيسر وسهولة بوجود هناك راوي آخر غير البطل، وهذا أحد أسلوب السرد القصصي والروائي.
• تصوير الشخصية لا يكتمل بسبب أن قصص المجموعة قصيرة جداً، أي أنها أقصوصة. حيث أن الكاتبة تعطي رسم للشخصية بكلمتين أو ثلاثة كلمات وهذه مهارة جيدة جداً، فمنتهي التكثيف ترسم الشخصية.
• نمط رسم الشخصية في كل قصص المجموعة تقريبا واحد، موهبة تلقائية في التعبير عن تصوير الشخصية في القصة القصيرة.
• في القصة الأخيرة (لقاء على الشاطئ) من القصص الجيدة في المجموعة وهي تجربة نفسية داخل الشخصية.
• في قصة (المسحور)، لغة شعرية خاصة في الفقرة الأولى من القصة، بالتحديد الأربع سطور الأولى بالقصة، فتقول سمية عودة:
(جرم ما يشق ماء النهر.. بالكاد يبدو كأنه رأس آدمي، يغطي الشعر الطويل كامل وجهه كأنه مخلوق خرافي.. يزداد المشهد إثارة عند موقع الحدث..وجه الماء الفاصل بين الواقع والمجهول..).
• كل القصص تعتمد على المفارقة، تقدم في بداية القصة شيء وفي نهايتها تقدم شيء آخر، وتأتي بالمفارقات من الحكم والأمثال الشعبية المصرية.
• بالنسبة لعناوين قصص المجموعة، هناك عناوين قصيرة مكونة من كلمة واحدة وهناك قصص أخرى طويلة، وعناوين معبرة عن ما بداخل القصة، وهناك ما ليس يعطي مدلول عن ما جاء بالقصة.
• الجملة الافتتاحية عند سمية عودة مميزة فيها. فهناك قصص تدخل في الحدث مباشرة، وهذا الأسلوب في الدراما يسمى أكشن.
اتسم اللقاء بالحيوية والنشاط، فالكل كان يريد الحديث والمشاركة بإبداء الرأي في المجموعة القصصية، والرد على الدراسة الأكاديمية القيمة التي قدمها الأديب الدكتور/ جمال التلاوي، كقراءة نقدية تحليلية للمجموعة. وبالفعل تم إتاحة الفرصة لمعظم الحضور للصعود للمنصة وطرح أرائهم التي أثرت الندوة، مما حول الندوة من كونها مناقشة لمجموعة قصصية إلى مهرجان ثقافي لدراسة مهارات السرد وأساليبه ومدارسه ورواده من المصريين والأجانب.
وقد حضر الندوة مجموعة كبيرة جدا من الأدباء والشعراء والمثقفين ومحبي الثقافة والمهتمين من محافظة الدقهلية وعاصمتها المنصورة، وكذلك أعضاء نادي أدب قصر ثقافة المنصورة، وأعضاء ومجلس إدارة فرع اتحاد كُتاب مصر للدقهلية ودمياط، ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:
الأديب الكبير/ فؤاد حجازي، الأديب/ محمد محمد خليل، الأديب/ شوقي وافي، الأديب/علي علي عوض، اللواء/ حاتم عبد اللطيف، الشاعر والإعلامي/ شريف الفار، الشاعر/ متولي زيادة، الشاعر/ جلال أمين، الأديب الدكتور/ أشرف حسن عبدالرحمن، القاص والإعلامي/ محمود سلامة الهايشة، الشاعر/ أحمد الحديدي، الأديب والناقد/ فرج مجاهد عبدالوهاب، القاص/ فكري عمر عبدالعزيز، الشاعرة والأديبة/ ميمي قدري، الشاعر/ علي عبدالعزيز، الأديب/ أيمن باتع فهمي، الروائي والأديب/ السعيد نجم، الشاعر والناقد/ مجدي محمود نجم، اللواء مهندس الشاعر/ ماهر عبد الواحد، الشاعرة/ هالة طلعت، الأديب/ مجدي شلبي، الشاعر/ فريد المصري، المهندسة/ أميمة شلبي (مسئولة المرأة بنادي جزيرة الورد بالمنصورة)، الناقد والإعلامي/ حسام حشيش (مدير شبكة المنصورة ن.
مناقشة رواية مقهي قدوس حنين في نادي القصة
أقيم بنادي القصة ندوة لمناقشة رواية " مقهي قدوس حنين " للروائي رضا عودة ، ناقشها الناقد ابراهيم محمد حمزة ، وأدار الندوة الروائي محمد الناصر
في بداية الندوة تساءل الناقد ابراهيم حمزة هل النقد يمكن ان يكون خادعا لهذه الدرجة ؟ في اشارة الي وجود نصوص جيدة لا تحظي بالحضور الذي يناسبها ومنها هذه الرواية ، وقد اكد الناقد علي استمتاع الكاتب بما يكتب برغم خلو الرواية من خط ردامي يمسك بالرواية من بدايتها الي نهايتها ، والرجل في الرواية مهزوم جنسيا امام شغف المرأة ، واعتبر المؤلف الرواية من رواية الأصوات ، وهي ليست رواية شخصيات أو مكان ، فالمكان في الرواية لا يطور الحدث ، وانما يستدعيه ، وهي رواية " وجهة نظر " وقد جاء الوصف في الرواية تسجيليا ، وهي علي المستوي الفكري تدين الانفتاح وانهي الناقد كلمته باعتبار اللغة في الرواية هي مصدر الامتاع الأول
ـ الكاتب الروائي والقصصي داوارد فيلبس ، الذي شارك في الندوة بدلا من الناقد د سيد قطب الذي لم يحضر ، اعتبر ان الوصف التسجيلي له هدف في الرواية ، ان المؤلف يستخدم الجملة القصيرة ، وهي مقصودة لابعاد الملل ، واسلوب الكاتب يخلو من ادوات الربط ، واعتبر مؤلف الرواية كاتبا واعدا الي انه ابدي عدم رضاه من كون الرواية معبأة بالاسماء
ـ وقد شارك في المناقشة عدد من أدباء المنصورة الذين حضروا الي القاهرة مع الكاتب، وقد بدات المداخلات بالشاعر وحيد عبدالخالف من المنصورة، الذي اختلف مع المتحدثين في كون الوصف ليس تسجيليا وانما موحيا ، باستثناء المقطع الأول الوصفي في الرواية ، وقد استخدم الروائي التضمين والتناص ، والحدث في الرواية عرض افقي غير متنام ، والشخصيات مبنيه علي ثلاثة عائلات ، واللغة تفيض بالشاعرية ، وجاذبة للقارئ
ـ الاستاذ محمد الكاشف
ابدي عدم رضاه عن انحصار تحليل الشخصية في مصر في اطار الاسلام والمسيحية ، وهذه كانت طريقة قراءة النقاد للرواية
ـ الاستاذ عبدالعليم البري
الصراع في المجتمع عبر عنه في الرواية بأكثر من صورة الروائيون الجدد أصبح مما يشغلهم هو ما يفرضه الواقع ، بالتحديد حلم الواقع ، وهو يري ان كثرة الشخصيات في الرواية من المؤكد قد سببت صعوبة للمؤلف
ـ القاص والروائي السوهاجي خالد فرغلي
النص الروائي سريالي ، ومن ثم يصعب تطبيق القواعد التقليدية ، ومن ثم كانت كثرة الشخصيات ، والرواية تنتمي الي تيار الوعي ، ولا يتطلب هذا الاتجاه في الرواية ان تكتمل الشخصيات ، واللغة ترتقي بالنص الروائي
ـ الروائي علي حليمة
العمل صدمه لاسباب منها العنوان ، وهو يري ان موضوع الرواية وعنوانها يدخل في اطار النقاق الذي استشري في مصر، في مناقشة ماهو مسلم ومسيحي ،
ـ الشاعر : ياسر محمدي
اعتبر ان اللغة ايحائية ودلالية ، وفضاءات النص ، والزماني والمكاني في النص يستعين بالبنية التوليدية ،
ـ الروائي محمد الناصر الذي ادار الجلسة ، عبر عن استمتاعه بالرواية عند قراتها ، وشارك المتحدثين في عدم رضاهم عن العنوان ، الذي جاء مربكا ، ويتضمن خطأ دينيا عندما جعل من احد اسماء الله تعالي وهو " القدوس " اسما لشخص ، وهذا كان رأي الاستاذ ادوارد فيليس ، كما رأي الروائي محمد الناصر ان الشكل في الرواية يفرض نفسه علي الرؤية النقدية ، مثلما فرضت اللغة نفسها ، ، وان البنية الفكرية للنص الروائي تشكلت عبر العدد الكبير من الشخصيات ، وفضاءات السرد ، وهي علي المستوي الفكري رواية تناقش وتسأل عن الاسباب وراء أزمة الشخوص ، وتترك الاجابة لفضاءات السرد ، و مقدرة القارئ علي التعاطي فكريا مع البناء السردي غير التقليدي .
|
كتاب وباحثون وشعراء وإعلاميون توافدوا منذ صباح الثلاثاء 27/11 علي استاد المنصورة رغم الحالة القاتمة مسيطرت علي البلاد إبان القرارات الدستورية التي أعلنها الدكتور مرسي , والانقسامات بين طوائف الشعب مابين مؤيد ومعارض وقد جاء مؤتمر اتحاد كتاب الدقهلية ودمياط الكاتب وتحديات اللحظة الراهنة مواكبا للحركة العاصفة التي تجتاح جميع القوي السياسية , وقد فكرت إدارة المؤتمر أن تؤجله لكن لم تستطع لأن كل الترتيبات قد أعدت ولا مناص من التنفيذ, بدأت جلسة الافتتاح في الحادية عشرة كما كان محددا لها وقد كان علي المنصة كل من الدكتور سعيد اللاوندي ضيف شرف المؤتمر, والشاعر جابر بسيوني رئيس لجنة الفروع باتحاد كتاب مصر والشاعرة فاطمة الزهراءفلا رئيس المؤتمر والسعيد نجم أمين عام المؤتمر والإعلامي زينهم البدوي المكرم والذي قدم جلسة الافتتاح , ثم توالت المنصة في توجيه كلماتها التي أكدت جميعها علي أن الشعب لن يعود مرة أخري للتنازل عن حقوقه الديمقراطية التي دفع الشهداء ثمنها بدمائهم ولا يصح إلا الصحيح يتواري الباطل بزيفه , وتنكس أعلام الفساد , وفي نهاية جلسة الافتتاح تم تكريم الإعلامي زينهم البدوي , والإعلامية تهاني عيسي , والصحفي حماده عوضين بجريدة الأحرار نظرا لما قدموه للاتحاد من إبراز للأنشطة وكذلك الأدباء واختتم المؤتمر جلسته الأولي بالشاعر الكبير ابراهيم رضوان ومجموعة من قصائده التي انتقدت زمن الإخوان , بعد ذلك توالت جلسات, فكان محور الجلسة الأولي بعنوان الوضع الراهن بأقلام الكتاب , فكتب محمد خليل عن شهادة مقتضبة عن ثورة يناير , وكتب سمير بسيوني عن الدولة البوليسية وكتب أمين مرسي : لن نوضع في حظيرة وكتب محمود اسماعيل, عن الوضع الراهن ومتطلباته وكتب سمير الأمير ماذا جري لثورة يناير , ركزت المقالات عل إبراز أشياء ما كان يتوقعها الشعب المصري فيتساءل سمير الأمير كيف يمكن لرئيس أن يعفو عن مسجون محكوم بالإعدام كان قد تم تخفيف الحكم عليه إلي خمسين عاما ثم يعتذر عن إطلاق سراح شباب مارسوا الشغب ضد القوات المسلحة برغم أن سيادته أطلق سراح بلطجية أطلقوا النار علي الجيش ؟ ألا يجعلنا هذا نشك في أن النظام الجديد يريد أن يرثهم أي هؤلاء البلطجية من نظام مبارك ليستخدمهم في ترويع الخصوم السياسيين كما فعل الحزب الوطني بعد ذلك , وجاء محمد خليل ضابطا ومحدثا لبقا علي المنصة التي تكونت من سمير بسيوني وفكري داوود وسمي الأمير فجعل ربطه متميزا بين الضيوف فها هو يقول لافتا النظر بأن هناك خطة استراتيجية وبها أسماء مصرية شهيرة ومقرها لندن وسلمت منها صورة لأحد القضاة وتعرف علي مدي خطورتها , لذا يجب أن تتواري الفضائيات التي ظلمت هذا الوطن لتنفيذ هذه الخطة الشيطانية ..
حلقات من البحث والرؤية الضبابية التي تسيطر عل مقدرات هذا الوطن , وقد كانت الجلسة الثانية التي حملت عنوان أدباؤنا في الميزان وضمت علي عبد العزيز ود أشرف حسن , ووحيد راغب , وأدارها فرج مجاهد الذي قدم الأديب صبري قنديل الذي أدلي بشهادته عن فؤاد جحازي, جاء المؤتمر مواكبا لما يحدث من ثورة في ميدان التحرير مما جعل المؤتمر مهما وجامعا لأكثر من تيار سياسئ , وفي الناية تبقي سعادة الأدباء للقائهم السنوي الذي أصرت رئيسة الفرع علي إقامته رغم الجو المفعم بالأحداث المتلاحقة ليبقي سؤال حزين ..ماذا سيحدث لو أصر الرئيس علي موقفه وأصر الشعب علي ثورته ..تري هل نحن علي أعتاب ثورة جديدة ؟ وماذا حققنا من ثورتنا الأولي حتي نفكر في الثانية؟
جماعة نحن هنا في اتحاد الكتاب
لم أكن التقيت عن قرب بحركة نحن هنا الأدبية التي يرأسها الأديب الكبير قاسم مسعد عليوة وبالأمس زارت الحركة اتحاد كتاب الدقهلية الكائن بجديلة بين حفاوة أدباء الدقهلية الكبار فؤاد حجازي ومحمد خليل وفرج مجاهد وعلي عوض والسعيد نجم واشرف حسن******************** والكاتب الصحفي التي أشرقت الدقهلية بجريدته البلد بلدك حماده عوضين ..وكم كانت فرحتنا كبيرة بأن اتحاد كتاب الدقهلية أصبح يموج بحركة ثقافية متميزة في البداية بأت الندوة بالشق السياسي الذي تحدث فيه كلا من الأديب مسعد عليوة والشاعر محمود الشامي بتعريف عن الحركة وأهدافها ومتي ظهرت وكان الكلام مشجعا للانضمام لهذه الحركة. وقد بدا الحوار ساخنا بين تداخل الأديب الكبير محمد خليل حول شرعية الحركة وقانونيتها وقد أجاب عن السؤال عليوه بأنالقانون هوالذي يحميها , ومن المعروف أن الحركة نشأت فى أتون ثورة 25 يناير وتصف نفسها بأنها حركة إثبات وجود وإصلاح وتحد، ومن أهدافها الرقى بالعملية الإبداعية، والتواصل مع الجمهور العام، ومقاومة صور الزيف والفساد المستشرية فى الواقع الأدبى المصرى، دعم استقلالية الأدباء فى تعاملهم مع المؤسسات الثقافية عامة وخاصة، الضغط على السلطة السياسية لوضع استراتيجية ثقافية سليمة، ورعاية الأدباء صحياً واجتماعياً بما يحافظ على كرامتهم وبعد التعريف بالحركة أضاف الشاعر محمود الشامي بأن الحركة وصلت بفكرها إلي كل الفئات وأن لها إعلامها المرئي والمسموع والمقروء وأنها تستعين بعناصر نشطة وفاعلة , وبعد ذلك بدأت الأمسية التي أدارها الشاعر محمد الغربي وشارك فيها شعراء الحركة وشعراء الدقهلية
محاولة التقاط صورة لفكري عمر.......
, ا نوقشت السبت 16/6/2012م فى مقر اتحاد كتاب مصر فرع المنصورة رواية "محاولة التقاط صورة" للقاص والروائى "فكرى عمر".
بدأت المناقشة فى الساعة السابعة مساءً بحضور رئيس اتحاد كتاب المنصورة الشاعرة "فاطمة الزهراء فلا"، والقاص والروائى "فرج مجاهد عبد الوهاب"، والمناقش الروائى والناقد "فكرى داوود"، وكتاب وشعراء من المنصورة.
قدم القاص "أيمن باتع فهمى" الرواية قائلاً: سأظل أردد دائماً مع "ماريو فرجاس يوسا": أفضل القصص ما جاء تعبيراً شعرياً عن الواقع، وهو ما تجسد فى رواية "محاولة التقاط صورة" لـ"فكرى عمر".
الرواية هى العمل الأول للروائى، لكن من يقرأ الرواية ينتابه شعور بأن الكاتب قد كتب قبلها عشرات الروايات إذ أن الرواية تخلو من فذلكة البدايات، واستعراض الأدوات، والتقنيات.. فبأسلوب واقعى مشحون بشاعرية عالية خرجت صرخة ربما تكون امتداد لصرخة "توفيق الحكيم" فى "يوميات نائب فى الأرياف"، وصرخة "يوسف إدريس" فى "الحرام"، وصرخة "يحيى حقى" فى "دماء وطين"، بل وصرخة "نجيب محفوظ" فى ثلاثيته الشهيرة مع ملاحظة أن معظم تلك الصرخات السابقة أشبة بصرخة مشاهد لهذه المجتمعات من شرفة عالية. ولعل الروح الصوفية لدى "فكرى عمر" جعلته فى الجزء الثانى من الرواية يتنبأ بحدوث الثورة رغم العبارة الشهيرة التى كانت تكبل عقول وقلوب المصريين فى غالبيتهم "مفيش فايدة".
بحس مرهف وبرؤية شفافة أقرب إلى زرقاء اليمامة استطاع "فكرى عمر" أن ينفذ إلى روح مصر الحقيقية، وأن يكون بطله رغم انكساره أحد إرهاصات الثورة التى تحققت بعد عام من كتابة الرواية.
ثم طلب من الروائى "فكرى عمر" اختيار بعض المقاطع للقراءة، ثم قدم الروائى والناقد "فكرى داوود"..
بدأ الروائى والناقد "فكرى داوود" بعرض شامل لأحداث الرواية التى خرجت فى جزأين، مثنياً على إلمام كاتب الرواية بخيوط الحبكة، والعرض المشوق الذى تحملة لغة شاعرية إيحائية واقعية الأداء، كما حرص الروائى أن يطرح أمامنا واقعنا جميعاً فى فترة من الفترات سبقت الثورة التى لم تكتمل بعد.
إن الرواية تضعنا أمام واقع يعرفه الكاتب وهذا هو الجيد؛ إذ أن الكاتب لا بد أن يعرف العالم الذى يكتب عنه، وهذا بالضبط ما فعله "فكرى عمر" فى روايته، ثم حلل بعض شخصيات الرواية المؤثرة من جوانبها الاجتماعية، والثقافية، والفكرية مؤكداً ملحوظة مهمة وهى أن كل الشخصيات الفاعلة فى الرواية هى شخصيات مأزومة بشكل ما؛ فشخصية "صالح الششتاوى" هى الشخصية التى تبدأ بها الرواية.. هو الجد لعائلة ريفية. نال هو وأمه فدانيين فى مشروع الإصلاح الزراعى بعد ثورة 1952م وهى أيضاً لحظات بدء الرواية. هذا الجد مأزوم بالشباب الضائع، والزوجة المقعدة، والطموحات القديمة لامتلاك القوة والتى ماتت مع الزمن، وأراد إحياؤها بشكل ما بزواجه من امرأة الموالد التى تنجب له "أزهار" وترحل، حين تغادره الفحولة إلى مكان لا يعرفه أبداً.
أما "أزهار" فهى الأخرى مأزومة بإخوة ليسوا أشقاء.. تفتقد الحنان والحب وتحمل عار أمها فوق كاهلها، حين تجد هذا الحب مع "نعمان" يحدث بينهما لقاءًا يترك أثراً فاضحاً فى أحشائها؛ ولأن الشخصيات تدور فى وقائع قاسية تحركها وقائع لا يملك الإنسان الريفى فى ذلك الزمن طرح وجهة نظره بل والتمسك بها يرحل "نعمان"، وتتخلص "أزهار" من حياتها بالسم بعد أن عرفت أن إخوتها يدبرون للخلاص منها.
أما "على" فيرى عمته، ويعيد إنتاج حكايتها فى الجزء الثانى فى الوقائع الخانقة التى يختارها وتلك التى تفرض عليه. إنه يطرح سؤالاً حول جدوى الاختيار، والواقع الذى يفرض علينا فرضاً دون أن نحاول تغييرها ومن خلال هذه الإجابة يندفع إلى الإيمان بأن مأساته كفرد هى جزء من مأساة مصر كلها؛ فيؤمن بأن تغيير الواقع بثورة هو وحده الكفيل بتغيير كل أفراده، وهو يواجه أفراد المجتمع فى ذلك الوقت مثل "صادق صفوان" المنتمى فكرياً لما يسمى حالياً بالسلفيين. تتصادم الرؤى؛ لأن "صادق" يرى أن تغيير المجتمع لا بد أن يبدأ بالفرد، كما أن على الفرد أن يتقبل أقداره برضا مؤمناً بأن هذا جزءً مما كتبه الله على الإنسان. كما تصطدم رؤيته برؤية الحبيبة "حياة مصطفى"، التى تنتمى بدرجة ما إلى أسرة ميسورة، التى تخاف من ذكر كلمة "ثورة" وتترك "على" فى النهاية عندما أودع السجن.
يتقابل "على" بمن يؤمن بضرورة الثورة على الأوضاع الفاسدة وهو شاب مدينى من المنصورة هو "سيد كامل".. و"سيد" مأزوم بتاريخ والده العقيد الذى أقيل من الخدمة فى جهاز الشرطة؛ لتورطه فى قضايا تعذيب أدت إلى الموت. تتكامل الرؤى بين "على و"سيد" حتى يجدا راعيا هو الدكتور "فؤاد ناجى" الذى كان مؤمناً بالاشتراكية طوال حياته وقد عاش رغم ذلك بأمريكا فترة طويلة دون أن تتزعزع أفكاره، وقد حانت اللحظة، هكذا يخبرهم، بالتغيير.
ينكشف زيف هذا الدكتور الجامعى الذى يهرب فى لحظة الجد، ويقبض على "على" و"سيد" وبعض أفراد التنظيم الذين يكرسون لإحداث تظاهرات كثيفة فى وسط العمال والمهمشين بتكنيكات مختلفة لإحداث الثورة المرجوة.
تنتهى الرواية برؤية أقرب للحلم حيث يرى "على" وهو خارج من المستشفى الذى أودع فيها بعد خروجه من السجن مدينة جديدة بيوتها بيضاء، وميادينها لامعة، وناسها يتحركون بخفة.. إنها المدينة المرجوة، وقد أُخبر الناقد أن فصلاً أخيراً حذف من الرواية التى أتممت فى بدايات 2010م عن خروج الشباب للشوارع والميادين للمناداة بالتغيير، وقد برر "فكرى عمر" حذف هذا الفصل لضرورة فنية؛ حيث حدثت الثورة قريباً مما كتب، لكن ببعض التفاصيل المختلفة، وتأخرها فى النشر جعله يتخذ قرار بالحذف؛ حتى لا تقف الرواية عند حدث سياسى ولو كان بعظمة ثورة 25 يناير التى لم تكتمل بعد، وأنها، الرواية، كعمل فنى يتمنى أن لا تقف عند هذا الحدث بل ترصد واقعاً خانقاً يدفع القارئ دوماً للرغبة فى التغيير.
وقد فتح باب المداخلات، وعرض الرؤى، والآراء، وطرح الأسئلة..
بدأ القاص والروائى "محمد خليل" بتهنئة الروائى بروايته، والترحيب بالناقد والحضور، ثم وجهاً سؤالاً لـ"فكرى عمر" حول مشروعية تغيير أو حذف الجزء من الفصل الأخير الذى يؤكد أن شباب هذا الجيل سيقومون بثورة فى ميادين مصر، وسيكون ميدان التحرير هو أيقونة هذه الثورة، فقال "فكرى عمر": الرواية كتبت عام 2006م وقمت بتنقيحها أكثر من مرة حتى انتهيت أخيراً من صياغة نهائية فى إبريل 2010م، وطبعت نسحاً شخصية وزعتها على أصدقاء أثق فى رؤيتهم الفنية من الكتاب ومنهم القاص "أيمن باتع فهمى" الذى طرح فى البداية نفس السؤال، ثم قدمتها للنشر وتأخر النشر، حتى حدثت الثورة، ففكرت كثيراً، ثم قمت بحذف هذا الجزء وتركت النهاية مفتوحة، لأن الرواية فى مجملها ترصد واقعى وحكايات الأجيال الراحلة فى فترة رديئة سياسياً، واجتماعياً.. فالذى سيقرأ الرواية لا بد سيتمنى أن يتغير هذا الواقع الذى لم يتغير حتى هذا الوقت. لقد فكرت بالفعل كثيراً قبل أن أحذف هذا الجزء، لكنى راض بشكل الرواية هكذا حتى لا تكون مرتبطة قرائياً كما قلت منذ قليل بأى حدث سياسى، لأن الرواية تكتب لتقرأ من مستويات متعددة أهمها البعد الجمالى.
ثم طلب القاص والروائى "إبراهيم عبد الباسط" الكلمة.. قال أنه شعر بعد قراءة الرواية أنه بإزاء عمل جاد ومهم، ثم طرح استفسارًا كمقدمة لبعض ما يراه: ما هو الإبداع فى الأدب؟ الإبداع فى الأدب والفن عموماً هو تسليط الضوء على الوقائع، والأحداث للخروج برؤية، وأن الأدب الراقى يغيرك بعد أن تقرأه، وقد حدث هذا بعد قراءته للرواية التى حققت هدفين: الأول معرفى، والثانى جمالى، والعنوان الذى يعد عتبة العمل الروائى "محاولة التقاط صورة" يعطيك هذه الدلالة، انك بإزاء تجربة لرصد صور، ووقائع معينة من الحياة لها ارتباط وثيق بتحليل العلاقات بين أفراد المجتمع الريفى فى الجزء الأول، ثم علاقات أفراد هذا المجتمع بأفراد مجتمع المدينة فى وقت عانت فيه مصر ولا تزال من مشاكل اجتماعية، وسياسية.. ونوه إلى بعض الملحوظات التى تمنى أن يتلافاها الكاتب فى الأعمال اللاحقة مثل قطع الموقف العاطفى لرصد وتصوير أشياء أخرى ثم العودة مرة أخرى إلى نفس الموقف، أما رؤيته للحوار فرأى أنه كان يجب أن يأخذ مساحة أكبر فى الرواية ليساعد السرد الكثيف فى إبراز ملامح الشخصية، رغم نجاح الحوار القليل فى رسم بعضها.. ورصد الكاتب لبعض الرؤى الدينية والاجتماعية لمختلف الشخصيات داخل الرواية وربطها بالسياق العام.. وتكلم عن رسالة ما داخل العمل كان يجب أن تكون أكثر بزوغاً؟ ورد "فكرى عمر" على سؤاله بأنه أراد أن ينقل الحكاية التى ستتولى بعد ذلك من خلال القراءات المتعددة إبراز أشياء متعددة قد تكون بعضها رسائل مضمرة، وليست صريحة بالمعنى الحكمى الذى لا يحبذه فى الكتابة.
أما الشاعر "أحمد إسماعيل" فقد أكد أن تكرار الكتابة يجعل العمل الأدبى أكثر جودة لأن النص الأدبى ليس مقدساً، لكنه تساءل عن بعض الجمل الطويلة، والاستدراك فى الوصف والتى كانت تفصله أحياناً عن الحالة، لكنها فى النهاية لم تفصله عن المعنى الإجمالى للرواية.
أما القاصة "سمية عودة" فقد هنأت الكاتب بروايته التى وصفتها بأنها جميلة، ووصفت الكاتب بأنه واعد، وقد تمنت على الكاتب أن تكون النظرة لديه أكثر تفاؤلاً.. "لأننى قلقت من إنتحار العمة وتكرار تسليط الضوء على الحادث، ومحاولة "على" لأكثر من مرة فعل ذلك" كما قالت.
وقال "فكرى عمر" بأن الرواية كتبت فى فترة لم نزل نعيش دخانها الخانق، وأن الحكاية كانت ترصد هذا الحنق، وهذا الكبت فى الواقع إلا أن النهاية جاءت لتشيع جو الحلم والرغبة فى الخلاص من هذا الواقع الضاغط باتجاه التغيير الذى حدث بالفعل، ولم يكتمل بعد..
أما الدكتور "منتصر العدل" فقد وجه سؤالاً للناقد عن مزية نشر مساوئ المجتمع فى عمل فنى وتأثيرها السلبى أحياناً على القراء. فقال "فكرى داوود": إن الكُتّاب فى تناولهم لقضايا مجتمعهم إنما يرسمون صورة لمجتمع يتمنون أن يتخلص منها، وهم فى إبرازهم لهذه الصورة وما لها من قوة فى فضح وكشف زيف الأشخاص والأفكار إنما يوجهون الأفراد خفية لرفض هذا؛ لأنك حين تفضح السوء إنما تدفع القارئ لاتجاه معاكس، ليس بالشكل الدينى ولكن بالشكل الاجتماعى الجمالى.
أما الأستاذ "هشام بكر" فقد أشاد بالرواية وبجهد الناقد فى توصيف العمل، والوقوف على جمالياته وكذلك الإشارة إلى بعض الأشياء التى يجب على "فكرى عمر"، وقد قال "السعيد السيد": إننى لن أحتاج أن أمدح "فكرى عمر" لكننى استمتعت جداً بهذه الرواية حين قرأتها.. وقال "فكرى عمر" فى النهاية أنه مهما كانت الملحوظات فعلى الكاتب أن يتقبلها بصدر رحب مثلما يتقبل الإشادات والآراء الإيجابية بالضبط؛ لأن ذلك سيساعده على تجاوز بعض الهنات فى المستقبل.
دارت المناقشة فى جو إيجابى رائع بحضور بعض الكتاب والشعراء الذين لم تثنهم الظروف الانتخابية عن حضور الندوة.
بدأت المناقشة فى الساعة السابعة مساءً بحضور رئيس اتحاد كتاب المنصورة الشاعرة "فاطمة الزهراء فلا"، والقاص والروائى "فرج مجاهد عبد الوهاب"، والمناقش الروائى والناقد "فكرى داوود"، وكتاب وشعراء من المنصورة.
قدم القاص "أيمن باتع فهمى" الرواية قائلاً: سأظل أردد دائماً مع "ماريو فرجاس يوسا": أفضل القصص ما جاء تعبيراً شعرياً عن الواقع، وهو ما تجسد فى رواية "محاولة التقاط صورة" لـ"فكرى عمر".
الرواية هى العمل الأول للروائى، لكن من يقرأ الرواية ينتابه شعور بأن الكاتب قد كتب قبلها عشرات الروايات إذ أن الرواية تخلو من فذلكة البدايات، واستعراض الأدوات، والتقنيات.. فبأسلوب واقعى مشحون بشاعرية عالية خرجت صرخة ربما تكون امتداد لصرخة "توفيق الحكيم" فى "يوميات نائب فى الأرياف"، وصرخة "يوسف إدريس" فى "الحرام"، وصرخة "يحيى حقى" فى "دماء وطين"، بل وصرخة "نجيب محفوظ" فى ثلاثيته الشهيرة مع ملاحظة أن معظم تلك الصرخات السابقة أشبة بصرخة مشاهد لهذه المجتمعات من شرفة عالية. ولعل الروح الصوفية لدى "فكرى عمر" جعلته فى الجزء الثانى من الرواية يتنبأ بحدوث الثورة رغم العبارة الشهيرة التى كانت تكبل عقول وقلوب المصريين فى غالبيتهم "مفيش فايدة".
بحس مرهف وبرؤية شفافة أقرب إلى زرقاء اليمامة استطاع "فكرى عمر" أن ينفذ إلى روح مصر الحقيقية، وأن يكون بطله رغم انكساره أحد إرهاصات الثورة التى تحققت بعد عام من كتابة الرواية.
ثم طلب من الروائى "فكرى عمر" اختيار بعض المقاطع للقراءة، ثم قدم الروائى والناقد "فكرى داوود"..
بدأ الروائى والناقد "فكرى داوود" بعرض شامل لأحداث الرواية التى خرجت فى جزأين، مثنياً على إلمام كاتب الرواية بخيوط الحبكة، والعرض المشوق الذى تحملة لغة شاعرية إيحائية واقعية الأداء، كما حرص الروائى أن يطرح أمامنا واقعنا جميعاً فى فترة من الفترات سبقت الثورة التى لم تكتمل بعد.
إن الرواية تضعنا أمام واقع يعرفه الكاتب وهذا هو الجيد؛ إذ أن الكاتب لا بد أن يعرف العالم الذى يكتب عنه، وهذا بالضبط ما فعله "فكرى عمر" فى روايته، ثم حلل بعض شخصيات الرواية المؤثرة من جوانبها الاجتماعية، والثقافية، والفكرية مؤكداً ملحوظة مهمة وهى أن كل الشخصيات الفاعلة فى الرواية هى شخصيات مأزومة بشكل ما؛ فشخصية "صالح الششتاوى" هى الشخصية التى تبدأ بها الرواية.. هو الجد لعائلة ريفية. نال هو وأمه فدانيين فى مشروع الإصلاح الزراعى بعد ثورة 1952م وهى أيضاً لحظات بدء الرواية. هذا الجد مأزوم بالشباب الضائع، والزوجة المقعدة، والطموحات القديمة لامتلاك القوة والتى ماتت مع الزمن، وأراد إحياؤها بشكل ما بزواجه من امرأة الموالد التى تنجب له "أزهار" وترحل، حين تغادره الفحولة إلى مكان لا يعرفه أبداً.
أما "أزهار" فهى الأخرى مأزومة بإخوة ليسوا أشقاء.. تفتقد الحنان والحب وتحمل عار أمها فوق كاهلها، حين تجد هذا الحب مع "نعمان" يحدث بينهما لقاءًا يترك أثراً فاضحاً فى أحشائها؛ ولأن الشخصيات تدور فى وقائع قاسية تحركها وقائع لا يملك الإنسان الريفى فى ذلك الزمن طرح وجهة نظره بل والتمسك بها يرحل "نعمان"، وتتخلص "أزهار" من حياتها بالسم بعد أن عرفت أن إخوتها يدبرون للخلاص منها.
أما "على" فيرى عمته، ويعيد إنتاج حكايتها فى الجزء الثانى فى الوقائع الخانقة التى يختارها وتلك التى تفرض عليه. إنه يطرح سؤالاً حول جدوى الاختيار، والواقع الذى يفرض علينا فرضاً دون أن نحاول تغييرها ومن خلال هذه الإجابة يندفع إلى الإيمان بأن مأساته كفرد هى جزء من مأساة مصر كلها؛ فيؤمن بأن تغيير الواقع بثورة هو وحده الكفيل بتغيير كل أفراده، وهو يواجه أفراد المجتمع فى ذلك الوقت مثل "صادق صفوان" المنتمى فكرياً لما يسمى حالياً بالسلفيين. تتصادم الرؤى؛ لأن "صادق" يرى أن تغيير المجتمع لا بد أن يبدأ بالفرد، كما أن على الفرد أن يتقبل أقداره برضا مؤمناً بأن هذا جزءً مما كتبه الله على الإنسان. كما تصطدم رؤيته برؤية الحبيبة "حياة مصطفى"، التى تنتمى بدرجة ما إلى أسرة ميسورة، التى تخاف من ذكر كلمة "ثورة" وتترك "على" فى النهاية عندما أودع السجن.
يتقابل "على" بمن يؤمن بضرورة الثورة على الأوضاع الفاسدة وهو شاب مدينى من المنصورة هو "سيد كامل".. و"سيد" مأزوم بتاريخ والده العقيد الذى أقيل من الخدمة فى جهاز الشرطة؛ لتورطه فى قضايا تعذيب أدت إلى الموت. تتكامل الرؤى بين "على و"سيد" حتى يجدا راعيا هو الدكتور "فؤاد ناجى" الذى كان مؤمناً بالاشتراكية طوال حياته وقد عاش رغم ذلك بأمريكا فترة طويلة دون أن تتزعزع أفكاره، وقد حانت اللحظة، هكذا يخبرهم، بالتغيير.
ينكشف زيف هذا الدكتور الجامعى الذى يهرب فى لحظة الجد، ويقبض على "على" و"سيد" وبعض أفراد التنظيم الذين يكرسون لإحداث تظاهرات كثيفة فى وسط العمال والمهمشين بتكنيكات مختلفة لإحداث الثورة المرجوة.
تنتهى الرواية برؤية أقرب للحلم حيث يرى "على" وهو خارج من المستشفى الذى أودع فيها بعد خروجه من السجن مدينة جديدة بيوتها بيضاء، وميادينها لامعة، وناسها يتحركون بخفة.. إنها المدينة المرجوة، وقد أُخبر الناقد أن فصلاً أخيراً حذف من الرواية التى أتممت فى بدايات 2010م عن خروج الشباب للشوارع والميادين للمناداة بالتغيير، وقد برر "فكرى عمر" حذف هذا الفصل لضرورة فنية؛ حيث حدثت الثورة قريباً مما كتب، لكن ببعض التفاصيل المختلفة، وتأخرها فى النشر جعله يتخذ قرار بالحذف؛ حتى لا تقف الرواية عند حدث سياسى ولو كان بعظمة ثورة 25 يناير التى لم تكتمل بعد، وأنها، الرواية، كعمل فنى يتمنى أن لا تقف عند هذا الحدث بل ترصد واقعاً خانقاً يدفع القارئ دوماً للرغبة فى التغيير.
وقد فتح باب المداخلات، وعرض الرؤى، والآراء، وطرح الأسئلة..
بدأ القاص والروائى "محمد خليل" بتهنئة الروائى بروايته، والترحيب بالناقد والحضور، ثم وجهاً سؤالاً لـ"فكرى عمر" حول مشروعية تغيير أو حذف الجزء من الفصل الأخير الذى يؤكد أن شباب هذا الجيل سيقومون بثورة فى ميادين مصر، وسيكون ميدان التحرير هو أيقونة هذه الثورة، فقال "فكرى عمر": الرواية كتبت عام 2006م وقمت بتنقيحها أكثر من مرة حتى انتهيت أخيراً من صياغة نهائية فى إبريل 2010م، وطبعت نسحاً شخصية وزعتها على أصدقاء أثق فى رؤيتهم الفنية من الكتاب ومنهم القاص "أيمن باتع فهمى" الذى طرح فى البداية نفس السؤال، ثم قدمتها للنشر وتأخر النشر، حتى حدثت الثورة، ففكرت كثيراً، ثم قمت بحذف هذا الجزء وتركت النهاية مفتوحة، لأن الرواية فى مجملها ترصد واقعى وحكايات الأجيال الراحلة فى فترة رديئة سياسياً، واجتماعياً.. فالذى سيقرأ الرواية لا بد سيتمنى أن يتغير هذا الواقع الذى لم يتغير حتى هذا الوقت. لقد فكرت بالفعل كثيراً قبل أن أحذف هذا الجزء، لكنى راض بشكل الرواية هكذا حتى لا تكون مرتبطة قرائياً كما قلت منذ قليل بأى حدث سياسى، لأن الرواية تكتب لتقرأ من مستويات متعددة أهمها البعد الجمالى.
ثم طلب القاص والروائى "إبراهيم عبد الباسط" الكلمة.. قال أنه شعر بعد قراءة الرواية أنه بإزاء عمل جاد ومهم، ثم طرح استفسارًا كمقدمة لبعض ما يراه: ما هو الإبداع فى الأدب؟ الإبداع فى الأدب والفن عموماً هو تسليط الضوء على الوقائع، والأحداث للخروج برؤية، وأن الأدب الراقى يغيرك بعد أن تقرأه، وقد حدث هذا بعد قراءته للرواية التى حققت هدفين: الأول معرفى، والثانى جمالى، والعنوان الذى يعد عتبة العمل الروائى "محاولة التقاط صورة" يعطيك هذه الدلالة، انك بإزاء تجربة لرصد صور، ووقائع معينة من الحياة لها ارتباط وثيق بتحليل العلاقات بين أفراد المجتمع الريفى فى الجزء الأول، ثم علاقات أفراد هذا المجتمع بأفراد مجتمع المدينة فى وقت عانت فيه مصر ولا تزال من مشاكل اجتماعية، وسياسية.. ونوه إلى بعض الملحوظات التى تمنى أن يتلافاها الكاتب فى الأعمال اللاحقة مثل قطع الموقف العاطفى لرصد وتصوير أشياء أخرى ثم العودة مرة أخرى إلى نفس الموقف، أما رؤيته للحوار فرأى أنه كان يجب أن يأخذ مساحة أكبر فى الرواية ليساعد السرد الكثيف فى إبراز ملامح الشخصية، رغم نجاح الحوار القليل فى رسم بعضها.. ورصد الكاتب لبعض الرؤى الدينية والاجتماعية لمختلف الشخصيات داخل الرواية وربطها بالسياق العام.. وتكلم عن رسالة ما داخل العمل كان يجب أن تكون أكثر بزوغاً؟ ورد "فكرى عمر" على سؤاله بأنه أراد أن ينقل الحكاية التى ستتولى بعد ذلك من خلال القراءات المتعددة إبراز أشياء متعددة قد تكون بعضها رسائل مضمرة، وليست صريحة بالمعنى الحكمى الذى لا يحبذه فى الكتابة.
أما الشاعر "أحمد إسماعيل" فقد أكد أن تكرار الكتابة يجعل العمل الأدبى أكثر جودة لأن النص الأدبى ليس مقدساً، لكنه تساءل عن بعض الجمل الطويلة، والاستدراك فى الوصف والتى كانت تفصله أحياناً عن الحالة، لكنها فى النهاية لم تفصله عن المعنى الإجمالى للرواية.
أما القاصة "سمية عودة" فقد هنأت الكاتب بروايته التى وصفتها بأنها جميلة، ووصفت الكاتب بأنه واعد، وقد تمنت على الكاتب أن تكون النظرة لديه أكثر تفاؤلاً.. "لأننى قلقت من إنتحار العمة وتكرار تسليط الضوء على الحادث، ومحاولة "على" لأكثر من مرة فعل ذلك" كما قالت.
وقال "فكرى عمر" بأن الرواية كتبت فى فترة لم نزل نعيش دخانها الخانق، وأن الحكاية كانت ترصد هذا الحنق، وهذا الكبت فى الواقع إلا أن النهاية جاءت لتشيع جو الحلم والرغبة فى الخلاص من هذا الواقع الضاغط باتجاه التغيير الذى حدث بالفعل، ولم يكتمل بعد..
أما الدكتور "منتصر العدل" فقد وجه سؤالاً للناقد عن مزية نشر مساوئ المجتمع فى عمل فنى وتأثيرها السلبى أحياناً على القراء. فقال "فكرى داوود": إن الكُتّاب فى تناولهم لقضايا مجتمعهم إنما يرسمون صورة لمجتمع يتمنون أن يتخلص منها، وهم فى إبرازهم لهذه الصورة وما لها من قوة فى فضح وكشف زيف الأشخاص والأفكار إنما يوجهون الأفراد خفية لرفض هذا؛ لأنك حين تفضح السوء إنما تدفع القارئ لاتجاه معاكس، ليس بالشكل الدينى ولكن بالشكل الاجتماعى الجمالى.
أما الأستاذ "هشام بكر" فقد أشاد بالرواية وبجهد الناقد فى توصيف العمل، والوقوف على جمالياته وكذلك الإشارة إلى بعض الأشياء التى يجب على "فكرى عمر"، وقد قال "السعيد السيد": إننى لن أحتاج أن أمدح "فكرى عمر" لكننى استمتعت جداً بهذه الرواية حين قرأتها.. وقال "فكرى عمر" فى النهاية أنه مهما كانت الملحوظات فعلى الكاتب أن يتقبلها بصدر رحب مثلما يتقبل الإشادات والآراء الإيجابية بالضبط؛ لأن ذلك سيساعده على تجاوز بعض الهنات فى المستقبل.
دارت المناقشة فى جو إيجابى رائع بحضور بعض الكتاب والشعراء الذين لم تثنهم الظروف الانتخابية عن حضور الندوة.
وقد امتدت الندوة لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة
الشاعرة أمل جمال
من ديوان كأنها أنا
أنا
أنا هذه الفاشلة الكبيرة
الممتلئة بالحب والدمار
وعشررغبات في الإنتحار
أداري ألمي عن العابرين
كيف أداري ألمي عنك؟
وكلما خلعت قناعاً
كان خلفه قناعاً
كان خلفه وجه سيدة
تنظر في مرآة قلبها
كل ليلة
وتبكي
هذه السيدة
أهدهدها
أضع لها صورتك
تحت الوسادة
واقول لها :
أغمضي عينيك يا طيبة
ونامي
نامي
وأنت تحسين تنفسه
وتشعرين بدفئه الوهمي
وتتأملين الذكريات
ليس معني أنهلم لم يحبك
أن تجلدي نفسك بالورد
والنبيذ
وادشموع التي إنطفأت
نامي
وأنت ترينه سعيداً
يتنقل مثل فراشة
بعيدة عن حدائقك
ومضيئاً كنجمة
نامي
وأنت ترددين00
الحياة جميلة
( قدر وجودك فيها )
لكن الزجاج الذي
يفصل بيننا
أكثر من قاسي
انا هذه الفاشلة الكبيرة
في كاس واحدة وأدمر نفسي
افشل في الموت وافشل في الحزن
وافشل في إكمال القصيدة
من ديوان كأنها أنا
أنا
أنا هذه الفاشلة الكبيرة
الممتلئة بالحب والدمار
وعشررغبات في الإنتحار
أداري ألمي عن العابرين
كيف أداري ألمي عنك؟
وكلما خلعت قناعاً
كان خلفه قناعاً
كان خلفه وجه سيدة
تنظر في مرآة قلبها
كل ليلة
وتبكي
هذه السيدة
أهدهدها
أضع لها صورتك
تحت الوسادة
واقول لها :
أغمضي عينيك يا طيبة
ونامي
نامي
وأنت تحسين تنفسه
وتشعرين بدفئه الوهمي
وتتأملين الذكريات
ليس معني أنهلم لم يحبك
أن تجلدي نفسك بالورد
والنبيذ
وادشموع التي إنطفأت
نامي
وأنت ترينه سعيداً
يتنقل مثل فراشة
بعيدة عن حدائقك
ومضيئاً كنجمة
نامي
وأنت ترددين00
الحياة جميلة
( قدر وجودك فيها )
لكن الزجاج الذي
يفصل بيننا
أكثر من قاسي
انا هذه الفاشلة الكبيرة
في كاس واحدة وأدمر نفسي
افشل في الموت وافشل في الحزن
وافشل في إكمال القصيدة
مريم توفيق ..
ربيعية
قالوا 0000
في أقصي الأرض
ينابيع تروي الظمآن
وأنا ظمأيِّ أقوي
من كل ينابيع الأرض
ظمأيِّ يجري بشراييني
يحتل الأعماق ويكويني
طرتْ اجوب أرض غرباً
فاجأني بحر ملتهب
مضطرب الأمواج
يقذفني التعب بعيداً
فوجدت الأفق فسيحاً
فعدوت
فرأته عيوني
ينفض عني
هذا الزمن الملعون
وبيده الأخرى قارة ماء
فشربت 00
شربت00 شربت
آه 00
ما أشهي لحظات
يشرب فيها الظمآن
في أعيننا
رقص شعاع
سّطّرتُ
علي صفحات الريح
قصيدي
فشدا لي
لون حنيني
في قرص الشمس
إذا غابت
طعم حنيني
في كون الشمس
إذا عادت
حجم حنيني
في كون الشمس
إذا دارت
يا من تسري بدمائي
بضلوعي
بحروفي بسكوني
وهنا000
عاوده الدمع فغاب
أه 000
ما أروع حبك
زرع النشوة
بين الأطلال
وروي العشب
بماء غيث شلال ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد السرساوي
رُويداً .. رُويدا
أريدكِ أن تقتليني برفق ..
فإن دم الشعراء حرامٌ .. وما كان قلب المعذب صيدا
رُويدا ...
عُيونكِ عندي ابتساماتُ صبحٍ
وملمسُ قلبكِ مثل سحاباتِ دفءٍ
دعيني أطوفُ سماءكِ .. أصعدُ .. أهبطُ
أعرجُ في سدرة الـ منتهاكِ ...
دعيني بحريتي ...
لا أريدُ ببحر فضائكِ قيدا ..
رُويدا ...
أنا معك الآن في الصحو والغيم ..
نعشق حيناً .. وحيناً نذوبْ
وليس لدينا اختيارٌ ..
متى تطلع الشمسُ من شرقنا ومتى ستغيبْ
وهل تستطيع العواصمُ أن تتحررَ من عقدة الرقِّ ..
في عالم لا يجيبْ ؟!!!
أخاف على وجهكِ البكر - في البعد - أن يستجيبْ
أخاف عليكِ من الليل ِيبتلعُ النورَ ..
والغيم ِ وقت الغروبْ
أخاف من الخوفِ ...
حين يصير الكلام بطعم اللهيبْ...
حنانيكِ .. إن الفؤاد يئنْ
وطيفكِ يغفو على كل شيءٍ ..
لعل العيونَ به تطمئنْ ...
وكلُّ النساء يَثُرنَ بأعماق قلبكِ حين يحنْ...
كأني بوجهكِ يختصر الكونَ ..
والمعجزاتُ به تُفتتنْ
ولكنني أترك الكونَ يرقص في وجهكِ البضِّ والمعجزاتِ وكلَّ النساء ..
ولا أتذكر إلا اشتياقي لحضن وطنْ
هنا يترك الخلَّ كلُّ الأخلاءِ .. والدمعُ في عينهِ قد أسِنْ
فلا وطنَ الآن إلا مع الخوفِ
لا بسمةَ الآن إلا مع الزيفِ
لا فرحةَ الآن إلا مع الحتفِ
والكلُّ ذاب حنيناً لوأد الحنينْ
تعانقت الصورُ المستحيلةُ ..
كيما تُكَوِّنَ في رحم الشكِّ ألفَ جنينْ
وألْقتْ على الروح غيمَ المسافاتِ
كي لا تفتشِ في الأرض عن سكرات اليقينْ
وعلقت الحبَّ متهماً عند باب المدينةِ - والناس تشهد -
حتى يصيرَ لهم عبرةً .. بمرور السنينْ ...
فكيف تثورين يا ثورتي،
والزمان تعوَّد ألا يصونَ الهوَى حين يلبثُ في السجنِ بضعَ سنين ٍ..
وقد حاصروه العبادُ .. وكادوه كيدا...
رويدا ..
أريدكِ أن ترجُمِيني برفقٍ ..
فقد صار للحب حالاتُه الأخرياتُ ..
وصِرتُ - بحالاتهِ الأخرياتِ –
أحيدُ عن الحق حَيْدا
رويدا ... رويدا
0 التعليقات:
إرسال تعليق