skip to main | skip to sidebar

واحة المبدعين

الموقع الرسمى للشاعرة فاطمة الزهراء فلا

كل روائح المناسبات تقود إلينا..........ماجدة سيدهم

الخميس، 18 نوفمبر 2010

*******

قد تختلف الأعياد وتتعدد المناسبات ، تتشابه عادتها ربما أو تختلف بالكلية طقوسها أيضا والأحداث التي فجرت بقاءها مقدسة في ذاكرة الوجدان حتى باتت لنا ملاذا يحمي من صقيع الانهماك- إذ تقطع بمرحها لهيب المسافات الوهمية بين الأنا وكل آخر - نترقب بشغف دلال فيضها ، ونظنها إلينا تخطو بينما تظل على عرشها متوجة باعتلاء تفاصيل الزمن كاشفة عن راحتي الإغداق بحلو التقارب وحميمية المبادرات البرتقالية - تأتينا الأعياد أو بالأصح نسير صوب وجهتها - نقصدها واحة من اللعب ومفاجآت اللقاء المذهل بعد غياب حيث يبدد العناق الأخضر جدب المسافة ونكتشف حينها قدر ما عـُتق من حنين في صدورنا ما فلحت في إخفائه لمعات براقة ما بين ناظرينا والعناد ، أحبها تلك المناسبات أتوددها كل الأعياد حتى الوطنية منها، يكفى ما تهبه من راحات كسولة ولذيذة لا نملها – ما أن يقترب من يومي عيد حتى تنطلق من صندوق الذاكرة تلك الروائح الطازجة - أستعيدها كأنها للمرة الأولى ، رائحة الثوب الجديد وورداته الحمراء التي لتوها أكملت أمي تطريزها ، الحذاء الجديد، يحمل برفق نعومة الجورب الأبيض ، شرائط الشعر الملونة،ما ألذها رائحة النقود الورقية الجديدة وحرفها الحاد في استقامته ، كنت أدس وجهي في كل تلك الروائح الشهية كي تشربها رئتي دفعة واحدة وبنهم عنيد ، احبسها في صدري وقتا ثم أطلقها ببطء عارية بعدما اختزن في زوايا روحي كل عطرها الذي يشبه رائحة المطر المبلل بالضوء الثلجي ، أدركت فيما بعد كم أنا مولعة بالروائح الجديدة ، رائحة الطريق الجديد ، الحرف الجديد، الخبر، الورق ،الكذب، الصديق ،الدهان ، الملاءات ، المغامرة، الخطأ،الطعم، الانتحار، الصوت ،الغضب ،العناق ، الكلام ،الفكرة ،النظرية ،الموسيقا ، الإيماءة، الصراخ الجديد الرؤيا الجديدة كلها تحمل رائحة ما قبل الملامسة ، هي رائحة الاختلاف عن كل سابقه ،لذا أدركت لماذا بت أتردد كثيرا في استعمال أو التعامل مع الجديد خاصة في مرته الأولى ، ولماذا كل هذا الحزن بعدما لا أجد مناصا من التعامل معه -إذ افقد تباعا خصوصية الامتياز المثير ، رائحة الاختلاف ،وكأن على متن الضرورة أشيع الرائحة الشهيدة إلى مثوى فوضى الروائح واختلاط كرامة الجديد المختلف بكل نمطي قديم–هي التي بها انتشى وأكون أنا - يمضى الوقت بنا دونما انتباه ،نتجاوز المكوث أمام جلاء المناسبات والأعياد بلا حذر ، تتماهى جاذبية الرائحة ، كالدخان تذوب بين كتل الزحام والانتهاك المتبادل – تفقد نشوتها شيئا فشيئا - وأعود أنتظر العيد تلو العيد بل واخترع لي الكثير منه ، أترقب هدايا ومفاجآت جديدة لها رائحة الانتشاء وخصوبة الجديد المختلف ...!
مرسلة بواسطة الشاعرة في 10:06 ص إرسال بالبريد الإلكتروني كتابة مدونة حول هذه المشاركة ‏المشاركة على X ‏المشاركة في Facebook

0 التعليقات:

إرسال تعليق

رسالة أحدث رسالة أقدم الصفحة الرئيسية
الاشتراك في: تعليقات الرسالة (Atom)

Blog Archive

  • ◄  2014 (4)
    • ◄  يونيو (2)
    • ◄  مايو (2)
  • ◄  2013 (15)
    • ◄  نوفمبر (1)
    • ◄  مايو (6)
    • ◄  مارس (2)
    • ◄  يناير (6)
  • ◄  2012 (84)
    • ◄  ديسمبر (5)
    • ◄  نوفمبر (10)
    • ◄  يوليو (8)
    • ◄  يونيو (27)
    • ◄  أبريل (34)
  • ◄  2011 (17)
    • ◄  أكتوبر (1)
    • ◄  أغسطس (1)
    • ◄  مايو (5)
    • ◄  فبراير (4)
    • ◄  يناير (6)
  • ▼  2010 (12)
    • ◄  ديسمبر (1)
    • ▼  نوفمبر (2)
      • كل روائح المناسبات تقود إلينا..........ماجدة سيدهم
      • محاكمة امرأة قتلت قطة.....بقلم عماد ميلاد
    • ◄  سبتمبر (6)
    • ◄  أغسطس (3)

About Me

صورتي
الشاعرة
شاعرة مصرية / رئيس اتحاد كتاب مصر فرع الدقهلية ودمياط / عضو نادى أدب المنصورة / المسئول الإعلامى بأتيليه المنصورة /
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي
 
Copyright © واحة المبدعين. All rights reserved.
Blogger templates created by Templates Block
Wordpress theme by Uno Design Studio